حماس انتخابي كبير .. ودعوات لتجاوز الخلافات الحزبية لهزم الجمهوريين في نوفمبر
ديترويت – «صدى الوطن»
بحضور ٦٧٠٠ عضو، عقد الحزب الديمقراطي في ميشيغن مؤتمره السنوي الأحد الماضي في ديترويت، حيث تم ترشيح كل من دانا نسل لمنصب مدعي عام الولاية وجوسلين بنسون لمنصب سكرتاريا الولاية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
كما صوت أعضاء الحزب لصالح دعم ترشيح كل من المحامية ميغان كاثلين كافانو، والبروفسور في «جامعة ميشيغن» سامويل باغنستوس، لسباق المقعدين المفتوحين في محكمة ميشيغن العليا.
نسل للمدعي العام
وجاء اختيار المدعومين بعد عشر ساعات من الاجتماعات والخطابات وعمليات التصويت، التي كان أكثرها احتداماً انتخاب نسل، الذي قوبل ترشيحها بمعارضة واسعة من النقابات العمالية التي فشلت بدورها في حشد الأصوات الكافية لانتخاب منافسها المدعي العام الفدرالي السابق في غرب ميشيغن، بات مايلز.
واشتهرت نسل –المحامية من بلدة بليموث– بدورها في نقض قانون حظر زواج المثليين جنسياً في ميشيغن، وقد قامت هي نفسها بالزواج من امرأة سحاقية بعد إقرار زواج المثليين فدرالياً في عهد الرئيس باراك أوباما.
وأقلت حملة نسل، التي عملت سابقاً مساعدة للادعاء العام في مقاطعة وين، مئات الديمقراطيين بالحافلات لحضور المؤتمر رغم أحوال الطقس الباردة الأحد الماضي.
وفي حال فوزها بالمنصب، ستكون نسل أول مسؤول مثلي يتم انتخابه لمنصب عام على مستوى ولاية ميشيغن.
وشكل فوز نسل صفعة للنقابات العمالية والأفارقة الأميركيين المؤيدين لترشيح مايلز، وقد اعتبر البعض النتيجة مؤشراً على التحولات داخل الحزب الديمقراطي في ميشيغن، مع صعود التيار التقدمي على حساب النقابات التي لطالما شكلت إحدى أبرز ركائز الحزب إلى جانب الأقليات.
وأشاد رئيس الحزب في ميشيغن، براندون ديلون، بنشاط حملة نسل وقدرتها على جذب المزيد من الديمقراطيين للانخراط في العملية السياسية، مؤكداً أن هذا بالتحديد ما يحتاجه الديمقراطيون للفوز في نوفمبر القادم، مشدداً على ضرور الحفاظ على الزخم والحماس الحاليين خلال الأشهر القادمة.
والجدير بالذكر أن عدد المشاركين في مؤتمر الحزب الديمقراطي في ميشيغن يقدر عادة دون ألفي عضو، غير أن نسخة هذا العام شهدت إقبالاً غير مسبوق على المشاركة في فعاليات المؤتمر لاسيما من الفئات الشبابية، وسط تفاؤل كبير بفرص الديمقراطيين في الفوز واستعادة السلطة المفقودة في ميشيغن منذ العام ٢٠١٠ حيث يسيطر الجمهوريون منذ ثماني سنوات على جميع المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية في الولاية.
بنسون لسكرتاريا الولاية
وفي سباق آخر، اختار أعضاء الحزب ترشيح جوسلين بنسون لمنصب سكرتاريا الولاية، وذلك بعد ترشيحها للمنصب نفسه في العام ٢٠١٠، دون أن يحالفها الحظ.
وبنسون خريجة «جامعة هارفرد» وتولت منصب عميد كلية الحقوق في «جامعة وين ستايت» (٢٠١٠–٢٠١٦).
وفي كلمتها خلال المؤتمر أكدت بنسون أنه في حال انتخابها «ستقاتل لجعل فترة الانتظار في مكاتب سكرتاريا الولاية لا تتجاوز ٣٠ دقيقة»، كما ستعمل على تحويل ميشيغن إلى نموذج للانتخابات الآمنة، إلى جانب السماح لجميع الناخبين بالادلاء بأصواتهم غيابياً دون الحاجة إلى إبداء أسباب لذلك.
وأضافت «فلنحول ميشيغن من الأسوأ إلى الأفضل في الشفافية والأخلاقيات».
محكمة ميشيغن العليا
وفي سباق محكمة ميشيغن العليا، سيواجه المرشحان المدعومان من الحزب الديمقراطي –كافانو وباغنستوس– القاضيين الحاليين كيرتيس وايلدور وإليزابيث كلمينت، اللذين عينهما الحاكم الجمهوري ريك سنايدر.
وتضم محكمة ميشيغن العليا سبعة قضاة، بينهم خمسة محافظين وقاضيين ليبراليين حالياً.
وقالت كافانو –ابنة القاضي السابق في محكمة ميشيغن العليا مايكل كافانو– إنه في حال فوزها ستعمل على إصدار قرارات تمثل رأي الأغلبية وليست الآراء المخالفة.
فيما تعهد المرشح باغنستوس بالدفاع عن حقوق المرأة والتفاوض الجماعي للنقابات، والحق الأساسي في التصويت.
وحدة الحزب
ووسط الحشد الصاخب الذي ملأ مركز كوبو للمعارض في وسط ديترويت، توالى على منصة المؤتمر قياديّو الحزب الديمقراطي في ميشيغن إلى جانب المرشحين عن الحزب في مختلف السباقات الانتخابية.
وتحدث خلال المؤتمر ممثلو ميشيغن في الكونغرس الأميركي، ومن ضمنهم السناتور ديبي ستابينو التي تسعى لإعادة انتخابها هذا الخريف.
من جانبه، علق السناتور غاري بيترز على الانقسامات التي رافقت عملية التصويت، بدعوة جميع الديمقراطيين إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف لمواجهة الجمهوريين في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
كذلك شدد النواب الأميركيون عن ميشيعن، ديبي دينغل ودان كيلدي وبرندا لورنس وساندر لفين، على ضرورة تجاوز الخلافات الحزبية والانخراط في الحملات الانتخابية والإقبال بكثافة على التصويت لاستعادة الأغلبية في الكونغرس الأميركي.
ولا زال أمام الديمقراطيين انتخاب مرشحهم لمنصب حاكم الولاية في السباق التمهيدي الذي سيقام في آب (أغسطس) القادم، والذي سيشهد أيضاً انتخاب مرشحي الحزب لعدد من المقاعد التشريعية المتنازع عليها، سواء على مستوى الولاية أو في الكونغرس الأميركي.
وفي سباق الحاكمية، تبدو السناتور السابقة غريتشن ويتمر الأوفر حظاً للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي بعد نيلها دعماً واسعاً من قيادات الحزب والنقابات.
وبحال فوز ويتمر في السباق التمهيدي، يكون جميع المرشحين الديمقراطيين للمناصب التنفيذية العليا في ميشيغن، من النساء البيضاوات.
ويخشى الديمقراطيون أن ينعكس غياب المرشحين الأفارقة الأميركيين عن لائحة الحزب في انتخابات نوفمبر القادم، فتوراً في الإقبال على التصويت ضمن مدن رئيسية يستند إليها الحزب في السباقات التي تقام على مستوى الولاية، وفي مقدمتها مدينتا ديترويت وفلنت.
وقد أشارت تقارير صحفية إلى أن ويتمر بحال فوزها في السباق التمهيدي على منافسيها الديمقراطيين –العربي الأميركي عبدول السيد، والهندي الأميركي شري تانيدار، والإفريقي الأميركي وليام كوبز– ستلجأ إلى اختيار شريف مقاطعة وين بيني نابليون لمنصب نائب الحاكم لجذب أصوات الناخبين السود.
وقد بدا لافتاً خلال فعاليات مؤتمر الحزب الديمقراطي، التأييد الواسع الذي يحظى به السيد في أوساط التيار التقدمي في الحزب، والذي يطغى عليه العنصر الشبابي.
Leave a Reply