برعاية نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي
ديربورن – «صدى الوطن»
احتضنت قاعة «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» في ديربورن، برعاية اللجنة الثقافية وبمبادرةٍ من الدكتور محمد ناصر رئيس اللجنة، احتفالية توقيع ديوان الشاعر كمال العبدلي المعنون «أيتها النائمة في رحِمٍ ما» مساء الخميس ١٢ نيسان (أبريل) الجاري.
حضر الاحتفالية كلّ من القنصل العام لجمهورية العراق في ديترويت الكبرى، الدكتور مصطفى أحمد مصطفى، وقنصلة لبنان العامة في ديترويت سوزان موزي ياسين والسفير اللبناني السابق الدكتور علي عجمي، وجمع لافت من المثقفين والإعلاميين وممثلي المؤسسات المحلية والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقد استَهلّ الاحتفاليةَ عريفُ الحفل القاص العراقي نشأت المندوي بتقديم الشاعر اللبناني نبيل حمود، حيث قرأ قصيدة من وحي المناسبة وتأثير حالة الاغتراب في وجدان الشاعر جاء مطلعها كما يلي:
فيكِ يا نائمةً في رحمٍ ما مِن
لهيبِ الحُزنِ ما أدمى عيوني
غُربةٌ موحِشةٌ قد أودَعَتني
بينَ أنواءِ مُحيطٍ والجنونِ
ثمّ ألقى القنصل العام العراقي كلمةً بليغةً عبّر فيها عن شكر القنصلية للقائمين في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» على رعايتهم للاحتفالية، وقد أكّد في كلمته على حرص القنصلية في متابعة نشاطات أبناء الجالية بمختلف المجالات من منطلق الانتماء للوطن الأم والإسهام في رفد حضارة الوطن بما يُغني شخصيّته الثقافية. وختم مصطفى كلمته بالتشديد على «ضرورة التواصل بين أبناء الجالية في المغترَب وبين القنصلية لتعميق الصلات بما يصبّ في خدمة العراق العزيز».
بعد ذلك أشادَ عريفُ الحفل بتبنّي اللجنة الثقاقية لنادي بنت جبيل رعاية الاحتفال فدعا الدكتور ذيب صعب لإلقاء كلمة اللجنة، حيث أكد حرص النادي على تبنّي نشاطات أبناء الجالية في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والاجتماعية، «إسهامة من النادي في تعزيز أواصر الأخوّة بين جميع الجاليات العربية ورعاية إنجازاتهم الإبداعية».
وفي ختام الاحتفالية ألقى الشاعر المُحتفى به كلمة مختصَرَةً عن معنى الحداثة الشعرية، بعد أن شكرَ الجميع فرداً فرداً على حضورِهم، إذ قال إنّ المقصود بهذه الحداثة ليست تلك المُصطلَح عليها في النقد الأدبي، بل المقصود بها تلك المكتوبة في زمنِها، واستشهدَ لها بنموذج من شعرية الشريف الرضيّ بقصيدته «أبكيكِ لو نقعَ الغليلَ بكائي»، حيث قال إننا كلما قرأناها نشعر بحداثتِها و«كأنها مكتوبةٌ اليوم»، كما ذكرَ الزميل العبدلي أنّ «على الشاعر أن يبتكرَ المعاني الجديدة من بيئتهِ المحيطة به، ولا يهم من بعد ذلك أن يصبَّها في قالب الشعر العمودي أو داخل إطار قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر».
واختُتمت الأمسية بتوقيع الشاعر العبدلي لديوانه، وبهذه المناسبة يتقدم بالشكر إلى الحاج محمد طرفة مؤسس نادي بنت جبيل، لإتاحة الفرصة في إحياء هذه الاحتفالية، داعياً له بالشِفاء التام والعاجل.
كما توجه العبدلي بالشكر إلى الدكتور محمد ناصر، رئيس اللجنة الثقافية في النادي، لمبادرته في تبنّي إقامة الاحتفالية، والدكتور ذيب صعب وكل من الزميل المصور الإعلامي عماد محمد لتغطيته الحفل، وناشر صحيفة «كلدان تايمز» أمير دنحا، وناشر مجلة «العربي الأمريكي اليوم»، عبد الناصر مجلّي، والناشط الاجتماعي وليد فدامة، والإعلاميين شايف الزوفري وأنغام الموسوي وعلاء السوداني. والشاعرتين حنان شرارة وزمان الصائغ وكافة العاملين في «نادي بنت جبيل».
كسرُ السكونِ
فيكِ يا نائمةً في رحمٍ ما مِن
لهيبِ الحُزنِ ما أدمى عيوني
غُربةٌ موحِشةٌ قد أودَعَتني
بينَ أنواءِ مُحيطٍ والجنونِ
كنتُ طفلاً ذاتَ يومٍ كنتُ ألهو
في حقولٍ أردفتْ عبرَ السنينِ
فوقَ سطحٍ أو زِقاقٍ أو بِناءٍ
أو بيوتٍ في سرورٍ يعتريني
بين أصحابٍ وأهلٍ أو حبيبٍ
في بلادي جلّهم ظلماً شكوني
في بلادي قد شرِبتُ المرَّ قسراً
عشتُ أصنافاً من الذلِّ المُهينِ
في بلاديْ ذكرياتٌ مؤلِماتٌ
عن قتيلٍ أو جريحٍ أو أنينِ
في بلادي الحرُّ مذمومٌ مُريبٌ
أو فقيرٌ أو نزيلٌ في السجونِ
يا بلادي كنتِ أسبابَ ارتحالي
لمْ أجدْ فيكِ أماناً .. سامحيني
في غيابي عن بلادٍ عِشتُ فيها
قد هوى قلبي بأحضانِ الشجونِ
وطنٌ رغمَ ابتعادي لَم يُفارِقْ
مهجتي بل عاشَ ما بينَ الجفونِ
يا بلادي قد سكنتِ الروحَ منّي
التمستُ اللهَ أن لا تهجريني
لا تلومنَّ الذي هاجرَ قهراً
من ظروفٍ دون عونٍ أو مُعينِ
غربةٌ قد رُمتُ فيها طيبَ عيشٍ
قد رجوتُ العيشَ في حضنٍ حنونِ
بل على الضدِّ تجلّى وخزَ شوكٍ
إذ رماني في دهاليزِ الظنونِ
غربةٌ أفنيتُ فيها نصفَ عمري
حائراً بين همومٍ أو شؤونِ
نظرةٌ طالتْ بعينٍ لا تواري دمعةً
سالتْ على النهرِ الحزينِ
ذكرياتٌ أطلقتْ سهماً مُميتاً
عاشقٌ قد صاحَ لا.. لا تقتليني
لن ألومَ العاشِقَ الولهانَ إمّا
شدَّهُ الشوقُ إلى الحبِّ الدفينِ
لِكمالِ العبدليِّ أسلوبُهُ في شاعرٍ
قد هزَّ أركانَ الحنينِ
في كمالِ العبدليْ قد حلَّ صوتاً
كاسراً في غربةٍ صمتَ السكونِ
بوركتْ فيك المعاني يا صديقي
صوتَ حقٍّ بانَ كالدرِّ الثمينِ
قصيدة للشاعر نبيل حمود بمناسبة توقيع ديوان «أيتها النائمة في رحِمٍ ما»
للشاعر كمال العبدلي
Leave a Reply