بمناسبة الذكرى السنوية الـ20 على تأسيسها، أقامت مؤسسة «حمادة للخدمات التعليمية» (أتش إي أس) حفلاً لتوزيع المنح الدراسية وذلك في فندق «أدوارد» بمدينة ديربورن في 20 نيسان (أبريل) الجاري، بحضور مسؤولين حكوميين ورسميين منتخبين وتربويين محليين، إضافة إلى فعاليات اجتماعية واقتصادية متعددة.
والحفل الذي حضره زهاء ألف شخص، هو الأول من نوعه الذي تقيمه مؤسسة حمادة، بهدف إشراك المجتمع المحلي والطلاب المتخرجين في تمويل وتوسيع برنامج المنح الدراسية، في بادرة هي الأولى من نوعها خلال تاريخ المؤسسة التعليمية الذي كانت تتولاه خلال العقدين المنصرمين عبر ذراعها غير الربحية، «المؤسسة التعليمية الأميركية» (أي إي أف).
وتم خلال الحفل جمع 96 ألف دولار ستذهب لرصيد «أي إي أف» التي ستقوم بدورها بتوزيع المنح الجامعية على الطلاب المتخرجين من مدارس حمادة الأربع في منطقة ديترويت الكبرى.
وتوزعت المنح على فئتين، الأولى «ذهبية» بقيمة 1000 دولار، والثانية «فضية» بقيمة 500 دولار.
ولدى مؤسسة «حمادة للخدمات التعليمية» أربع مدارس تشارتر من صف الحضانة إلى الصف ١٢ ثانوي، بمجموع طلاب يقدر بنحو ٣٠٠٠ طالب، إضافة إلى أكثر من ٤٠٠ موظف.
والمدارس الأربع هي: «ستار إنترناشيونال»، و«يونيفرسال»، و«يونيفرسال ليرنينغ»، و«نور إنترناشيونال». ومنذ 2004، تخرّج منها ما ينوف عن 1500 طالب، تلقى المتفوقون منهم منحاً دراسية بحوالي 700 ألف دولار.
وحُددت معايير الحصول على المنح من خلال معدلات التخرج (جي إي دي) والسجل الطلابي النظيف، إضافة إلى كتابة مقالة حول كيفية استلهام مبادئ المدرسة لحل الأزمة الإنسانية في اليمن.
نوال حمادة
المؤسِسة والمشرفة العامة، الحاجّة نوال حمادة، ألقت كلمة بالمناسبة أشادت فيها بالأعضاء والأفراد الذين ساهموا في تقدم المدارس وتطورها ونجاحها، وخصت بالثناء كلاً من الدكتور طلال طرفة والمستشار القانوني للمؤسسة، الراحل لورانس باتريك ورئيس«رابطة ميشيغن للمدارس العامة» دان كويزنبري، كما شددت على أهمية الاستثمار في تعليم الأطفال ورفاهيتهم لضمان نجاحهم.
وسلطت الضوء على بعض المحطات الأساسية في المؤسسة التعليمية، مشيرة إلى أن التوسع والزيادة في المدارس لم يكن ضمن الخطة الأساسية للمؤسسة حين انطلاقها، مستدركة «لكن الطلب داخل المجتمع كان كبيراً لدرجة أنه لم يكن لدينا خيار آخر سوى التوسع».
كما أشارت حمادة إلى أن المؤسسة تهتم باستثمار طاقات خريجيها وإمكاناتهم، وقالت «اليوم لدينا في كل مدرسة عضو واحد على الأقل ضمن مجلس الإدارة من المتخرجين».
وفي الحفل، تم تكريم صباح ياسين التي تخرجت من مدرسة «ستار إنترناشيونال أكاديمي» وهي تشغل اليوم رئاسة مجلس الإدارة في المدرسة، كما أن بعض أفراد أسرتها يعملون في مؤسسة «حمادة للخدمات التعليمية».
وفي هذا السياق، قالت حمادة «نحن نربي طلابنا ليكونوا قادتنا».
كما تحدثت –ضمن كلمتها– عن الأدوار المهمة التي تلعبها مدارس التشارتر في استيعاب نطاق واسع من احتياجات الطلاب، و«تحقيق فهم أكبر للتحديات والفرص المتاحة لتثمير البرامج المناسبة وتمكين الشباب والشابات من قيادة حياة ناجحة».
وأشادت حمادة بالنساء العربيات الأميركيات اللواتي يقدن الشركات التجارية والمؤسسات الحكومية و«يواصلن تحطيم الحواجز»، مشيرة إلى أن امرأة (وهي حمادة نفسها) تقود «مؤسسة حمادة للخدمات التعليمية».
من جانبها، حثت القاضية في محكمة مقاطعة وين مريم بزي، الطلاب والآباء على التواصل والتفاهم بشكل أفضل من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، الأكاديمية والحياتية، مشيرة إلى أن التبرعات تذهب 100 بالمئة للطلاب.
قصة نجاح
المتحدث الرئيس في الحفل كان المؤسس والرئيس التنفيذي لبرنامج الدفع المالي عبر الانترنت «آلايد واليت» Allied Wallet، آندي خواجة، الذي شدد على أن «بذل المثابرة والتفاني يمكنان من تحقيق أقصى الطموحات».
وروى المهاجر اللبناني الأصل قصة نجاحه المهني التي توجت ببرنامج خاص للدفع الإلكتروني الذي يعتبر الأسرع نمواً في العالم لافتاً إلى أن طموحه الأول كان متواضعاً بأن يصبح مدير متجر للأحذية في مدينة لوس أنجليس، عندما كانت الشبكة الالكترونية في بداياتها الأولى. لاحقاً، تشارك خواجة مع بعض أصدقائه الماهرين في البرمجة لتطوير برنامج يسهل تواصل الزبائن بالتجار من خلال الخدمات والمعاملات الالكترونية، ثم هجر تجارة التجزئة وأطلق برنامج «آلايد واليت».
طريق نجاح خواجة لم يكن مفروشاً بالورود، وإنما اعترضته الكثير من المطبات والمشاكل، فقد رفض 381 بنكاً التعامل معه، لكن ذلك لم يدفعه إلى الاستسلام وإنما إلى مزيد من الإصرار، حتى تمكن لاحقاً من عقد اتفاق مع أحد البنوك الفلبينية، في العاصمة مانيلا.
واليوم تعد «آلايد واليت» شركة خاصة تقدر قيمتها بـ20 مليار دولار وتوظف أكثر من 1500 شخص في جميع أنحاء العالم.
وقد سرد خواجه قصة نجاحه الشخصية كمثال على ضرورة «المثابرة وعدم الاستسلام لليأس» مشجعاً الشباب العربي الأميركي على الدخول في المجالات التكنولوجية.
وقال إن شركته تتطلع إلى إضافة 1000 وظيفة جديدة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه سيفتح باب الفرص أمام الطلاب المتخرجين من مدارس «حمادة للخدمات التعليمية».
وشدد خواجة على أن «المجتمع العربي ذكي للغاية.. لقد اخترع العرب الكثير من الأشياء.. اقرأوا التاريخ.. لقد قمنا بالكثير، ولكننا توقفنا عند نقطة معينة من الابتكار والخلق وأصبحنا مشتتين للغاية».
وتم خلال الحفل تكريم بعض الموظفين والإداريين الناجحين في المؤسسة التعليمية، كما قامت «مفوضية مقاطعة وين» بشكل رسمي بتكريم كل من آندي خواجة والقاضية مريم بزي.
واختتم الحفل بفقرة فنية ورقصات فلوكلورية، من قبل الجوقة الفنية والموسيقية في مدارس حمادة.
Leave a Reply