ديربورن – كان من المقرر أن يمثل جون سالفاتور ديليز (57 عاماً) أمام المحكمة الـ19 في ديربورن يوم 24 نيسان (أبريل) الجاري بتهمة الاعتداء بالضرب على فتاة عربية أميركية، في مكتب الاستقبال بمستشفى «بومانت» يوم 10 شباط (فبراير) الماضي. ولما لم يظهر المتهم في موعد الجلسة أصدر القاضي مارك سومرز مذكرة قضائية بإحضاره.
وفي اليوم التالي، عثرت الشرطة على ديليز وأحضرته مخفوراً إلى المحكمة ليمثل أمام سومرز الذي أوضح بأن «المتهم لم يقم بشحن السوار الالكتروني (جي بي أس) وبالتالي غاب عن رادارات المراقبة.
وكان ديليز قد اعتقل بعد وقوع الحادث مباشرة وأطلق سراحه في 21 نيسان (أبريل) الجاري على أن يمثل مجدداً أمامها إثر فحص قواه العقلية، وقد تبين أنه مؤهل للمحاكمة.
غير أنه يوم الأربعاء الماضي، دخل ديليز قاعة المحكمة، وراح يتحدث بشكل غير متناسق عن أسباب تهجمه على الفتاة العربية الأميركية، وكان يقاطع القاضي ومحاميه طوال جلسة الاستماع، مما اضطر المحكمة إلى إخراجه من القاعة.
وبين العبارات المتداخلة التي تلفظ بها ديليز، كان يمكن تمييز بعض الكلمات، حيث قال «أنا مسيحي جيد.. وانتهيت من المرح.. أريد العودة إلى البيت».
وقد قرر سومرز إعادة فحص القوى العقلية للمتهم قائلاً: «يبدو أنه لا يتناول أدويته»، مشيراً إلى أنه على الأرجح ستتم إحالته للعلاج.
وحدد القاضي موعداً لجلسة استماع ثانية حول كفاءة ديليز العقلية، في 14 أيار (مايو) القادم، مشيراً إلى أن المحكمة لا يمكنها أن تبقي ديليز خلف القضبان لأكثر من ٩٣ يوماً، وهي العقوبة القصوى للجُنَح.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، اعتبر محامي الضحية، ماجد مغنية، أن شرطة ديربورن «أفشلت» جهوده لاعتبار الاعتداء جناية وليس جنحة، مضيفاً أنه «كان من الممكن أن يرتطم رأسها بطاولة مكتب الاستقبال خلال الهجوم، وكان من الممكن أن تتعرض لإصابات أكثر خطورة».
وقال إن ذلك شكل «صفعة لموكلتي ولكامل مجتمعنا.. إذا ترك هذا الشخص متجولاً في الشوارع»، مؤكداً أنه «إذا كان هذا الشخص يعاني من مشاكل عقلية فيجب وضعه في مصحة نفسية».
وكان ديليز قد اعتقل في 10 شباط (فبراير) بتهمة الهجوم على فتاة كانت تراجع مستشفى «بومانت» في مدينة ديربورن لتلقي العلاج بسبب فكها المكسور جراء تزحلقها على الجليد. وقد أظهر شريط فيديو المراقبة، الفتاة وهي تملأ أوراقاً عند مكتب الاستقبال بغرفة طوارئ المستشفى، عندما هاجمها رجل موجهاً لها عدة لكمات في الوجه، مما أوقعها أرضاً، ولم ينقذ تلك الفتاة من الهجوم سوى تدخل موظفة الاستقبال وأحد المسعفين وحارس أمني في المستشفى.
ووفقاً لتقرير الشرطة، فقد كان ديليز يتجول في أروقة المستشفى، وبقي في غرفة الانتظار. كما أنه طلب السجائر من الناس بينما كان ينتظر صديقاً له لاصطحابه، وكان قد حاول الحصول على رعاية صحية نفسية، لكن المستشفى لم تستجب لطلبه.
وذكر التقرير أن الحارس الأمني طلب منه المغادرة، إلا إذا «جلس وترك المرضى وشأنهم».
وقال مغنية في الدعوى القضائية، إن ديليز هرب من منزل جماعي وكانت تظهر عليه أعراض الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وقد تم إدخاله للمستشفى لعدم تناوله لأدويته.
Leave a Reply