واشنطن – سعيد عريقات
بمشاركة 60 ممثلاً وناشطاً من أكثر من 20 منظمة في 15 ولاية أميركية، انعقد يوم الأحد الماضي في واشنطن، المؤتمر الأول للجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة لينبثق عنه «تشكيل المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة» وانتخاب مجلس إدارته من 13 عضواً بحضور لافت لعنصري الشباب والمرأة.
وحضر المؤتمر، الذي عقد بعنوان «قوة فلسطين تبدأ بوحدتها»، ممثلو أربعة مجالس إقليمية تشمل المؤسسات والمنظمات والجمعيات الفلسطينية الأساسية في مناطق الولايات المتحدة الأربع وهي: الساحل الشرقي، والساحل الغربي، والغرب الأوسط، ومنطقة الجنوب.
وكانت العاصمة الأميركية واشنطن، احتضنت على مدى الأسابيع الماضية وفوداً من المنظمات الفلسطينية الأميركية وعدداً من الناشطين في الولايات المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على تأسيس جبهة فلسطينية متحدة تمثل كافات الاتجاهات السياسية، وقد توج العمل الدؤوب الذي انكب عليه الناشطون خلال الفترة الماضية بتأسيس المنظمة الجديدة وتسجيلها رسمياً باسم «المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة» USPC.
ثلاث جبهات
وبحسب الدكتور حنا حنانيا –رئيس «نادي رام الله في الولايات المتحدة» الذي تأسس في خمسينات القرن الماضي، فإن «الهدف هو العمل على ثلاث جبهات مختلفة. أولاً، تشكيل لوبي يعمل لخدمة مصالح المجتمع الفلسطيني في الولايات المتحدة ويدافع عن قضية الشعب الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير، والجبهة الثانية، ستكون سياسية تعمل مع المرشحين السياسيين في القضايا المتعلقة بفلسطين والشعب الفلسطيني، والثالثة، خيرية تعمل على تحسين حياة الفلسطينيين الأميركيين وحياة أخوتهم وأخواتهم في الوطن».
وأقر المؤتمرون تسجيل المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة قانونياً ورسمياً كمنظمة غير ربحية وفقاً للمادة 501C4، بهدف تحقيق مصالح الجالية الفلسطينية لدى الجهات الرسمية الأميركية، وتنسيق وتوحيد الجهود بين المنظمات الفلسطينية الأميركية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته، خصوصاً في ظل الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة.
وكلف المؤتمر مجلس الإدارة بإنشاء لوبي سياسي منبثق عن المجلس وفقاً لقوانين الولايات المتحدة الأميركية مهمته الضغط السياسي على صناع القرار الأميركي، وإنشاء مكتب تنفيذي وفريق من المهنيين والمدعومين مالياً من الجالية والمنظمات الأساسية، بهدف الوصول لصناع القرار في الولايات المتحدة والتأثير عليهم بشكل مباشر ويومي.
وقد أقرّ المؤتمر إنشاء لجنة عمل سياسي PAC، مهمتها اختيار ودعم مرشحين للكونغرس الأميركي ودعم حملاتهم الانتخابية، كما كلف المؤتمر مجلس الإدارة البدء الفوري للإعداد لمؤتمر «لوبي سنوي» على المستوى الفدرالي الأميركي بعنوان «المؤتمر الفلسطيني في الولايات المتحدة» The Palestine US convention، وعقد لقاءات مع أعضاء الكونغرس والجهات الرسمية لمناقشة القضايا التي تخص بلدهم الأم بصفتهم مواطنين أميركيين يتمتعون بحق التصويت والانتخاب والترشح وإيصال آرائهم مباشرة إلى صناع القرار.
وسيكون مجلس إدارة المنظمة بمثابة صانع السياسات، ويضم ١١ عضواً منتخباً ورئيساً ونائب رئيس –لولاية تمتد لسنة واحدة– كما سيتم انتخاب أربعة رؤساء إقليميين لقيادة فروع المنظمة والتنسيق مع الإدارة الوطنية.
كذلك أقر المؤتمر، الذي شهد حضوراً لافتاً لقيادات ورؤساء المؤسسات الفلسطينية الأميركية، نظاماً داخلياً يعطي حق التصويت للمناطق الأربع بعدد 15 صوتاً لكل منطقة لانتخاب مجلس الإدارة كل عام من أجل الحفاظ على التجديد وتعزيز الروح الديمقراطية وإعطاء القوة للفروع. كما أقر المجتمعون صيغة التمويل الذاتي حيث التزمت كل منطقة بتحمل جزء من المسؤلية المالية خصوصاً في تمويل اللوبي السياسي الذي يحتاج لمبالغ كبيرة ومصادر مستدامة.
وفاز في عضوية مجلس الإدارة كل من الدكتور حنا حنانيا، شكري طه، نايف مبارك، مسعود الخياط، راما عواد، دانا بركات، ذياب مصطفى، سنان شقديح، علاء شلبي، باسم حشمة، مروان أحمد، أسامة ناصر، وخليل برهم.
وحدة الجالية
ويأتي عقد المؤتمر الأول بعد جهود حثيثة من قيادات ومنظمات الجالية الفلسطينية الأميركية خلال العام الماضي لتوحيد جهودها وإنشاء مظلة واحدة للتنسيق والعمل المشترك، تشكلت عقبها أربعة مجالس إقليمية اختارت 15 عضواً من بينها لتمثيل المنطقة والذين يمثلون منظمات ومؤسسات وشخصيات مؤثرة وفاعلة في مناطقهم، تلاها اجتماع للجان الأربع في العاصمة الأميركية واشنطن في شباط (فبراير) الماضي، خرج عنه قرار بعقد المؤتمر الأول في 22 نيسان (أبريل) وتشكيل لجنة النظام الداخلي، ولجنة التمويل واللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول الذي كان قد عقد الأحد الماضي.
وصرح د. حنا حنانيا رئيس «اتحاد رام الله فلسطين» وأحد الأعضاء المنتخبين للمجلس الفلسطيني بأن تأسيس المجلس وانتخاب هيئة إدارية له «يشكل خطوة تاريخية ومهمّة في معركة الدفاع عن قضايانا الشرعية وحقوق الشعب الفلسطيني». وأضاف حنانيا، الذي شكر «رؤساء وقيادات الجالية على الروح العالية والديمقراطية خلال أعمال المؤتمر»، أن هذا الاتحاد «إنجاز وحلم عمل الكثيرون من أجل تحقيقه وحان الوقت للعمل الجماعي على قاعدة وحدة المصير والهدف».
من جهته هنأ السفير الفلسطيني لدى الولايات المتحدة، د.حسام زملط، قيادات الجالية على نجاح مؤتمرهم وأثنى على جهودهم وقراراتهم في كلمة ألقاها في ختام المؤتمر، مشيراً إلى أن «وحدة الجالية الفلسطينية الأميركية هي الخطوة الأولى والأهم نحو تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الذي وقع على شعبنا بسبب سياسات ومواقف الولايات المتّحدة».
وأعلن السفير في حفل أقامته بعثة فلسطين على شرف الوفود «أن العمل الحقيقي بدأ اليوم داعيا لعهد جديد في العلاقة الفلسطينية الأميركية يقوم على التكافؤ والتصدي لمساعي تصفية القضية الفلسطينية من بوابة واشنطن من جهة، وتعميق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والأميركي من جهة أخرى».
وتقيم في الولايات المتحدة الأميركية جالية فلسطينية كبيرة وفاعلة تقدر بنحو نصف مليون فلسطيني أميركي لكن لا توجد إحصاءات رسمية حول أعدادهم، لاسيما وأن هجرتهم بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، عندما كانت فلسطين تحت حكم السلطنة العثمانية.
ويتواجد معظم الفلسطينيين في الولايات المتحدة بولايات كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس ونيويورك ونيوجيرزي وإلينوي، إضافة إلى ميشيغن.
أما أكثر المناطق كثافة بالجالية الفلسطينية، فهي مدينة باترسون (نيوجيرزي)، وحي «باي ريدج» في نيويورك، ومدينة بريدجفيو (منطقة شيكاغو)، ومدينة أنهايم بمنطقة لوس أنجليس الكبرى، إلى جانب جاكسونفيل وتامبا (فلوريدا) ومنطقة ديترويت.
Leave a Reply