حسن خليفة وفرح حرب – «صدى الوطن»
ديربورن – توافد الناخبون اللبنانيون بكثافة –في 29 نيسان (أبريل)– للمشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية عبر مراكز الاقتراع الثلاثة، الموزعة على كل من مبنى «قنصلية لبنان العامة بديترويت» في ساوثفيلد، و«المركز الثقافي المقدوني» بستيرلينغ هايتس، و«مركز فورد للفنون» بديربورن.
وعلى الرغم من أن الكثير من الناخبين كانوا قد أبدوا تخوفهم من احتمال المساءلة والملاحقة القانونية، في حال صوّتوا بقصد، أو من دون قصد، لمرشحي «حزب الله» الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، إلا أنهم أقبلوا على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بلا خوف ولا تردد، بحسب ما أفادت قنصلة لبنان العامة بديترويت سوزان موزي ياسين.
وقد ناف عدد الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة عن 10 آلاف ناخب مسجل، بينهم حوالي 800 في ديربورن، فيما بلغ عدد الناخبين المسجلين في الـ14 ولاية التي تخدمها قنصلية لبنان العامة بديترويت 2245 ناخباً، أدلى 50 بالمئة منهم بأصواتهم، يوم الأحد الماضي، وفقاً للقنصلة موزي ياسين.
وأعرب الناخبون الذين التقتهم «صدى الوطن» عن سعادتهم الغامرة لمشاركتهم في الانتخابات التي ستجري في وطنهم الأم، في 6 أيار (مايو). وكان قانون الانتخاب الجديد قد أتاح للمرة الأولى، الفرصة أمام المغتربين اللبنانيين لاختيار ممثليهم في مجلس النواب اللبناني.
وعزا الناخب أيمن الأشقر الذي اقترع في «مركز فورد للفنون» مشاركته الانتخابية إلى تأثيرها المباشر «عليه وعلى أبنائه»، وقال «في نهاية المطاف، لبنان هو وطننا أيضاً، وإذا لم أقم بالانتخاب فسوف أشعر بأنني فقدت شيئاً».
أضاف «كما هو الحال هنا، عندما تدلي بصوتك فأنت تقوم بواجبك.. وإذا اعتقد الجميع بأن التصويت لن يحدث فرقاً فإن التغيير لن يحدث».
لكن الانتخابات في ولاية ميشيغن لم تخلُ من التعقيدات والبطء في عملية التصويت، خاصة وأن بعض أسماء الناخبين المسجلين لم تظهر على لوائح الشطب، كما أن بعض الأسماء ظهرت على لوائح في مراكز اقتراع أخرى، فعلى سبيل المثال ذهب أحد الناخبين إلى «مركز فورد للفنون» فلم يجد اسمه على اللائحة الانتخابية، مما اضطره للذهاب إلى مقر القنصلية في مدينة ساوثفيلد.
وفي هذا السياق، قال أحد الناخبين «كان يجب أن يكون لدينا عدد أكبر من الأشخاص لتقديم المساعدة ولتنظيم الأمور بشكل أكثر كفاءة».
وأشار حسين نجيب صبح إلى أن بعض الناخبين لم تظهر أسماؤهم على لوائح الشطب، مما أعاق عملية التصويت وتسبب ببطئها.
وقال آخر: «أنا الوحيد الذي ظهر اسمه.. ثلاثة من أقاربي لم تظهر أسماؤهم وبالتالي لم يتمكنوا من التصويت».
وكانت موزي ياسين قد قامت بزيارة لمراكز الاقتراع الثلاثة في منطقة مترو ديترويت، لتسهيل عملية التصويت بحسب ما أفادت للصحيفة، مضيفة «إن الأمور سارت بسلاسة في مراكز الاقتراع الستة التي افتتحت في الساعة السابعة صباحاً، في ميشيغن وألينوي وأوهايو ومينيسوتا». وأقرت أن بعض الناخبين واجهوا تعقيدات طفيفة بسبب إحضارهم بطاقات شخصية وجوازات سفر قديمة، وبالتالي لم يتمكنوا من التصويت.
وأشارت إلى أنهم في القنصلية توقعوا حدوث بعض الصعوبات أو الخلل، لكنها أعربت عن أملها «بالتعلم من الأخطاء والاستفادة منها في الانتخابات المقبلة».
وأكدت أن معظم الناخبين كانوا متعاونين ومتحمسين للمشاركة بعد انتظار لتسع سنوات، في إشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية اللبنانية لم تُجرَ منذ 2009.
وعلى الرغم من أن العديد من المغتربين اللبنانيين قد ضربوا جذوراً عميقة في الولايات المتحدة ولا يعيرون كثيراً من الاهتمام للحراك السياسي في وطنهم الأم، إلا أن القنصلة العامة أكدت «أن الناخبين خرجوا للمشاركة.. لأنهم ما زالوا يؤمنون بعظمة لبنان وبإمكانية تغيير القيادة والاقتصاد فيه نحو الأفضل». وشكرت كل من قام بالتسجيل والتصويت «بلا خوف ولا تردد»، مؤكدة أن أوراق الاقتراع قد أرسلت مختومة إلى لبنان مساء 2 أيار (مايو) وأنها أودعت في البنك اللبناني المركزي ببيروت، ولن تفتح إلا في 6 أيار (مايو).
Leave a Reply