قامت هيئة الأمناء في «جمعية بروفيسورات التوليد وأمراض النساء» APGO بالتصويت على تعيين البروفيسورة مايا حمود رئيسة لها لمدة سنتين، لتصبح بذلك، الرئيس الـ52 للجمعية، ولتكون أول عربية وأول مسلمة تترأس هذه المنظمة الطبية التعليمية غير الربحية منذ تأسيسها في 1963.
حمود، البروفيسورة في كلية العلوم التطبيقية والعلوم الصحية في كلية الطب بـ«جامعة ميشيغن»، أكدت على أن «هدفها الأساسي هو تحويل التعليم الطبي نحو تحسين الرعاية النسائية»، وقالت في حديث مع «صدى الوطن»: «إن الأطباء قد أُعدوا تقليدياً للتركيز على الأفراد ومعالجتهم.. لكن أسلوبها سيركز على تزويد الأساتذة في كليات الطب بممارسات تعليمية حديثة وحاسمة تقوم على: علم الأنظمة الصحية». وأضافت «للتماشي مع هذه التغييرات، يجب على التعليم الطبي في المرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا.. إثراء وتوسيع الكفاءات المطلوبة».
ويهدف المنهاج الطبي لـ«آبغو» إلى إعداد أطباء المستقبل بالمهارات اللازمة لتحسين الجودة والنتائج وتكاليف الرعاية الصحية، وإظهار كيف يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً في تعليم الطلاب.
ومع ازدياد التنوع في المجتمع الأميركي، تزداد الحاجة إلى الإخصائيين والمهنيين والإداريين ذوي الخلفيات الإثنية، وذلك لقدرتهم على تفهم الحساسيات الثقافية والاجتماعية والدينية للأفراد المستهدفين، والنساء منهم على وجه الخصوص، بسبب أوضاعهن الخاصة في البلدان والمجتمعات التي جاؤوا منها.
البروفيسورة العضو في «آبغو» منذ العام 2000، أشارت إلى أن المناهج الجديدة تسلط الضوء على الجودة والسلامة والرعاية العالية القيمة، فضلاً عن التحسين في مجالات صحة السكان والسياسة والمعلوماتية والعمل الجماعي والقيادة وإدارة التغيير وأنظمة التفكير، مؤكدة أن «آبغو» كانت تولي «دائماً اهتماماً خاصاً لتعليم اختصاصيي الرعاية الصحية في كيفية رعاية النساء داخل المجتمعات الإثنية».
ومع ذلك، فقد كانت هناك على الدوام فجوة كبيرة بين نتائج الرعاية الصحية ضمن مجتمعات المهاجرين والمجتعمات الأخرى، إضافة إلى وجود فجوة في سرعة تكيف المستشفيات مع مختلف الاحتياجات الثقافية. وبهذا الخصوص، قالت البروفيسورة اللبنانية الأصل: «على سبيل المثال.. فإن العديد من النساء العربيات الأميركيات لا يبحثن عن رعاية صحية وقائية، كالتحري عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، كما إنهن لا يعرفن –حق المعرفة– الآثار الضارة للتدخين، بعكس النساء في المجتمعات الأخرى».
وفي مثال آخر، ساقته بهذا الخصوص، أشارت إلى وجود العديد من الدراسات التي «تظهر أن معدل وفيات الأمهات السود أعلى من معدل وفيات النساء البيض في الولايات المتحدة.. لكن لا توجد دراسة واحدة مماثلة تركز على معدلات الوفيات في المجتمعات العربية الأميركية».
وعلى الرغم من أن حمود قد تسلمت رئاسة «آبغو» منذ أقل من شهرين، إلا أن رسالتها تثير صدى حقيقياً في المجتمع الطبي، فقد أفادت لـ«صدى الوطن» بأنها تلقت بعيد توليها رئاسة الرابطة الطبية رسالة الكترونية –من إدارة مستشفى في مجتمع ذي أغلبية يهودية بمدينة نيويورك– تطلب منها المساعدة في وضع إرشادات حول كيفية التعامل مع النساء المحجبات في غرف العمليات. وفي هذا الإطار، قالت «إن مجال الرعاية الصحية خطا خطوات كبيرة في إيلاء اهتمام خاص حول الطريقة التي توجب معاملة مختلف السكان بها»، وشجعت النساء العربيات والمسلمات الأميركيات على السعي لتولي المناصب القيادية، بغية الوصول الجهود المبذولة في حقل الرعاية الصحية النسائية.
وأكدت أن «آبغو» لا تزال تحتل مكانة فريدة في تقديم أدوات التعليم المعاصرة لطلاب الطب وأساتذتهم حتى يتمكنوا من توفير الرعاية الصحية المثلى للنساء، وقالت «لقد ساعدني برنامج الباحثين في «آبغو» على تطوير مهاراتي القيادية»، لكن زميلتها في الرابطة، البروفيسورة هوب ريشيوتي وصفت حمود بأنها «الشخصية المثالية لرئاسة الرابطة، بسبب خلفيتها المميزة».
ريشيوتي –التي ترأس قسم «التوليد والأمراض النسائية« في «مركز بيث إسرائيل دياكونيس الطبي»، بمدينة بوسطن– سردت قصة المهاجرة اللبنانية الأصل في مؤتمر «آبغو» السنوي في ميريلاند أواخر شباط (فبراير) الماضي، مشيرة إلى أن الرئيسة الجديدة «وضعت نصب عينيها –على الدوام– مساعدة الناس بغض النظر عن أديانهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية».
وكانت عائلة حمود قد هاجرت إلى الولايات المتحدة عندما كانت مايا في الـ17 من عمرها بحثاً عن بيئة آمنة وتفادياً لتجنيد أحد أفرادها ضمن المجموعات المتقاتلة إبان الحرب الأهلية اللبنانية.
مايا التي لم تكن تتحدث الإنكليزية وقتها، عملت في كافيتريا «كيمارت» وساعدت والدها الذي كان يملك ويدير محطة وقود، والذي شجع أبناءه بقوة على متابعة تحصليهم الأكاديمي ونيل الشهادات الجامعية وحثهم على نيل شهادات الماجستير على الأقل.
وبحسب ريشيوتي فإن والد مايا «كان رجلاً سابقاً لعصره من حيث تعزيز المساواة بين الجنسين»، مضيفة أن أبناءه –ذكوراً وإناثاً– أصبحوا «محامين وبروفيسورات ومهندسين وأطباء».
وقالت حمود، بإنها كانت واحدة من بضعة طلاب عرب قصدوا «جامعة ميشيغن»لدراسة الطب في أوائل تسعينات القرن الماضي، و«أما اليوم فإن كلية الطب في الجامعة تضم عدداً كبيراً من الطلبة العرب الأميركيين، كما توظف عاملين في مجال الرعاية الصحية لتقديم خدمة أفضل للمجتمعات العربية والإسلامية، فضلاً عن أنها توظف أعداداً متزايدة من القابلات للاعتناء بالنساء المسلمات الحوامل».
وبالإضافة إلى ترؤسها لـ«رابطة أساتذة التوليد وأمراض النساء»، فحمود هي الرئيس المشارك لـ«التعليم الإلكتروني والتقنيات التمكينية» ورئيسة لـ«مركز التعليم» ومديرة إكلينيكية للتوليد وأمراض النساء…
كما كانت عضواً في اللجنة التنفيذية في كلية الطب بجامعة ميشيغن، وهي المدير المساعد لقسم «التعليم العالمي».
وعملت مستشارة مع «الجمعية الطبية الأميركية» (أي أم أي) وشغلت منصب مساعدة عميد «برامج الطلاب» في كلية الطب بجامعة ميشيغن، قبل انتقالها إلى «كلية ويل كورنيل الطبية» في قطر.
وتنشط حمود في العديد من المنظمات الأميركية، مثل «الكلية الأميركية لاختصاصيي التوليد وأمراض النساء» إذ تمثل «جامعة ميشيغن» فيها، وتسلمت أدوراً قيادية متعددة في «آبغو»، حيث عملت رئيسة لـ«لجنة التعليم الطبي في المرحلة الجامعية» ورئيسة «لجنة الموارد الالكترونية» ورئيسة «لجنة الاختبار والتكولوجيا».
Leave a Reply