طريقة خاصة لردّ الجميل إلى المجتمع

‮«‬وجبات‭ ‬حلال‭ ‬على‭ ‬عجلات‮»‬‭ ‬للمسنين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬وين‭: ‬

كيث أوينز – «صدى الوطن»

منذ العام 2010، يواظب «مطعم الضيعة» الكائن على شارع شايفر في ديربورن، على تزويد المسنين في مقاطعة وين، بالوجبات «الحلال» وفق الشريعة الإسلامية، كخيار غذائي لكبار السن المؤهلين لبرنامج Meals On Wheels.

ويستفيد حالياً من الوجبات الحلال أكثر من 60 مسناً في مقاطعة وين. وفي مجتمع يضم أكبر عدد من الأميركيين المسلمين والعرب الأميركيين في الولايات المتحدة، يمكن القول بثقة إن خيار الوجبات اليومية الحلال، أحدث فرقاً كبيراً لمئات المسنين المسلمين على مر السنوات.

بالنسبة لعلي (مايك) أبو خضر، الذي يمتلك «مطعم الضيعة» منذ ٢٠ عاماً مع اثنين من إخوانه، فإن الشراكة مع برنامج مقاطعة وين لتوصيل الوجبات للمسنين المحتاجين تأتي كطريقة لردّ الجميل إلى المجتمع بطريقة خاصة جداً.

وقال: «إن الكثير من هؤلاء مقيدون بمنازلهم.. لا يذهبون إلى أي مكان.. يبقون في المنزل، لا أحد يقرع أبوابهم وليس لديهم أحد»، وأضاف «لذلك عندما ندق أبوابهم ويروننا كأن الروح تعود إليهم.. لأنهم يرون شخصاً قادماً لرؤيتهم والاطمئنان عنهم».

وأشار أبوخضر إلى أنه انتهى الأمر مع مسنين اثنين إلى الموت دون أن يعلم بهما أحد، مؤكداً أنه لولا البرنامج ما كان سيتم اكتشاف وفاتهما.

ولفت أبوخضر الذي يحضر ولداه سامر وقاسم للحلول مكانه في المطعم العائلي، إلى أن المشتركين في البرنامج «يطلبون منا في بعض الأحيان تقديم شيء مثل الخبز من المطعم، ويسعدنا كثيراً القيام بذلك».

برنامج فريد

وقالت نبيهة رزق، منسقة برنامج «وجبات حلال على عجلات»، إن «الكثير من عملائنا معزولون ولديهم دعم عائلي محدود، لذا فإنهم يفتقدون هذه الصلة بوجود شخص ما يأتي يومياً لتفقدهم».

وأضافت «أن الشيء الوحيد الذي تسمعه منهم دائماً هو مدى تقديرهم للبرنامج».

ويعتبر برنامج الوجبات الحلال للمسنين بمقاطعة وين، خدمة فريدة من نوعها في عموم ولاية ميشيغن، وربما في الولايات المتحدة بأكملها، علماً بأن مقاطعة أوكلاند المجاورة توفر وجبات للمسنين معدّة وفق الشريعة اليهودية (كوشر).

وللحصول على توصيلات الوجبات الحلال يتعين على المسنين، أن يلبّوا نفس المعايير المطلوبة للحصول على الوجبات العادية، وهي أن يكون عمرهم فوق ٦٠ عاماً و«مقيّدي الحركة في المنزل، وعادة ما يعيشون بمفردهم، وعادة ما لا يستطيعون قيادة السيارات وغير قادرين على إعداد وجبات الطعام لأنفسهم»، بحسب جوان سيافراكاس، مديرة خدمات المسنين في مقاطعة وين.

لا يمكن التشديد كفاية في أهمية الحصول على تغذية سليمة وتناول وجبة متوازنة واحدة على الأقل، خاصة بالنسبة لكبار السن، ولاسيما هؤلاء غير القادرين منهم على التأكد من أنهم يتلقون الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية اليومية دون إشراف أو مساعدة. وهو ما يوفره برنامج «وجبات على عجلات» من خلال المتطوعين ذوي الرفق والتعاطف.

التبرّع

شهر أيار (مايو) الجاري هو الشهر الأول للتوعية الغذائية في مقاطعة وين. ويوم الاثنين 21 منه، سيطلق برنامج «وجبات على عجلات» أول حفل لجمع التبرعات بهدف الوصول إلى مبلغ ٣٠٠ ألف دولار بهدف تعزيز الأمن الغذائي للمسنين في مقاطعة وين.

الحفل الذي يبدأ عند الساعة 5:30 مساءً (الساعة 4:30 مساءً لاستقبال كبار الشخصيات)، يقام برعاية مشتركة من قبل محافظ مقاطعة وين وورن أفينز ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن، في معرض «جورج ماتيك شيفروليه» على 14001 تلغراف بالقرب من تقاطع الطريق السريع «٩٦» في بلدة ردفورد. وتبلغ قيمة التذكرة 125 دولاراً، على أن يذهب ريع الحفل كاملاً إلى وكالتين تعملان مع برنامج «وجبات على عجلات» على تقديم ما يقرب من 6000 وجبة ساخنة يومياً لكبار السن طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الوجبات الساخنة أو المجمدة أو السائلة، وفقاً لاحتياجات المسنين.

وتشير إحصائيات المقاطعة إلى أن ما يقرب من ٥٠٠ ألف وجبة تم توزيعها على منازل كبار السن خلال عام 2017، من ضمنها ١٧ ألفاً ذهبت إلى المحاربين القدامى في المقاطعة.

ويقول سيافراكاس إن برنامج وجبات «الحلال» «لديه تمويل محدود للغاية، ولذلك على نبيهة (رزق) أن تحافظ على عدد محدود من العملاء». وأضاف «نحن نقبل التبرعات، واقترح التبرع بـ3 دولارات لكل وجبة. إذا كانوا يرغبون في تقديم تبرعات لوجبات الحلال، يمكنهم تحرير شيك مستحق الدفع إلى دائرة خدمات المسنين في مقاطعة وين مع كتابة «وجبات الحلال» على الشيك حتى يتم رصده للبرنامج».