ديترويت – أصدرت المحكمة الفدرالية في ديترويت الثلاثاء الماضي حكماً بالسجن لمدة تسع سنوات على تاجر جثامين وأعضاء بشرية أدين بتزويد جمعيات طبية بأعضاء مصابة بأمراض مُعدية –مثل الإيدز والتهاب الكبد– دون إبلاغهم بذلك.
وتمسك آرثر راثبورن (٦٤ عاماً) ببراءته أمام المحكمة رغم إدانته من قبل هيئة محلفين في كانون الثاني (يناير) الماضي، بتهم الاحتيال وشحن مواد خطيرة.
وألقى راثبورن اللوم على المؤسسات الطبية التي كانت تزوده بالجثامين والأعضاء البشرية المصابة، مؤكداً أن جثامين المتبرعين استخدمت لأغراض عظيمة في التدريبات والأبحاث الطبية.
ويقول المحققون إن المتهم، وهو من سكان غروس بوينت بارك، كان يزود الجمعيات الطبية بانتظام بالأعضاء البشرية دون أن يعلمهم بأنها تعود لأشخاص مصابين بأمراض معدية.
ورغم أن أحداً لم يصب بالمرض، إلا أن ممثل الادعاء العام الفدرالي في القضية، جون نيل، أكد أن راثبورن «كان يعلم، وفضّل تحقيق الأرباح»، مطالباً بسجنه ١٤ سنة.
واستدرك نيل بالقول إن بيع وتأجير الجثث والأعضاء البشرية أمر غير معتاد «ولكنه قانوني»، واصفاً جرائم راثبورن بـ«المقززة» وأنها عرضت حياة زبائنه وعمال المطارات لخطر بالغ.
وتشير وثائق القضية إلى أن راثبورن كان مضارباً يحصل على الأعضاء البشرية للمتبرعين المتوفين من «مركز الموارد البيولوجية» في ولايتي شيكاغو وإيلينوي، وقد تقدمت عدة عائلات بدعاوى قضائية ضد المركز لعدم علمها بالإجراءات التي تتبع مع جثامين المتبرعين، فيما شكك آخرون بأن يكون رماد المتوفين الذي يعطى إليهم هو فعلاً لذويهم المتوفين.
وخلال المحاكمة، قال عنصر في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، شارك في مداهمة مخازن راثبورن، إنه رأى أعضاء بشرية مخزنة في براميل وآثار الدماء تملأ المكان وأكواماً من الذباب الميت على الأرض، فيما كانت الثلاجات مليئة بالرؤوس والأعضاء البشرية المخزنة مع بعضها البعض.
ولشدة فظاعة الصور التي عرضت على هيئة المحلفين، طلب أحد أعضاء الهيئة خلال سير المحاكمة استشارة طبيب نفسي فقررت المحكمة إعفاءه من واجب الخدمة. أما محامي الدفاع فقد قال إن القضية من المفترض أن تعامل ضمن إطار نزاع قضائي بين طرفي عقد (راثبورن وزبائنه) وليس كجريمة، لافتاً إلى العقود التجارية كانت تنص على أن عدم وجود أمراض «غير مضمون».
ومن جانبه، تحدث راثبورن، لحوالي ساعة كاملة أمام القاضي بول بورمان، متمسكاً ببراءته. ووصف مختبره في ديترويت بأنه «مثالي» نافياً استخدام المنشار الكهربائي لتقطيع الجثث.
وقال راثبورن الذي أمضى أكثر من سنتين خلف القضبان دون كفالة: «لدينا ١٠ آلاف مرض في هذا العالم.. نعرف كيف نعالج حوالي ٥٠٠ منها. أما الباقي فيحتاج إلى دراسات».
Leave a Reply