كان – اختتمت مساء السبت الماضي فعاليات الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي. وعرض فيلم الاختتام «الرجل الذي قتل دون كيشوت» للبريطاني تيري غيليام، في حين كان فيلم «الجميع يعلم» للإيراني أصغر فرهادي قد افتتح الدورة (وشارك في المسابقة الرسمية في نفس الوقت).
وفاز الياباني هريكازو كوري إيدا بالسعفة الذهبية للدورة 71 للمهرجان عن فيلم «مسألة عائلية»، كما قرر المهرجان إسناد سعفة ذهبية خاصة للمخرج السويسري الفرنسي جان لوك غودار. ونالت المخرجة اللبنانية نادين لبكي جائزة لجنة التحكيم عن فيلم «كفر ناحوم».
وقال كوري إيدا عند تسلمه الجائزة «السينما مكان مليء بالشجاعة ففيه يمكن للعوالم المتنازعة أن تلتقي».
وقرر المهرجان منح سعفة ذهبية خاصة للسويسري الفرنسي جان لوك غودار تكريما لمسيرته المهنية. وشارك غودار في المسابقة الرسمية بفيلم «كتاب الصورة» وهو عمل تجريبي غامض لكن يتضمن في طياته رسالة قوية بشأن العالم العربي. في فيلمه الأخير تجميع كثيف ولصق للصور والفيديوهات. فيلم عن غروب حضارتنا، يسعى فيه المخرج إلى إثبات أن عالمنا وصل إلى الأوضاع المأسوية التي نعيشها لأننا، والغرب بالذات، أهملنا العالم العربي.
أما الأميركي سبايك لي الذي عاد إلى الكروازيت بعد عشرين عاماً من الغياب بفيلم «بلاكككلانسمان» الذي فاز بالجائزة الكبرى، ثاني أكبر جوائز المهرجان. ويسرد الفيلم قصة (مستوحاة من الواقع) رون ستالورث أول شرطي أسود ينجح في نهاية سبعينات القرن العشرين في الانضمام إلى شرطة كولورادو. سريعاً ما ينطلق الشاب في مهمة مخابراتية تتمثل في اختراق منظمة «كو كلوكس كلان»! التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية وكراهية السود.
وفازت اللبنانية نادين لبكي عن فيلم «كفر ناحوم» بجائزة لجنة التحكيم، وهو أول عمل لبناني منذ 27 عاماً نافس على السعفة الذهبية، بعد مشاركة الراحل مارون بغدادي عام 1991 والذي كان قد أحرز بدوره جائزة لجنة التحكيم عن فيلم «خارج الحياة».
ولبكي وهي رابع مخرجة لبنانية (وثاني امرأة) تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه «إلى أين» عام 1957، وهيني سرور بفيلم «ساعة التحرير دقت» (وكانت أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية) سنة 1974 ثم مارون بغدادي.
وقالت لبكي عند تسلم الجائزة مساء السبت «السينما ليست فقط للترفيه وللحلم بل للمساعدة والتفكير». الطفولة المهمشة، واللاجئون السوريون، وعاملات المنازل من إثيوبيا والفلبين المهضومة حقوقهن، وزواج القاصرات… كل هذه المواضيع جمعت في الفيلم فكان حقاً «كفر ناحوم» بمعنى فوضى عارمة. وتابعت لبكي «الطفولة المهمشة هي سبب الشر الذي يسود العالم» وأهدت الجائزة لبلادها، وقالت «رغم كل ما نعيبه على لبنان فهو يبذل ما يمكن ويستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم».
Leave a Reply