سارة كومنك – «صدى الوطن»
تدأب المنظمات الخيرية وأصحاب الأعمال التجارية في مدينة ديربورن على مساعدة العائلات المعوزة على مدار العام، لكن وتيرة عطائها ترتفع خلال شهر رمضان المبارك الذي اختصه الله سبحانه وتعالى بفضائل عظيمة ومكارم جليلة.
وفي مجتمع الجاليات الإسلامية في منطقة مترو ديترويت تتفاوت حالات التسول أمام المساجد والمتاجر وعند تقاطع الشوارع على مدار العام، وتزداد أعداد الباحثين عن المساعدة خلال الشهر الفضيل، حيث لا يتوانى الكثيرون عن إعانة السائلين بقدر ما تتحمل إمكاناتهم المادية، كما تعزز المؤسسات غير الربحية والمنظمات المحلية جهودها لمساعدة الفقراء المحتاجين في الجالية وعموم المجتمع.
وفي هذا السياق، أشارت محاسبة الصندوق في «أسواق القرية العربية» بحيّ الـ«ساوث أند» في ديربورن، دانيا سعيد، إلى أن حالات التسول أمام المتجر ترتفع خلال شهر رمضان مقارنة بالشهور الأخرى، مضيفة «هذا الشيء يتكرر منذ سنوات عديدة… أنا أعمل هنا منذ خمس سنوات وقد رأيت الكثيرين».
وأكدت في حديث مع «صدى الوطن» على أن المتجر الذي تعمل فيه يبادر إلى تقديم الأطعمة للمعوزين سواء في رمضان أو في أوقات السنة الأخرى، وقالت: «هذا ما يجب على المسلم فعله.. هذا شيء إنساني لا يتعلق بالقيم الإسلامية وحدها.. عليك أن تفعل ما بوسعك لمساعدة المحتاجين»، لافتة إلى أن الأشخاص الذين يأتون إلى المحل غالباً ما يطلبون الطعام، وقالت «في العادة لا يطلبون المال.. البعض منهم لديه مشاكل.. ولكن إذا كان شخص ما جائعاً فنحن نقدم له الطعام».
وهذا الحال لا يقتصر فقط على «أسواق القرية العربية»، فجميع المطاعم والمتاجر الكبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية تواجه زيادة في حالات التسول خلال الشهر الكريم.
وقد أفاد مدير في «أسواق المدينة» (ديربورن فريش) بأنه في العام الماضي كانت هناك زيادة ملحوظة في أعداد المتسولين، ولا تبدو هذه السنة مختلفة كثيراً.
وأضاف «في العموم نعطيهم بعض الأطعمة ثم يغادرون.. نطلب منهم عدم العودة ثانية حرصاً منا على راحة الزبائن».
وفي السياق، أكد محاسب الصندوق في «أسواق القرية الإسلامية» بمنطقة الـ«ساوث أند» أيضاً أنه لم ير سوى شخص واحد يتسول أمام المتجر منذ بداية شهر الصوم، مضيفاً «طلبنا منه المغادرة ففعل ذلك ولم يعد ثانية».
منظمات محلية
وفي ديربورن حيث تتركز الجالية العربية، تعزز العديد من المنظمات المحلية جهودها الاجتماعية لمساعدة العائلات والأفراد من ذوي الدخل المحدود، فمثلاً يقدم مركز «أكسس» خدمات اجتماعية طارئة لمن هم بحاجة ماسة للمساعدة، بحسب ما أشارت مديرة الاتصالات والتسويق رنا تايلور التي أفادت بأن خدمات المركز لا تقتصر على تقديم الطعام للجياع وإنما تتعداها إلى خدمات في مختلف الميادين.
وقالت «هذا يعتمد على (حالة) الأشخاص الذي يمكنهم مقابلة المشرفين حيث يتم إجراء تقييم لحالاتهم لكي نتمكن من فهم جذور المشكلة».
وشرحت بأن «أكسس» يمكن أن يرشد الأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية ويساعدهم على إيجاد حلول لمشاكلهم»، مؤكدة «نحن ندفع بهم نحو الأمام ولا نتجاهل مشاكلهم».
ويقدم «أكسس» العديد من الخدمات الاجتماعية الممولة حكومياً، وتتراوح بين مساعدة العاطلين عن العمل لإيجاد وظائف مناسبة وصولاً إلى تقديم المساعدات الطبية والعقلية لمن يحتاجها.
بدورها، قالت اخصائية الاتصالات في «أكسس» ليندا سمارة: «إن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الضروريات الأساسية لا يشكلون مشكلة خاصة بديربورن، أو بالعرب والمسلمين، وإنما هي مشكلة تخص جميع أنحاء مترو ديترويت».
تتعدد المنظمات التي تقدم خدماتها للمحتاجين في ديربورن، بينها «مؤسسة آميتي» التي تقدم المساعدة على أساس الحاجة الفردية. «آميتي»، التي تعني «الوئام» بالعربية، تركز بشكل أساسي على مد يد العون للعائلات المسلمة بحسب مؤسسها أحمد الزيات الذي استدرك «لكننا نوفر الطعام للجميع فإذا رأيتم شخصاً بحاجة للمساعدة.. الرجاء اتصلوا بنا».
وأشار إلى أن المنظمة الخيرية تعمل مع المطاعم والمنظمات المحلية مثل «مركز حنيني» الذي يساعد بدوره على إطعام الفقراء، إضافة إلى المنظمة الطلابية بـ«جامعة وين ستايت»، «ميشن بوسيبل»، التي قامت هذا العام بمبادرة رمضانية لتزويد المشردين في وسط ديترويت بالأغذية والبطانيات.
رئيسة «ميشن بوسيبل» ليال بيضون أكدت أن المنظمة «تنفذ برامج خدمات خيرية في ديترويت والمجتمعات المحيطة بها».
بيضون (20 عاماً) التي تحضر للدراسات القانونية في كلية الحقوق بـ«جامعة وين ستايت»، أضافت «نحن نقدم الأطعمة للمشردين ونوزع الملابس واللوازم المدرسية في بداية الفصول الدراسية».
وكانت «ميشن بوسيبل» قد حازت مؤخراً على موافقة الحكومة الفدرالية على تصنيفها كمؤسسة غير ربحية، فيما تؤكد بيضون أن المنظمة تخطط لمواصلة توسيع خدماتها للقيام بأكبر قدر ممكن من المساعدة في منطقة ديترويت الكبرى.
وأضافت «في الوقت الحالي نقوم بتوزيع الألعاب على أطفال اللاجئين السوريين الذين لا يستطيعون شراء هدايا العيد لأبنائهم».
Leave a Reply