ديربورن – «صدى الوطن»
أحيت مدينة ديربورن يوم القدس العالمي، الجمعة الماضي، بتنظيم مسيرة حاشدة على شارع فورد قبالة «المركز الإسلامي في أميركا»، عبّر خلالها المتظاهرون عن تأييدهم للقضية الفلسطينية واحتجاجهم على وحشية دولة الاحتلال الإسرائيلي ودعم واشنطن المطلق لها.
ويعود الاحتفال بـ«يوم القدس العالمي» إلى عام 1979 حيث نظمت أول مسيرة في العاصمة الإيرانية طهران دعماً للقضية الفلسطينية، بتوجيه من مرشد الثورة الإسلامية في إيران، الإمام الخميني.
ومنذ ذلك الوقت، تقام مسيرات التضامن مع القدس والفلسطينيين في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل سنة، وقد نظمت هذا العام، عشرات المسيرات في المدن الغربية وفي العالمين العربي والإسلامي، في حين تمنع بعض الدول العربية والإسلامية الاحتفال بيوم القدس العالمي، بسبب ارتباطه بإيران.
وفي ديربورن، لبى ما يزيد عن مئتي شخص من أبناء الجالية دعوة «لجنة القدس العالمية –فرع ديترويت» للتظاهر في حرم «المركز الإسلامي في أميركا»، «نصرةً للمظلومين والمستضعفين في العالم»، وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مناهضة لدولة الاحتلال وممارساتها القمعية بحق الفلسطينيين منذ أربعينيات القرن الماضي.
انحياز
وفي مهرجان خطابي، انتقد المحامي حسن سلامة استهداف الإسرائيليين المستمر للفلسطينيين وارتكابهم أبشع المجازر بحق السكان الأصليين، مندداً بالمساعدات الأميركية لألة القتل الإسرائيلية والسعودية التي تفتك باليمنيين منذ أكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي تعاني بعض المدن الأميركية من الفقر والفاقة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
وقال سلامة «الناس في مدينة فلنت يعانون أشد المعاناة من غياب الخدمات الضرورية كمياه الشرب النظيفة والتعليم. معلمو المدارس هناك لا يُدفع لهم ما يكفي.. الناس يشربون المياه الملوثة، لا بسبب غياب المال والتكنولوجيا، وإنما لأننا نرسل الأموال إلى الإسرائيليين ليقتلوا الفلسطينيين، ونساعد السعوديين على قتل اليمنيين».
وشجب سلامة السياسات الأميركية والإسرائيلية التي تضرب بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن، لافتاً إلى أن القرار 446 الذي اعتمد في 22 آذار (مارس) 1979 قد ندد ببناء الدولة العبرية للمستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس. وقال «إن انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل ليس جيداً بالنسبة للأميركيين» الذين بدأوا يتذمرون من سياسات واشنطن في الشرق الأوسط، وفق تعبيره.
وأوضح بأنه قابل «رقيباً في المارينز أخبرني أنه ذهب إلى العراق لمحاربة الإرهابيين لكنه اكتشف هناك، أن القوات الأميركية كانت هي من تمارس الإرهاب ضد الناس»، مضيفاً «أنا أحب أميركا وأريد للجنود الأميركيين الذين يرتدون البزات العسكرية ألا يذهبوا للقتال في أي مكان وأن يبقوا هنا ويهتموا بعائلاتهم».
قضية المركز الإسلامي
وساق سلامة أمثلة على مجازر التطهير الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجازر «مسيرات العودة» التي أسفرت عن استشهاد عشرات المتظاهرين الفلسطينيين السلميين وإصابة الآلاف منهم بالرصاص الحي. وقال «نحن شعب يريد السلام ولكن الإسرائيليين ليسوا أناس سلام، والجنود الإسرائيليون الذين جاؤوا إلى هنا ليسوا أناس سلام»، في إشارة إلى استضافة «المركز الإسلامي» لوفود ضمت عسكريين إسرائيليين وسعوديين ضمن برنامج لحوار الأديان، وهي القضية التي أثارت استياء واسعاً في أوساط الجالية اللبنانية تحديداً.
وحول العدوان السعودي على اليمن، قال «في شهر رمضان حيث نصوم طوال النهار ثم نذهب إلى طاولات الإفطار في المساء، فإن أطفال اليمن وغزة وأفريقيا لا يجدون ما يسدون به رمقهم، خاصة في اليمن حيث يعاني الملايين من الجوع والمرض.. هذا عار على الإنسانية».
وختم سلامة خطابه بالقول: «في هذا اليوم نعبر عن دعمنا وتضامننا مع القدس وجميع المستضعفين والمضطهدين حول العالم، وفي المدن الأميركية كذلك، نعبر عن تضامننا مع الأفارقة الأميركيين ومع سكان البلاد الأصليين.. نحن هنا –كأميركيين– لكي نرفع راية الحق ضد الباطل».
مقاومة الظلم
من جانبها، انتقدت الناشطة رزان وزنة المساعدات الأميركية لإسرائيل، وقالت: «8.5 مليون دولار.. هل تعرفون إلى ما يشير هذا الرقم.. إنه يشير إلى الأموال التي ترسلها أميركا لإسرائيل يومياً من أموال دافعي الضرائب».
وردّدت إحدى تغريدات الرئيس دونالد ترامب التي قال فيها: «نحن ندفع ملايين الدولارات للفلسطينيين سنوياً ومع ذلك فلا يظهرون أي تقدير أو احترام لنا»، وتساءلت وزنة: كيف تريد منهم أن يظهروا التقدير والاحترام وبنادق جيش الدولة التي تدعمها موجهة إلى صدورهم؟».
وحثت الحاضرين ألا تقتصر مناصرتهم للقضية الفلسطينية على المناسبات، وأن يكون دعمهم وتضامنهم مع فلسطين عملاً يومياً.
وأشار الناشط أحمد بزي إلى انحياز وسائل الإعلام الكبرى في العالم، وفي أميركا على وجه الخصوص، إلى الكيان الصهيوني، وقال «لا يعيرون بالاً للشخصيات الكبيرة والملهمة مثل الناشط الأسود مالكوم أكس والناشطة الفلسطينية رزان النجار والإمام الخميني الذي أطلق يوم القدس العالمي». لافتاً إلى أن هؤلاء جميعاً «وقفوا في الخطوط الأمامية بمواجهة الظلم والاستعباد والمطالبة بالحقوق والحرية والعدالة».
أضاف «تلكم الشخصيات علمتنا معنى مقاومة الظلم وأرشدتنا إلى الطرق والآليات التي علينا انتهاجها لتحقيق العدالة في ظل الأنظمة القمعية كما هو حال النظام المتحكم بأميركا والذي يقمع إخوتنا الأفارقة الأميركيين ويهمش المسلمين الأميركيين، ويضطهد شعوب العالم».
Leave a Reply