سباق دائرة ميشيغن الـ١٣ في مجلس النواب الأميركي
ديترويت – «صدى الوطن»
السباق الديمقراطي على مقعد ميشيغن–«الدائرة ١٣» في مجلس النواب الأميركي، هو بلا شك أشد السباقات الانتخابية حماوة في الجولة التمهيدية المقررة في آب (أغسطس) القادم.
ستة مرشحين يتنافسون على بطاقة الحزب التي ستضمن الفوز بالمقعد الشاغر منذ تقاعد عميد مجلس النواب الأميركي السابق، جون كونيرز (٨٨ عاماً) في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إثر اتهامه من موظفات سابقات في مكتبه بالتحرش الجنسي، منهياً مسيرة تاريخية في الكونغرس استمرت ٥٣ عاماً.
والمرشحون الستة هم: رئيسة مجلس ديترويت البلدي برندا جونز، رئيس بلدية وستلاند بيل وايلد، النائب السابقة في مجلس نواب الولاية رشيدة طليب، السناتور في مجلس شيوخ الولاية كولمان يونغ الابن، وزميله السناتور أيان كونيرز، وهو حفيد شقيق النائب المتقاعد جون كونيرز، والمحامية والنائبة السابقة في مجلس نواب الولاية شانيل جاكسون.
وجاء استبعاد نجل النائب المتقاعد، جون كونيرز الثالث، من السباق، ليضفي مزيداً من الضبابية على المنافسة، حيث قررت السلطات الانتخابية عدم إدراج اسمه على قائمة الاقتراع لعدم تمكنه من تقديم العدد المطلوب من التواقيع الصالحة خلال المهلة المحددة قانونياً.
ورفضت محكمة الاستئناف في ميشيغن، الأسبوع الماضي، طلباً تقدم به كونيرز الثالث للسماح له بخوض السباق، لتنحصر المنافسة فقط بين المرشحين الستة الذين يتوزعون بين ديترويت وضواحيها.
وتضم «الدائرة ١٣»، معظم مدينتي ديترويت وديربورن هايتس إضافة إلى كامل مدن غاردن سيتي، إنكستر، وين، وستلاند، ملفينديل، هايلاند بارك، إيكورس، ريفر روج، روميلوس، وبلدة ردفورد.
وكان النائب السابق جون كونيرز، قد أعلن الشتاء الماضي عن دعم ترشيح ابنه لتولي مقعده من بعده. ولكن مع استبعاده من السباق، بات من غير المعروف تماماً كيف ستتوزع الأصوات التي تصبّ تقليدياً لصالح عميد الكونغرس السابق، وما إذا كان سيحيل دعمه إلى مرشح آخر.
وفي ظل تشتت أصوات الناخبين في ديترويت، ترتفع حظوظ المرشحين من غير الأفارقة الأميركيين، حيث قد تتمكن المرشحة العربية الأميركية طليب أو وايلد، الأبيض، من تحقيق المفاجأة باقتناص المقعد التاريخي للسود في الكونغرس الأميركي.
ندوات انتخابية
وفي إشارة واضحة على حماوة السباق، ينشط المرشحون الستة في عقد الاجتماعات واللقاءات بالناخبين، وقد شهد الأسبوع الماضي إقامة ندوتين عامتين تمت خلالهما مناقشة العديد من القضايا الهامة بحضور حشد من ناخبي الدائرة.
يوم الاثنين الماضي انضم المرشحون، باستثناء أيان كونيرز الذي حضر مندوب عنه، إلى ندوة انتخابية عقدت في حي روزديل، غربي ديترويت، تطرقوا من خلالها إلى عدة مواضيع كان هناك شبه إجماع عليها من قبل جميع المرشحين، مثل إصلاح البنى التحتية وحماية البيئة ومكافحة انتشار الأسلحة ومعارضة آلية «جيريمندرينغ» لترسيم الدوائر الانتخابية، إضافة إلى مواصلة المواجهة المستمرة مع الرئيس دونالد ترامب.
غير أن القضية التي نالت الحصة الأكبر من الندوة التي أقيمت بحضور المئات في مركز روزديل الاجتماعي، كانت مسألة التعليم، حيث انقسم المرشحون حول دعم مدارس «التشارتر»، وما إذا كان ذلك سينعكس سلباً على المدارس العامة.
وقد أعربت برندا جونز عن دعمها لمدارس «التشارتر» التي عادة ما يعارضها الديمقراطيون، مؤكدة أن هذه المدارس لعبت دوراً كبيراً في تعليم شباب ديترويت وبالتالي يتوجب دعمها أسوة بالمدارس العامة.
من ناحيتها، انتقدت طليب بشدة، التوسع الأخير لمدارس التشارتر ومدارس الإنترنت على حساب التعليم العام، مشددة على رفضها المطلق للسياسات التي تسببت بإغلاق الكثير من المدارس العامة سواء في ديترويت أو مدينة إنكستر التي تم تفكيك منطقتها التعليمية في العام ٢٠١٣، وبات طلابها يتوزعون على مدارس أربع مناطق تعليمية مجاورة.
من جانبه، أشار وايلد إلى أن ديترويت لن تتمكن من العودة كمدينة عالمية من الطراز الأول إن لم تصلح مدارسها العامة، مؤكداً أنه سيبذل جهده لتحقيق ذلك في حال انتخابه لتمثيل «الدائرة ١٣» تحت قبة الكابيتول في العاصمة واشنطن، رافضاً أية زيادة تمويلية لمدارس «التشارتر».
كذلك أعرب يونغ عن دعمه الثابت للمدارس العامة، قائلاً «أدعمها اليوم، وغداً، وإلى الأبد»، مشيراً إلى أن شباب ديترويت يضطرون إلى التسجيل في مدارس خارج حدود المدينة لتلقي التعليم، بعد أن تحولت ديترويت إلى «صحراء تعليمية» وفق تعبيره.
أما المحامية شانيل جاكسون، فقد قالت إن مدارس التشارتر تمنح الأهالي خيارات متنوعة لا توفرها المدارس العامة، لافتة إلى أن ٥٤ بالمئة من أطفال ديترويت مسجلون في مدارس تشارتر، غير أنها طالبت أيضاً أن تكون هذه المدارس أكثر ترحيباً بأطفال الأسر محدودة الدخل. وقالت إن «عدم توفير الخيارات يعني الحد من فرص أطفالنا».
وأقيمت هذه الندوة بعد يومين من ندوة مماثلة نظمت في كنيسة بديترويت، السبت الماضي، وضمت يونغ ووايلد وجونز فقط. وقد ناقش المرشحون الثلاثة العديد من القضايا الراهنة حول إصلاح العدالة الجنائية وحقوق العمال وكيفية التعامل مع الاعتداءات الجنسية في الجامعات وغيرها.
كما أعرب المرشحون الثلاثة عن دعمهم لزيادة الحد الأدنى للأجور إلى ١٥ دولاراً في الساعة، فيما دعت جونز إلى توفير مدارس مهنية مجانية، لتأهيل اليد العاملة.
سباق حاسم
يشار إلى أن الفوز بالسباق التمهيدي للديمقراطيين سيعني فوزاً تلقائياً في الانتخابات العامة التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لأن الدائرة محسومة تقليدياً للحزب الديمقراطي كما أنه لم يتقدم أي مرشح جمهوري لخوض السباق.
والجدير بالذكر أن ميشيغن ستنتخب جميع ممثليها الـ١٤ في مجلس النواب الأميركي في الخريف القادم، إضافة إلى أحد مقعديها في مجلس الشيوخ مع انتهاء ولاية السناتور الديمقراطية الساعية لإعادة انتخابها، ديبي ستابينو.
Leave a Reply