المرشحة الديمقراطية لمنصب المدعي العام في ولاية ميشيغن
تتعهد بملاحقة سياسات ترامب قضائياً .. ومكافحة الإسلاموفوبيا
ديربورن – «صدى الوطن»
في الوقت الذي يسعى فيه مدعي عام ميشيغن الحالي، بيل شوتي، للفوز في سباق حاكمية الولاية مدعوماً من الرئيس دونالد ترامب، تتطلع المرشحة الديمقراطية، دانا نسل إلى خلافته، متعهدةً –في حال فوزها– بمكافحة سياسات التعصب بالبيت الأبيض وافتتاح قسم لجرائم الكراهية في مكتب الادعاء العام في ولاية ميشيغن.
نسل أطلقت وعودها أمام حشد من أنصارها في مدينة ديربورن، خلال حفل انتخابي نظمه عرب أميركيون داعمون لحملتها، في مطعم «لابيتا» مساء 27 حزيران (يونيو) الماضي، مؤكدة للحضور «التزامها العميق» بالحقوق المدنية وحقوق المهاجرين.
وكان الحزب الديمقراطي قد صوت في مؤتمره السنوي في نيسان (أبريل) الماضي، لصالح دعم ترشيح نسل التي حصلت على أغلبية أصوات أعضاء الحزب الحاضرين، وبينهم عرب أميركيون رجحوا كفتها على المرشح الديمقراطي المنافس، بات مايلز.
ويعول الديمقراطيون على نسل لاستعادة مكتب الادعاء العام من الجمهوريين الذين سيختارون بين رئيس مجلس نواب الولاية الحالي، توم ليونارد، وعضو مجلس شيوخ الولاية السناتورة تونيا شوتمايكر، للمنافسة على المنصب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وبحال فوزها، ستكون نسل، المتزوجة من امرأة أخرى، أول امرأة سحاقية تتولى علناً منصباً عاماً على مستوى الولاية. ويعتبر منصب المدعي العام بمثابة وزير للعدل في ميشيغن.
ولمع نجم نسل في أوساط الليبراليين عبر جهودها القانونية لتحدي حظر زواج المثليين في الولاية، أثناء عملها في مكتب الادعاء العام بمقاطعة وين. وقد نجحت نسل وآخرون في إيصال القضية إلى المحكمة الأميركية العليا بواشنطن، التي قررت فرض زواج المثليين على جميع الولايات، باعتبار أن الزواج حق إنساني للجميع بغض النظر عن ميولهم الجنسية.
وفي كلمتها خلال حفل ديربورن، الذي حضره مسؤولون منتخبون ورسميون محليون وقادة عرب أميركيون مؤيدون لترشيحها، قالت نسل إن قرار المحكمة الأميركية العليا بتأييد أمر ترامب التنفيذي بحظر سفر الأفراد من خمس دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة «سيصنف كأسوأ قرار في تاريخ المحكمة العليا»، لافتة إلى أنها لم تستطع حبس دموعها عند سماعه.
دعوة للنضال
وفي إطار وعودها الانتخابية، قالت المرشحة الديمقراطية التي تقطن في مدينة بليموث: «سيكون لدينا قسم لجرائم الكراهية في مكتب المدعي العام بولاية ميشيغن، وبذلك يمكننا أن نتأكد من مكافحة كل أشكال الإسلاموفوبيا.. وسوف نستخدم حكومتنا في ذلك».
وأضافت موجهةً حديثها إلى العرب الأميركيين: «مجئيكم إلى هنا (أميركا) وليس بحوزتكم أي شيء، ومحاولاتكم تحقيق ما تحلمون به.. هذه هي الصفات الأميركية الحقيقية»، مؤكدة «اشمئزازها» من بعض السياسات الفدرالية تجاه العرب الأميركيين، وقالت «عندما أنظر إلى ما حدث.. فيما يخص العلاقة بين المجتمع العربي الأميركي والحكومة، أشعر بالاشئمزاز وأصاب بالذهول والرعب ولكنني مصممة أكثر من أي وقت مضى على النضال واستخدام مكتب الادعاء العام للتأكيد على أننا لسنا جزءاً من تلك العملية في ولاية ميشيغن».
وشددت نسل على أنها لن تقف فقط بجانب العرب الأميركيين خلال نضالهم من أجل حقوقهم المدنية، وإنما ستدعمهم، معربة عن أملها في رؤية المحامين العرب الأميركيين وهم يتحدون ويواجهون التشريعات التمييزية في جميع المؤسسات القضائية وصولاً إلى المحكمة العليا.
كما حثت الحضور على عدم الاستكانة بوجه الظلم، وقالت «سنرفع دعاوى قضائية، وسوف يناضل المجتمع العربي الأميركي لنيل حقوقه من خلال تلك القضايا».
نسل شبّهت فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية 2016، بوصول هتلر إلى السلطة في ألمانيا النازية 1933، مشيرة إلى أوجه الشبه بين اليهود الألمان الذين اصطفوا ضمن الطوابير بانتظار أدوارهم إلى «أفران الغاز»، بالمجتمعات التي لا تحارب المظالم والفظائع التي ترتكبها إدارة ترامب.
وقالت: «لقد تعهدت دائماً بأنني لن أرضخ طواعية وأنتظر دوري للسقوط في تلك الهوة.. لقد كانت انتكاسة رهيبة ومأساوية تلك التي شهدناها خلال الأيام القليلة الماضية (في إشارة إلى قرار المحكمة العليا)، إنها بكل تأكيد عثرة، ولكنها مجرد عثرة في الطريق، ويمكننا إذا ناضلنا معاً التغلب عليها».
داعمون
وفي كلمة لها خلال حفل جمع التبرعات لحملة نسل، أثنت مدعي عام مقاطعة وين كيم وورذي على ذكاء المرشحة الديمقراطية وامتدحت صفاتها التي تجعلها جديرة بقيادة إنفاذ القانون في ولاية ميشيغن.
وورذي التي تدعم ترشيح نسل، أكدت على أن الأخيرة «لديها الشجاعة والتألق والأفكار، كما أن لديها الرحمة والشغف»، وقالت «لديها كل ما نحتاجه، خاصة في هذه الأوقات». كما عبرت عن استهجانها لقرار المحكمة العليا ووصفته بـ«المثير للاشئمزاز»، مؤكدة أنه «لا معنى له على الإطلاق».
بدورها، وصفت عضو مجلس ديربورن التربوي فدوى حمود علاقة نسل بالعرب الأميركيين بالهامة، خاصة «في وقت يتعرض فيه المجتمع (العربي الأميركي) للهجوم»، وخاطبت المرشحة الجمهورية بالقول «سوف نعتمد على أشخاص مثلك للوقوف إلى جانبنا» خلال نضالنا من أجل حقوقنا المدنية والدستورية.
كما وصفت مساعدة المدعي العام لمقاطعة وين المرشحة الديمقراطية بالمدافعة «الشرسة والملتزمة» من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، و«الحقوقية التي تعد بمقاضاة ترامب طوال اليوم، وكل يوم»، وقالت «ميشيغن بحاجة إلى مسؤولين من أمثالك في مكتب الادعاء العام»، لافتة إلى أن النساء يشكلن 20 بالمئة فقط من المسؤولين المنتخبين في الولاية».
وأضافت: «دانا نسل تمتلك مواصفات فريدة للنضال ضد التمييز المنهجي والمؤسسي الذي نواجهه اليوم».
وفي تصريح لـ«صدى الوطن»، أفاد شريف مقاطعة وين، بيني نابليون، بأنه يدعم ترشيح نسل لأنها «مرشحة ملتزمة ومبدئية ولأنها تؤمن بما تتحدث عنه»، وقال: «أنا واثق من أنها سوف تتحذ قرارات جيدة». مشدداً على أنها «سوف تسعى من أجل تحقيق العدالة على إيقاع الرحمة».
يشار إلى أنه على نسل انتظار مؤتمر الحزب في ٢٥ آب (أغسطس) القادم، للحصول رسمياً على تسمية الديمقراطيين في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر القادم.
من هو المدعي العام في ولاية ميشيغن؟
يعتبر منصب المدعي العام في ولاية ميشيغن واحداً من أربعة مناصب تنفيذية يتم انتخابها مباشرة من جميع سكان الولاية، كل أربع سنوات، إلى جانب الحاكم ونائبه وسكريتاريا الولاية.
ويتولى المدعي العام مسؤولية تطبيق قوانين ولاية ميشيغن وهو بمثابة رأس الهرم في جهاز النيابة العامة. ولا يسمح له دستور الولاية بالترشح لأكثر من فترتين متتاليتين (إجمالي ثماني سنوات).
وينوب المدعي العام عن المجتمع في تحريك الدعاوى الجزائية والإدعاء فيها أمام المحكمة المختصة ويوكل في ذلك إلى مجموعة من الأشخاص يسمّون بمساعدي الادعاء العام أو وكلاء النيابة.
ويسيطر الجمهوريون على هذا المنصب المماثل لوزير العدل، منذ العام ٢٠٠٣، علماً بأن الديمقراطيين سبق وأن سيطروا على هذا المنصب بين العامين ١٩٥٥ و٢٠٠٢.
Leave a Reply