دمشق – قالت وكالة «رويترز» إن الرئيس السوري بشار الأسد بصدد السيطرة الكاملة على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ليحقق نصراً كبيراً على المجموعات المسلحة التي وافقت على شروط الاستسلام.
وبدعم من القوة الجوية الروسية ودون اعتراض غربي، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مساحات شاسعة من جنوب غربي سوريا خلال الشهر الماضي، في واحدة من أسرع الحملات خلال الحرب السورية، وأجبرت المسلحين على الاستسلام.
واعتبرت «رويترز» استعادة السيطرة على الحدود مع الأردن والجولان، إنجازاً مهما في جهود الأسد لاستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السورية التي مزقها الصراع الدائر منذ أكثر من سبع سنوات.
وعلى غرار شروط استسلام فُرضت على مقاتلي المعارضة في مناطق أخرى، وافق المقاتلون على تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة. وسيقوم الراغبون بالبقاء في المنطقة ”بتسوية“ أوضاعهم مع الدولة مما يعني قبول العودة لحكمها.
وبحسب الشروط سيتم توفير ممر آمن للخروج لمن يرفضون الاتفاق حتى يتوجهوا إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وعند انتهاء حملة تحرير جنوب غرب سوريا، سيوجه الجيش السوري تركيزه إلى آخر منطقتين لا تزالان خارج قبضته.
والمنطقتان هما الشمال الغربي (إدلب وأجزاء من المحافظات المحاذية لها) حيث يسيطر مسلحو المعارضة، وتتواجد قوات تركية. وفي الشرق (الحسكة الرقة دير الزور) حيث تسيطر قوات يقودها الأكراد ويدعمها نحو ألفي جندي أميركي على الأرض، إضافة إلى بعض الجيوب لفلول تنظيم «داعش».
وتمثل حملة الجيش السوري قرب الحدود مع الجولان المحتل حساسية خاصة بسبب المخاوف الإسرائيلية. وكان مسؤولون إسرائيليون قد أعلنوا عدم ممانعة استعادة الأسد السيطرة على (درعا والقنيطرة) طالما بقيت إيران و«حزب اللة» بعيداً عن الحدود.
وقالت إسرائيل أيضا إنها ستطالب بالالتزام الصارم باتفاق فض الاشتباك في الجولان المبرم مع الجيش السوري في 1974، وهو توجه تبنته موسكو.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الماضي في هلسنكي إنهما اتفقا على العمل معا للمساعدة في ضمان أمن إسرائيل.
وأشار بوتين للحاجة إلى إعادة الوضع على امتداد حدود الجولان إلى ما كان عليه قبل اندلاع الأزمة السورية في 2011.
غير أن مشرعين في الكونغرس سارعوا الخميس الماضي إلى مناقشة مشروع قانون للاعتراف بالجولان جزءاً من دولة إسرائيل، في خطوة من شأنها أن تعقد أية مفاوضات مستقبلية مع دمشق.
Leave a Reply