ساكرمنتو – محمد العزير
أظهرت دراسة إحصائية وميدانية شاملة أصدرها «المعهد العربي الأميركي» في واشنطن (AAI) ازدياد الاعتداءات والجرائم والتجاوزات العنصرية ضد العرب والمسلمين الأميركيين على مدى ربع قرن لاسيما مع صعود الموجة المعادية للمهاجرين والملونين التي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ بدء حملته الانتخابية عام 2015 والتي أوصلته إلى البيت الأبيض وأوصلت مستوى الهجمات ذات الطابع الإثني والديني إلى درجة لم تعرفها أميركا إلا لفترة وجيزة عقب الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن.
وبينت دراسة المعهد المكونة من 312 صفحة –والتي تتضمن عشرات المؤشرات والبيانات والجداول من الولايات الخمسين وواشنطن العاصمة، من إعداد مديرة المعهد مايا بري وتنفيذ كاي ويغنز وتحت إشراف رئيس المعهد الدكتور جيمس زغبي– أن الكثير من الاعتداءات التي طالت العرب والمسلمين الأميركيين لم يتم توثيقها رسمياً بسبب التصنيفات التي تعتمدها الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات وسلطات الأمن في المقاطعات والمدن، حيث كان ضحايا الاعتداءات والتمييز من العرب والمسلمين بعد العام 2003 وحتى العام 2015 يندرجون تحت تصنيف «آخرون» مما ينفي الصفة العربية أو الإسلامية عنهم.
وأشارت الدراسة إلى أن مكتب الإدارة والموازنة أقر في العام 1992 إزالة تصنيف العرب من لائحة ضحايا الاعتداءات ذات الخلفية العنصرية وأبقى على الخانات الأخرى التي تشمل المجموعات الإثنية المستهدفة، وأن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) تلقى بين ذلك العام وبين العام 2003، أكثر من 800 حالة اعتداء ضد العرب والمسلمين إلا أنه كان يرفض هذا التصنيف، ويعيده إلى الجهة المرسلة لإعادة تصنيفه وتسجيله «ضد آخرين» وأن المكتب توقف نهائياً عن الإشارة إلى العرب والمسلمين كضحايا عنف وكراهية حتى العام 2015 حين أعيد العمل بالفقرة 31 من قانون تسجيل التمييز العنصري. لكن هذه الخطوة التي صححت الخلل على المستوى الفدرالي لم تشمل تلقائياً الولايات والسلطات المحلية حيث تذكر سجلات 32 ولاية فقط العرب والمسلمين كضحايا للدوافع الاثنية أو الدينية.
واستنتج التقرير الذي يرصد جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين بين العامين ١٩٩١ و٢٠١٦ أن استهدافهم عنصرياً كان يزداد تاريخياً بالتوازي مع الأحداث والتطورات في الشرق الأوسط، لكنه الآن يشهد تصاعداً بسبب سياسات الكراهية والعنصرية ومشاعر العداء للعرب والمسلمين من داخل أميركا. وأكد أن تفاوت المعايير في تصنيف الجرائم والاعتداءات بين الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات والسلطات المحلية لا يمنح الضحايا الشعور بإمكانية تحقيق العدالة، لافتاً إلى أن بيانات الاعتداءات العنصرية ضد العرب والمسلمين تتفاوت أحياناً بشكل فادح بين سلطات الولاية والسلطات الفدرالية.
جرائم كراهية
وتورد الدراسة بضعة اعتداءات دموية أودت بحياة عرب أو مسلمين أميركيين لم يتم تصنيفهم كضحايا كراهية، ومنهم قضية يسر ورزان أبو صالحة وضياء بركات في نورث كارولاينا، وضحية لم يعلن عن اسمها في جامعة بنسلفانيا، وخالد جبارة في تولسا بولاية أوكلاهوما، وغيث وتيفاني صاحب في بورتلاند بولاية أوريغون، بالإضافة إلى الكثير من الاعتداءات التي لم توثقها السلطات المحلية كجرائم كراهية ضد العرب والمسلمين.
والملفت في الأرقام التي أوردها التقرير عن العامين 2015 و2016، أي بعد العودة الفدرالية إلى اعتماد العرب والمسلمين كخانة مستقلة بين ضحايا الكراهية، أن الولايات الكبيرة والمعروفة بسياساتها الليبرالية مثل نيويورك وكاليفورنيا، شهدت أكثر أعمال العنف ضد العرب والمسلمين، إلا أن ذلك ليس بالضرورة انعكاساً للوقائع بقدر ما هو إهمال من الولايات المحافظة والصغيرة لمتابعة التعديات العنصرية وتصنيفها كما ينبغي.
وجاءت في الدراسة بشكل مفصل أرقام الاعتداءات على العرب والمسلمين في كل ولاية خلال عامي 2015 و2016 على النحو الآتي: آلاسكا: حالة واحدة، أريزونا: 13 حالة مقابل 23 سنة 2001، آركنسو: حالة واحدة، كاليفورنيا: 107 حالات مقابل 73 عام 2001، كولورادو: 6 حالات مقابل 17 حالة عام 2001، كونتيكيت: 5 حالات مقابل 26 عام 2001، ديلاوير: حالة واحدة، واشنطن العاصمة: 10 حالات، فلوريدا: 7 حالات، جورجيا: حالة واحدة، هاواي: حالتان، آيداهو: خمس حالات مقابل 3 عام 2001، إلينيوي: 14 حالة مقابل 49 عام 2001، إنديانا: 9 حالات مقابل 18 عام 2001، آيوا: حالتان مقابل لا شيء عام 2001، كنساس: حالتان، كنتاكي: 24 حالة مقابل 7 عام 2001، لويزيانا: 4 حالات، ماين: 11 حالة مقابل 3 حالات عام 2001، ماريلاند: حالتان، ماساتشوستس: 44 مقابل 81 عام 2001، ميشيغن: 112 حالة مقابل 42 عام 2001، مينيسوتا: 27 حالة، ميسوري: 12 حالة، نبراسكا: 3 حالات، نيفادا: 4 حالات، نيوهامبشر: حالتان مقابل 5 حالات عام 2001، نيوجيرزي: 30 حالة مقابل 145 عام 2001، نيومكسيكو: 6 حالات، نيويورك: 75 حالة، نورث كارولاينا: 22 حالة مقابل 9 عام 2001، نورث داكوتا: حالتان، أوهايو: 30 حالة، أوكلاهوما: 7 حالات، أوريغون 13 حالة، بنسلفانيا 10 حالات مقابل 16 عام 2001، رود آيلاند: 3 حالات مقابل 6 عام 2001، ساوث كارولاينا: صفر، ساوث داكوتا: حالة واحدة مقابل لا شيء عام 2001، تينيسي 15 حالة مقابل صفر عام 2001، تكساس 34 حالة مقابل 93 عام 2001، يوتاه: حالة واحدة مقابل 6 حالات عام 2001، فيرمونت: حالة واحدة، فيرجينيا: 13 حالة مقابل 53 عام 2001، ولاية واشنطن: 45 حالة مقابل 37 حالة عام 2001، وست فرجينيا: صفر مقابل حالة واحدة عام 2001، ويسكونسن: حالة واحدة مقابل 7 حالات عام 2001، ووايومنغ: صفر مقابل حالتين عام 2001.
الولايات التي لم يرد اسمها ليست لديها سجلات تخص العرب والمسلمين، والولايات التي لم ترد فيها أرقام تعديات العام 2001 لم تكن لديها في حينه سجلات للضحايا العرب والمسلمين. ولم تقتصر الدراسة على عرض الأرقام والتقنيات بل احتوت اقتراحات تشريعية وقانونية وعملية لتسجيل كل اعتداء ضد أي عربي أو مسلم أميركي بدوافع عنصرية. كذلك أدرجت أسماء المؤسسات الحقوقية والرسمية التي ينبغي التوجه إليها في كل ولاية لدى تعرض أي عربي أو مسلم لاعتداء أو إساءة بدافع الكراهية.
يمكن الاطلاع على الدراسة كاملة عبر موقع المعهد العربي الأميركي: www.aaiusa.org
Leave a Reply