هيوستن – أدانت هيئة محلفين في ولاية تكساس الأميركية مهاجراً أردنياً بقتل زوج ابنته وكذلك صديقة مقربة لابنته، في «جريمة شرف».
وتوصل المحلفون في محكمة مقاطعة هاريس –بعد خمسة أسابيع من المحاكمة– إلى إدانة علي محمود عوض عرسان (60 عاماً) في الجريمتين المروعتين، في إطار مؤامرة أوسع دبرها المتهم لقتل خمسة أشخاص بمن فيهم ابنته نفسها عام ٢٠١٢.
وحدث ذلك بعد أن هربت ابنته نسرين (23 عاماً آنذاك)، من منزل العائلة في مجمع سكني في مقاطعة مونتغومري الريفية، إثر اعتناقها المسيحية وزواجها من رجل مسيحي يدعى كوتي بيفرز.
وكان هذا دافع عرسان إلى مراقبة ابنته لمدة عام ومن ثم قتل صديقتها باقر زاده، ثم قتل زوجها بعد 11 شهراً من جريمته الأولى، «ليغسل شرفه» حسب الادعاء.
وقال أقارب الضحيتين إن قرار هيئة المحلفين يؤكد على أن عرسان مذنب وأن «جرائم الشرف» غير مقبولة. فيما أدلت زوجة عرسان، شموع الروابدة (٤٠ عاماً)، بشهادتها ضد زوجها في المحكمة، علماً بأنها وابنها متهمان بجرائم متصلة في القضية.
وقالت الروابدة إنها كانت مع زوجها عندما كان يراقب ابنته وعندما قتل بيفرز، كما أضافت أن ابنها نسيم عرسان، المحتجز حالياً في مقاطعة هاريس، شارك بقتل صديقة ابنتها باقر زاده أثناء خروجها من منزل والديها.
وعلق مايكل كريد، الشقيق الأكبر للضحية كوتي بيفرز، «إن جرائم الشرف لا مكان لها في المجتمع الأميركي»، مضيفاً: «هذه ليست أحداثاً غير متكررة تحدث في أماكن عشوائية من العالم، إنها تحدث هنا في أميركا وهي في تصاعد».
وأدين عرسان بالقتل المزدوج لكل من زوج ابنته كوتي بيفرز (28 عاماً) في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 ومن ثم صديقة ابنته الناشطة الإيرانية الأصل، جلاره باقر زاده.
وتبدأ يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد) جلسة النطق بالحكم ضد عرسان الذي يواجه عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.
وقد أكد الادعاء العام أن عرسان وهو أب لـ12 من الأبناء وله زوجتان، قد دبر القتل بسبب معتقداته الدينية.
وقالت المدعية آنا إيمونز للمحلفين إن عرسان «رجل إسلامي متطرف راديكالي يجب إيقافه»، لافتة إلى أن جريمتي القتل متعمدتان مع سبق الإصرار لتنفيذ آراء رجل واحد، الأمر بهذه البساطة». وأضافت: «الشرف والعار، هذا هو كل شيء».
وقالت: «سمعته يقول إن الشرف يعني له الكثير، والطريقة الوحيدة للثأر هي القتل».
ومن جانبها، قالت نسرين عرسان (30 عاماً) في شهادتها الثانية أمام هيئة محلفين، إن والدها مدح زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن أثناء هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١.
وكان عرسان يعيش في مدينة كونروي بتكساس حينما وقعت الهجمات، وكان «سعيداً» عندما قتل أميركيون، «قال إن هذا ما تستحقه أميركا»، حسب ما أفادت به ابنته.
وقال عرسان لأبنائه الـ12 مراراً أنهم يجب أن يكونوا انتحاريين إذا ما طلب منهم ذلك يوماً ما. «قال إنه لشرف عظيم … تذهبون مباشرة إلى الجنة»، بحسب شهادة نسرين التي أشارت إلى أن والدها اعتاد الكذب وادعاء العجز من أجل الحصول على المال، بل إنه في أحد المرات كسر منشاراً وادعى الإصابة لمطالبة الشركة المصنعة بتعويض.
التحقيقات أيضاً أشارت إلى أن عرسان قام بفتح عدة حسابات بطاقات ائتمان بأسماء مختلفة من بينها أسماء أبنائه وأخيه الميت.
Leave a Reply