تمارا عجور وإيمان جاسم – «صدى الوطن»
في الولايات المتحدة، تسمح 9 ولايات أميركية –إضافة إلى العاصمة واشنطن– باستخدام الماريوانا لأغراض ترفيهية. وفي الانتخابات العامة المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، سيقام استفتاء عام في ولاية ميشيغن على تشريع الماريوانا لمن هم فوق سن ٢١ عاماً، وتنظيمها تجارياً وضريبياً كما هو الحال مع المشروبات الكحولية.
حالياً تسمح ولاية ميشيغن بزراعة وتجارة واستهلاك الماريوانا لأغراض طبية، إلا أن المقترح يدعو إلى تشريع هذه النبتة للتسلية والترويح عن النفس، إلى جانب الاستفادة منها في تعزيز الإيرادات الضريبية للحكومات.
وفيما يحظى المقترح عموماً بدعم الديمقراطيين ومعارضة الجمهوريين، تنقسم الجالية العربية التي تشكل ثقلاً انتخابياً وازناً في ولاية ميشيغن، بين مؤيد ورافض للمشروع، لأسباب اجتماعية وثقافية ودينية.
المواقف تجاه هذه النبتة المخدرة في أوساط العرب الأميركيين، تتفاوت بوضوح بين جيل وآخر، كما هو الحال في العديد من المواضيع الاجتماعية المطروحة للنقاش في الولايات المتحدة.
تقول ديما لـ«صدى الوطن» إن قوننة استخدام الماريوانا لأسباب ترفيهية «لا يزعجها على الإطلاق». وأضافت الطالبة في «جامعة ميشيغن–ديربورن»: «إذا كان الأشخاص يستخدمونها في بيوتهم فقط، ولا يستخدمونها أثناء قيادة السيارات وفي الأماكن العامة، فذلك –في الواقع– لن يؤثر عليّ».
ولفتت ديما إلى أن الكثير من الطلاب يدخنون الماريوانا في الحرم الجامعي اليوم رغم أنها محظورة، مشيرة إلى أن تشريعها «يحمل العديد من الفوائد» لأن «الناس يشترونها سواء كانت قانونية أو لا.. على الأقل إذا تم تشريعها فبإمكان الولاية أن تزيد إيراداتها من الضرائب على المستهلكين والمتاجرين بها».
فدوى، وهي أيضاً طالبة في «جامعة ميشيغن»، شددت من جانبها على أن تشريع الماريوانا يمكن أن يخفض عدد السجناء في ميشيغن، وقالت: «أعتقد أنه من المهم التفكير في كيفية المساعدة على خفض معدل السجناء.. فتشريع الماريوانا من شأنه أن يقلل عدد الاعتقالات المتعلقة بجرائم المخدرات والاتجار بها»، مشيرة إلى أن قوننة الماريوانا يمكن أن تعطي أولوية أكبر لمكافحة الجرائم العنيفة مما سيجعل المجتمعات أكثر أمناً.
ولدى سؤال الأبناء عن آراء آبائهم في تشريع الماريونا، غالباً ما يكون الجواب: إنهم يعارضون.
إذ يرى الكثيرون أن السماح بالاستخدام الترفيهي للماريوانا سيجعل هذه النبتة المخدرة في متناول الأيدي، مما قد يؤدي إلى نتائج أسوأ، من بينها انتشارها بين المراهقين.
أحد الأطباء العرب الأميركيين في مدينة رويال أوك قال لـ«صدى الوطن» إن تشريع الماريوانا «يفتح بوابة الإدمان».. فإذا كنت مدمناً على عقار ما فمن المرجح أنك ستدمن على عقار آخر»، مشدداً على أن استخدام الماريوانا يجب أن يقتصر على الاستعمال الطبي.
ولفت إلى أن «الأثار الجانبية السلبية لتعاطي هذا المخدر تفوق أية أغراض ترفيهية كاستخدامها للاسترخاء»، وقال «هنالك دائماً طرق أخرى للاسترخاء مثل قراءة الكتب والاستماع للموسيقى وغيرها».
مدير برنامج «فرونتير القرن الحادي والعشرين» بمدرسة «فرونتير إنترناشيونال أكاديمي» في ديترويت، غسان شهاب، أعرب عن موقفه المتشدد حيال تشريع الماريوانا واستعمالها للترفيه، وقال: «للأسف لا توجد دراسات واضحة حول حوادث السيارات وحالات الاكتئاب الناجمة عن تعاطي هذا المخدر»، مشيراً إلى أن ذلك تسبب بعدم التوصل لأدلة تربط الماريوانا مباشرةً بآثارها السلبية الضارة.
ولفت إلى أن الفرق بين الاستخدام الطبي للماريوانا واستخدامها لأسباب ترفيهية «شاسع»، مؤكداً أنه «إذا لم يتم تحريرها من قبل طبيب وإذا لم تتم الموافقة عليها من خلال «إدارة الغذاء والأدوية» (أف دي أي) فهي ليست بدواء»، محذراً من خداع الناس في إقناعهم بأن استهلاك هذه النبتة أمر مفيد بهدف زيادة المبيعات.
وختم بالتأكيد على أن تشريع الماريوانا لأغراض ترفيهية يمكن أن يضر بإنتاجية الأسرة والمجتمع، وكامل ولاية ميشيغن.
Leave a Reply