بعد التصويت القياسي لصالح الديمقراطيين في جولة أغسطس التمهيدية
حسن خليفة – «صدى الوطن»
يعلق الديمقراطيون آمالاً كبيرة على الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لاستعادة ميشيغن من قبضة الجمهوريين الذين يحتكرون –منذ انتخابات 2010– جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في الولاية.،
«الموجة الزرقاء» الموعودة التي يعول عليها لقلب الموازين السياسية في ميشيغن كما في عموم الولايات المتحدة، تجلت بوادرها الأولى في الانتخابات التمهيدية التي أجريت في ٧ آب (أغسطس) الماضي، حين صوّت أكثر من 53 بالمئة من الناخبين لصالح المرشحين الديقراطيين مقابل 46.5 بالمئة صوّتوا للمرشحين الجمهوريين.
المجتمع العربي الأميركي هو بلا شك أحد الركائز الأساسية لنجاح «الموجة الزرقاء»، وهو ما تجلى واضحاً للعيان خلال الانتخابات الأخيرة، سواء من حيث تزايد أعداد المرشحين العرب، أو لناحية الإقبال على التصويت الذي حطم الأرقام القياسية المسجلة في تاريخ انتخابات أغسطس التمهيدية.
كذلك الانخراط الحزبي –وخاصة في أوساط الشباب العرب الأميركيين– بات واضحاً من خلال مشاركاتهم المؤثرة في مؤتمرات الحزب الأزرق، سواء في إطار كتلة «العرب الأميركيين» أو «اليمنيين الأميركيين» أو التيار التقدّمي الصاعد في الحزب الديمقراطي.
ففي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أقام الديمقراطيون مؤتمرهم الانتخابي العام في مدينة إيست لانسنغ، بمشاركة عربية لافتة. وفي اليوم التالي، لم يكن مستغرباً أن تستأنف المرشحة الديمقراطية لمنصب الحاكم غريتشن ويتمر حملتها الانتخابية، من مدينة ديربورن التي أظهرت تأييداً كاسحاً لمنافسها السابق عبدول السيد، وذلك في محاولة منها لاستقطاب الصوت العربي الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك قوته وتأثيره المتصاعدة كما وتأثيره في نتائج الانتخابات.
مفعول السيد
النائب في مجلس ميشيغن التشريعي عن ديربورن، عبدالله حمود أكد لـ«صدى الوطن» أن «المرشحين باتوا يولون مزيداً من الاهتمام بالمجتمع العربي الأميركي بسبب نضجهم وقوتهم السياسية المتنامية، خاصة فيما يتعلق بقدرتهم على حشد الموارد وتوحيد الأصوات».
وأضاف حمود أن الانخراط العربي في صفوف الديمقراطيين مرده إلى المثل التي يمثلها الحزب، «سواء أكان المرشح عبدول السيد أو ستايسي أبرامز فإن الناس ينجذبون إلى البرامج، مثل تحديد الحد الأدنى للأجور بـ15 دولاراً بالساعة، أو العناوين المرتبطة بالوعي البيئي والاجتماعي».
وبرأي حمود فإن الزعماء الديمقراطيين كانوا في الغالب أول من بادر إلى التسوية مع الجمهوريين، «إلا أنه لم يعد كافياً أن يلعبوا بخطة دفاعية»، مؤكداً أن الديمقراطيين «باتوا أقوياء لكي يلعبوا بإصرار وخشونة.. لاستعادة منصب الحاكم».
وشدد النائب التقدمي على أن الديمقراطيين يملكون «فرصة جيدة» لقلب ميشيغن إلى «ولاية زرقاء»، خاصة وأن الناخبين الديمقراطيين كانوا أكثر عدداً من الجمهوريين في انتخابات أغسطس الماضي.
وكان حوالي 53 بالمئة ممن أدلوا بأصواتهم في انتخابات ٧ أغسطس، من الديمقراطيين.
إقبال متزايد
هذه الحماسة الانتخابية التي تبدّت لدى الديمقراطيين، يمكن رصدها بوضوح في مدينة ديربورن حيث تتركز الكثافة العربية، إذ قاربت نسبة الاقتراع ٣٠ بالمئة، وهي نسبة غير مسبوقة في الانتخابات التمهيدية وصبت أغلبيتها الساحقة (حوالي ٦٣ بالمئة) في صالح السيد.
وفي السياق شدد حمود على أن «الموجة الزرقاء ليست مضمونة.. ولكنها قابلة للتحقيق»، لافتاً إلى أن حملات المرشحين العرب الأميركيين –وفي مقدمتهم المرشح عبدول السيد لمنصب الحاكم– لعبت دوراً رئيسياً في حث الناخبين المسجلين على التصويت لصالح الحزب الديمقراطي، كذلك الأمر بالنسبة لحملة رشيدة طليب التي باتت في طريقها لتصبح أول عربية مسلمة تنتخب لعضوية الكونغرس الأميركي بعد فوزها في السباق الديمقراطي عن مقعد «الدائرة ١٣» (ديترويت وديربورن هايتس وضواحي أخرى).
من جانبه، أشار المرشح لمفوضية مقاطعة وين عن ديربورن، رجل الأعمال اللبناني الأميركي حسان (سام) بيضون إلى أن المزيد من المرشحين باتوا يتواصلون مع التجمعات العربية في الحزب بسبب تأثيرهم المتصاعد على نتائج الانتخابات، مؤكداً على أن ترشح السيد، ساهم في تسليط الضوء على فعالية الصوت العربي الأميركي في السباقات على مستوى الولاية.
ووصف بيضون أداء المرشح المصري الأصل بأنه «وضعنا فعلاً على الخريطة السياسية بميشيغن».
بيضون، الذي فاز في انتخابات الديمقراطيين التمهيدية عن مقعد ديربورن في مجلس مفوضي مقاطعة وين»، أعرب عن اعتقاده من أن العديد من العرب الأميركيين تعلموا من أخطائهم وفهموا أهمية التصويت في الانتخابات.
وعزا نشاط وحماسة أبناء الجالية إلى المشاركة الانتخابية والتصويت للديمقراطيين لـ«الإجراءات المتطرفة التي حاولت إدارة ترامب تأسيسها، بما في ذلك سياسات الهجرة».
مع ويتمر
من جانبها، أكدت الناشطة العربية الأميركية أمان فدامة على أن العرب الأميركيين قصدوا مراكز الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بسبب تأييدهم للسيد، لكن عليهم أن يفعلوا الأمر نفسه في نوفمبر القادم لمنع وصول المرشح الجمهوري بيل شوتي إلى سدة الحاكمية.
وأشارت فدامة إلى أنها ستصوّت لويتمر، ليس لكونها «رهاناً آمناً» فقط، بل خبرتها السياسية ورسالتها الشمولية عند الحديث عن القضايا التي تهم سكان الولاية، مثل مكافحة التلوث البيئي وتوفير مياه نقية للجميع.
وكانت المرشحة ويتمر قد قالت في مؤتمر الحزب الديمقراطي لانتخابات 2018: «هذه الانتخابات أكبر من أي شخص بيننا، إنها تتعلق بنا جميعاً.. نحن من يستطيع أن يفعل ذلك».
الناشط اليمني المخضرم علي بلعيد، أكد من جانبه، على زيادة اهتمام المرشحين الديمقراطيين بالناخبين العرب الأميركيين، وقال «إن المرشحين لجميع دوائر الكونغرس الـ14 في ميشيغن التقوا بالتجمعات الحزبية العربية ومنها اليمنية الأميركية التي يشكل الشباب أغلبيتها الواضحة، والذين انخرطوا في الانتخابات التمهيدية أكثر من أي وقت مضى».
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أكد رئيس «الجمعية اليمنية الأميركية الخيرية» (يابا) على أن «المرشحين يهتمون بك عندما يدركون أن مجتمعك يصوّت»، معرباً عن ثقته بأن العرب الأميركيين سيقفون خلف ويتمر في نوفمبر القادم.
وستعمل التجمعات الحزبية، العربية ومنها اليمنية الأميركية، على تسجيل أكبر عدد ممكن من الناخبين قبل الموعد النهائي للتسجيل في 9 تشرين الأول (أكتوبر). وقال بلعيد: «لقد حطمنا الأرقام القياسية في الانتخابات التمهيدية ونأمل أن نعيد الكَرّة مرة أخرى في نوفمبر»، معرباً عن أمله بألا يدير المرشحون ظهورهم للناس وألا يتجاهلوا اتصالاتهم الهاتفية، في حال تم انتخابهم.
Leave a Reply