رداً على إشاعات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نفى المشرف العام على مدارس ديربورن العامة، د. غلين ماليكو، لـ«صدى الوطن»، توجّه الإدارة التعليمية إلى خصخصة خدمة الطعام للطلاب، عقب الإعلان عن البدء بتقديم وجبات الفطور والغداء مجاناً لجميع طلاب مدارس ديربورن، بموجب قواعد جديدة اعتمدتها ولاية ميشيغن لتمويل الوجبات المجانية.
وأشار ماليكو إلى أن المنطقة بالفعل كانت قد بدأت بإعداد مناقصة للتعاقد مع شركة خاصة لتنويع وتحسين جودة الغذاء في مدارس ديربورن، إلا أن الأمر بات يحتاج إلى «مقاربة مختلفة كلياً» بعد تطبيق برنامج الوجبات المجانية لجميع الطلاب.
وكانت مدارس ديربورن العامة قد أعلنت في ١٢ أيلول (سبتمبر) الماضي عن البدء بتطبيق برنامج الوجبات المجانية في خطوة وصفها ماليكو بـ«الإيجابية جداً» للطلاب وذويهم.
وشدد المشرف العام على أن أية خطوة لتحسين جودة الطعام المقدّم للطلاب، لن تكون على حساب الموظفين والعمال النقابيين في قسم الطعام التابع للمنطقة التعليمية، إنما الهدف هو تعزيزهم وضمان أن «جميع الأطفال سيحصلون على وجبات صحية ومتنوعة».
وكان ماليكو قد نشر تعليقاً عبر صفحته على «فيسبوك» نفى فيه مزاعم انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المنطقة تخطط لخصخصة خدمات الطعام للطلاب، مؤكداً: «نحن لا نخصخص».
وأضاف «لقد تناولت هذا الأمر في اجتماع المجلس التربوي، لكن هناك مجموعة مجهولة المصدر تبتدع إشاعات كاذبة بأننا انتهكنا قوانين الولاية. لكن الفكرة هي أن الولاية تُوافق على كل ما نقوم به أو لا يمكننا المضي قدماً، لذلك لا يمكن لنا ألا نكون ملتزمين تماماً بقوانين الولاية».
جودة الطعام
ورداً على سؤال حول جودة الطعام الذي يتم تقديمه حالياً للطلاب، أجاب ماليكو بأن مدارس ديربورن لديها قسم كبير وعريق لخدمة الطعام، مشيراً إلى أنه يعمل في المنطقة التعليمية منذ عام 1995، ولذلك يمكنه القول بثقة «إنهم يقومون بعملٍ عظيم».
ومع ذلك، أضاف أنه يجب أن يكون هناك تحسين في نوعية الطعام الذي توفره المنطقة التعليمية لطلابها، لافتاً إلى أن «العديد من الآباء والطلاب وحتى بعض أعضاء المجلس التربوي أعربوا عن رغبتهم في رؤية المزيد من الخيارات الصحية».
واستدرك قائلاً «إن نوعية الطعام جيدة، لكنهم يرغبون في تحسينها لتشمل المزيد من الخيارات مثل السلطة الطازجة أو السندويشات والمزيد من المأكولات الإثنية وربما قطع البيتزا».
ورداً على سؤال حول كيفية تنفيذ خطوة كهذه دون خصخصة، قال ماليكو إن المنطقة التعليمية تبحث عن شركة لديها القدرة على تقديم خيارات صحية تكميلية، بما في ذلك، الطعام الحلال وتعزيز القيمة الغذائية لوجبات الفطور، نظراً لأهميتها البالغة في التغذية السليمة للأطفال.
وقال أيضاً إن المنطقة ترغب في الاستفادة من أفكار بعض المناطق التعليمية الأخرى في هذا المجال، مثل مدارس وودهايفن العامة، التي توفر أنواعاً خاصة متعددة مثل الطعام المكسيكي والسلطات الطازجة، والبيتزا، معرباً عن تطلعه إلى أن يتولى موظفو المنطقة التعليمية في ديربورن تشغيل تلك الأكشاك، وليس موظفو المطاعم الخاصة.
ولفت ماليكو إلى أن الإدارة تخطط لتلقي عروض تنافسية من مختلف شركات الطعام، مشيراً إلى أن منطقة تعليمية بحجم ديربورن، ستكون محط اهتمام الكثيرين.
وأضاف أن هناك أفكاراً أخرى مطروحة مثل التعاقد مع شركة مختصة بالغذاء الصحي، بإمكانها توفير الإرشادات والبنى التحتية والمختبرات التعليمية المفيدة للطلاب، لاسيما برنامج فنون الطهي الذي يدرب الطلاب على إعداد الوصفات الغذائية الصحية.
كما ذكر ماليكو أن الإدارة تطمح أيضاً إلى توفير الطعام للطلاب في ساعات ما بعد الدوام، لاسيما الطلاب الرياضيين وزملائهم الذين يبقون في المدرسة بعد الدوام للقيام بأنشطة مختلفة، وهي خدمة غير متوفرة في معظم مدارس ديربورن حالياً.
ترحيب
وكشف المشرف العام أن المنطقة التعليمية كانت بدأت بإعداد مناقصة للقيام بذلك، «لكننا اضطررنا إلى تأخيرها» بعد إقرار برنامج الوجبات المجانية لجميع الطلاب، والذي غير المقاربة المالية بشكل جوهري.
ووفقاً لماليكو، أبدى الطلاب ترحيبهم بهذه الأفكار. وقال «نحن هنا من أجل الطلاب ..طالما أن الطلاب يحبون هذه الفكرة، وكذلك الأهل، فسيكون ذلك مجرد طريقة أخرى لتحسين وجباتنا»، مؤكداً أن الإدارة «تتطلع إلى التعاقد مع إحدى الشركات في العام الدراسي المقبل».
وقال ماليكو إن ردود الفعل التي تلقتها المنطقة من الأهل واثنين من قادة النقابة «كانت جميعها إيجابية».
ولمست «صدى الوطن» ترحيباً واسعاً من الأهالي والطلاب في مدارس ديربورن العامة، ببرنامج الفطور والغداء المجاني الذي ببدأ تطبيقه مؤخراً، مبدين انفتاحاً على توسيع وتحسين الخدمة.
الطالبة في ثانوية فورسون لينا حرازم قالت لـ«صدى الوطن»: «الطعام رائع… يقدمون السلطات والبرغر، وأحيانا شرائح البيتزا.. كل يوم شيء جديد».
أما والد لينا –علي حرازم– فأثنى على الوجبات المجانية التي وصفها بـ«الرائعة لكل من الأهل والطلاب». وقال: «لا داعي للقلق بعد الآن بشأن توفير وجبات الغداء يومياً أو تغييرها باستمرار».
وأضاف: «أكره أن أمنح ابنتي 20 دولاراً كمصروف للمدرسة وأنا متأكد من أن الآباء الآخرين يوافقونني على ذلك».
Leave a Reply