يؤكد أن لا مكان للعنف السياسي في أميركا بعد استهداف معارضيه بطرود مشبوهة
أدان الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، إرسال طرود مشبوهة إلى زعماء ديمقراطيين ومقر قناة «سي أن أن» في نيويورك، داعياً الأميركيين إلى الوحدة، ومتعهداً ببذل كل الجهود للكشف عن هوية المسؤولين عن هذه الطرود..
وأضاف الرئيس ترامب خلال حديث للصحفيين في البيت الأبيض «في أوقات كهذه، علينا أن نتحد» وتابع «لا يمكننا التسامح مع هذه المحاولات الجبانة. أدين بشدة كل من يختارون العنف».
وشدد ترامب على أن «لا مكان لأي نوع من أعمال العنف والتهديد السياسي في الولايات المتحدة»، مؤكداً أن الحكومة الأميركية تجندت ووضعت كل ثقلها في التحقيقات بشأن الطرود المشبوهة.
وكان جهاز الخدمة السرية أعلن الأربعاء الماضي أنه اعترض طردين مشبوهين موجهين إلى منزل الرئيس الأسبق باراك أوباما في العاصمة واشنطن ومنزل المرشحة الديمقراطية للرئاسة 2016 هيلاري كلينتون في نيويورك.
وبعدها بقليل أعلنت شرطة نيويورك إخلاء مبنى يضم مقراً لقناة «سي أن أن» الإخبارية، قبل أن تؤكد العثور على عبوة ناسفة في طرد مشبوه.
وجاء ذلك بعد يومين من العثور على عبوة يدوية الصنع في صندوق بريد منزل الملياردير جورج سوروس (88 عاماً)، اليهودي المجري الأصل المعروف بتمويله للحزب الديمقراطي والمنظمات الليبرالية واليسارية حول العالم.
ولم تتوقف سلسة التبليغات عن الطرود المشبوهة، حيث أبلغ الحاكم الديمقراطي لولاية نيويورك أندرو كيومو، عن وصول طرد مشبوه إلى مكتبه في نيويورك، كما أرسل لنائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن طرد مماثل.
وفي فلوريدا، أعلنت الشرطة العثور على طرد مشبوه قرب منزل عضو الكونغرس ديبي واسرمان شولتز، الرئيسة السابقة للجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي. كما قال مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) إنه تم العثور على طردين مريبين أرسلا إلى ماكسين ووترز عضو الكونغرس عن كاليفورنيا.
وقال البيت الأبيض إن أي شخص مسؤول عن إرسال الطرود سيحاسب بأقصى العقوبات، وندد «بالشروع في هجمات عنيفة متعمدة» على أوباما وأسرة كلنتون وشخصيات عامة أخرى.
وفي خطاب انتخابي بولاية ويسكونسن، دعا ترامب وسائل الإعلام إلى التوقف عن بث الأكاذيب والتحريض بين الأميركيين، مشيراً إلى أنها تتحمل جزءاً من المسؤولية في تأزم المشهد السياسي في أميركاً. في المقابل حملت العديد من وسائل الإعلام الرئيسية، ترامب المسؤولية غير المباشرة عن هذه التهديدات بسبب انتقاداته المتكررة لها وللحزب الديمقراطي.
يلوح بالانسحاب من معاهدة نووية استراتيجية
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن بلاده تعتزم تعزيز ترسانتها من الأسلحة النووية للضغط على روسيا والصين.
وكرر ترامب أمام صحفيين قناعته بأن روسيا لم تلتزم بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى المبرمة عام 1987 والتي هدد بالانسحاب منها.
وقالت روسيا إنها ستضطر للرد بالمثل لاستعادة التوازن العسكري مع الولايات المتحدة إذا نفذ ترامب تهديده بالانسحاب من معاهدة القوى النووية وبدأ تطوير صواريخ جديدة.
لكن روسيا أشارت إلى أنها قد تتراجع حيث أبلغ مسؤول في الكرملين مستشار الأمن القومي الأميركي باستعداد موسكو لمناقشة المخاوف الأميركية بشأن تطبيق المعاهدة الموقعة عام 1987. وأكد ترامب قلقه بشأن هذه المعاهدة وقال للصحفيين «لم تلتزم روسيا بالمعاهدة». وأضاف أن الصين يجب أن تنضم أيضاً لهذه المعاهدة. وجاء رد الفعل التحذيري من موسكو بعد أن قال ترامب يوم السبت الماضي إن واشنطن ستنسحب من المعاهدة التي تعود لحقبة الحرب الباردة والتي خلصت أوروبا من الصواريخ النووية.
يتطلع إلى لقاء بوتين في نوفمبر
أعلن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، الثلاثاء الماضي، أن الرئيس دونالد ترامب يرغب في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات بذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى بباريس في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وقال بولتون في مستهل لقائه بوتين في موسكو: «سيكون الرئيس ترامب مسروراً جداً بلقائكم في باريس على هامش» المناسبة.
وقال بوتين من جانبه: «سيكون مفيداً أن نواصل حواراً مباشراً مع رئيس الولايات المتحدة… مثلاً في باريس، إذا كان الجانب الأميركي مهتماً بهذه الاتصالات».
ويتوجه ترامب وبوتين إلى باريس للمشاركة في إحياء المناسبة التي سيحضرها أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة.
وكان ترامب وبوتين عقدا أول قمة ثنائية في هلسنكي في تموز (يوليو) الماضي، وقوبلت بحملة انتقادات شعواء ضده في الداخل الأميركي.
وجاءت زيارة بولتون لموسكو في أعقاب إعلان ترامب نية واشنطن الانسحاب من «معاهدة القوى النووية متوسطة المدى» الموقعة مع موسكو عام 1987. وفي السياق، أعلن بولتون، أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا، نتيجة اللقاءات التي أجراها مع القيادة الروسية في موسكو، على توسيع تنسيقهما في سوريا.
وقال بولتون، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي في ختام زيارة العمل التي قام بها إلى العاصمة الروسية: «شكل الملف السوري أحد المواضيع التي ناقشناها وتوصلنا في هذا السياق إلى اتفاق، حيث قررنا تعزيز وتوسيع العمليات التنسيقية بين روسيا والولايات المتحدة في إطار القضايا الخاصة بسوريا».
وتعمل في سوريا آلية روسية أميركية خاصة بمنع الاشتباكات و تجنب الحوادث الخطيرة بين الجانبين في عملياتهما في سوريا.
يرمي قضية مقتل خاشقجي في ملعب الكونغرس .. ويلمح لتورط ابن سلمان
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي بالبيت الأبيض إن واشنطن حصلت على قدر كبير من المعلومات، وإنها الآن أصبحت تعلم كل شيء يمكن معرفته حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
لكن في المقابل، أكد ترامب في تصريحاته، أنّه سيترك للكونغرس تحديد تبعات مقتل خاشقجي على السعودية، بشرط أن يتشاور معه في ذلك، متوقعاً أن يحصل على «تقرير جيد»، بعدما أرسل مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، جينا هاسبل، إلى تركيا لبحث القضية.
وبشأن علاقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باغتيال خاشقجي قال ترامب إن بن سلمان يدير الأمور في المملكة بشكل أكبر في هذه المرحلة، وإن كان أحد له علاقة بمقتل خاشقجي فهو محمد بن سلمان.
وأضاف ترامب في حوار مع «وول ستريت جورنال» أنه مقتنع بأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لم يكن على علم مسبق بالعملية التي أدت إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكشف الرئيس الأميركي أنه تحدث مع محمد بن سلمان وسأله عدة مرات حول الموضوع و«بطرق مختلفة»، وقال «كان سؤالي الأول الذي وجهته له هو: هل كنت على علم مسبق بأي تخطيط مسبق لمقتله؟»، فأجاب بالنفي.
وعندما سئل ترامب هل يصدّق المسؤولين السعوديين عندما ينكرون أية معرفة مسبقة بالعملية، سكت لثوان قبل أن يُجيب «أنا أريد أن أصدقهم.. أريد حقاً أن أصدّقهم».
ووصف الرئيس الأميركي أسلوب معالجة الرياض لقضية مقتل خاشقجي بأنه «أسوأ تستر على الإطلاق»، قائلاً إن «مخطط قتل خاشقجي كان سيئاً منذ البداية»، وإن «محاولة التستر على العملية كانت سيئة أيضاً»، مشيراً إلى أن من فكر بهذا المخطط «هو الآن في ورطة كبيرة».
وتهرّب ترامب من الردّ على أسئلة عن أية قرارات مُقبلة، لكنّه حرص على أن يؤكد إلى أيّ حد تشكل الرياض «حليفاً رئيسياً»، وذكر بأن المملكة «من كبار المستثمرين في الولايات المتحدة». وقال: «السعودية حليف عظيم حقاً. كانوا دائماً من المستثمرين الكبار، وربما أكبرهم في بلادنا».
وقال عضو مجلس النواب الأميركي جيمس مكغفرن إن مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين طرحت مشروع قانون في المجلس، الأربعاء الماضي، من شأنه أن يوقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية رداً على مقتل خاشقجي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في كلمة أمام البرلمان التركي الثلاثاء الماضي، إن مقتل الصحافي السعودي «جريمة مخطط لها وليست صدفة»، مشيراً إلى أن 15 شخصاً قدموا إلى تركيا على ثلاث مراحل باستخدام طائرات خاصة ومدنية وتجمعوا في اسطنبول لتنفيذ المهمة. وقد اعتبر ترامب تعليقات أرودعان «قاسية جداً» بحق السعودية.
Leave a Reply