رغم هزيمتها في أغسطس .. برندا جونز تقتحم سباق «الدائرة ١٣» من خارج ورقة الاقتراع
ديترويت – «صدى الوطن»
في خطوة مفاجئة قد تعيد خلط الأوراق في سباق مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة ١٣» في ميشيغن، تقدمت رئيسة مجلس ديترويت البلدي، برندا جونز، الاثنين الماضي، بطلب الترشح كتابياً (من خارج ورقة الاقتراع) ضد المرشحة العربية الأميركية رشيدة طليب التي تفوقت على جونز في السباق التمهيدي للديمقراطيين في آب (أغسطس) الماضي، وباتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح أول مشرعة مسلمة في تاريخ الكونغرس.
جونز التي حلت ثانيةً في السباق التمهيدي خلف طليب في أغسطس، كانت قد فازت تزامناً بسباق فرعي عن المقعد نفسه لإكمال ولاية النائب المتقاعد عن «الدائرة ١٣»، جون كونيرز، والتي تنتهي مطلع العام القادم.
وبررت جونز ترشيحها المفاجئ بأنها ظُلمت انتخابياً بسبب الإرباك الذي نتج عن وجود سباقين على المقعد نفسه، وقد فازت جونز بأحدهما (ولاية جزئية لمدة شهرين)، فيما خسرت الآخر –الأكثر أهمية– (ولاية كاملة لمدة سنتين).
وتشمل «الدائرة ١٣» معظم مدينة ديترويت ومدن ديربورن هايتس، غاردن سيتي، إنكستر، وين، وستلاند، ملفينديل، هايلاند بارك، إيكورس، ريفر روج، روميلوس، وبلدة ردفورد.
ولولا ترشح جونز المفاجئ، كانت طليب ستخوض الانتخابات كمرشحة وحيدة عن الدائرة ١٣، حيث لا ينافسها في السباق أي مرشح جمهوري في الدائرة المحسومة تقليدياً للديمقراطيين.
وفي ردها على خطوة جونز، شددت طليب على أنها تركز اهتمامها حالياً على قرع الأبواب والتحدث مع الناخبين لحشد الدعم للمرشحين الديمقراطيين الذين يخوضون سباقات حاسمة على مستوى الولاية والكونغرس الأميركي، في انتخابات ٦ تشرين الثاني (نوفمبر).
وأضافت «أنا أعمل بجد لانتخاب حاكمة يمكننا العمل معها واستعادة الأغلبية في الكونغرس الأميركي، لكي أتمكن من العمل بفعالية لمساعدة سكان الدائرة الذين يفتقدون التمثيل على المستوى الوطني منذ ما يقرب من سنة»، عقب شغور مقعد الدائرة في مجلس النواب الأميركي بتقاعد كونيرز أواخر العام ٢٠١٧.
وجاء إعلان جونز عن ترشحها لمنافسة طليب، بعد ثلاثة أيام فقط من ظهورهما سوياً على المسرح في تجمع انتخابي حاشد للديمقراطيين أقامه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في «ثانوية كاس» بديترويت، الجمعة الماضي.
وانتقد رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن، براندون ديلون، قرار جونز بالترشح، واصفاً خطوتها بـ«الفكرة السيئة» و«التشويش على الديمقراطيين». وقال: «رشيدة طليب هي المرشحة الديمقراطية وفازت بالسباق بشكل صريح»، مؤكداً أن «فرص جونز صفر» وأن طليب ستكون «عضواً عظيمة في الكونغرس».
تشكيك في النتائج
في ردها على الانتقادات، قالت جونز –في اليوم التالي من تقديم أوراق ترشيحها رسمياً للسلطات الانتخابية في مقاطعة وين– إن «العديد من الناخبين شعروا بالقلق تجاه العملية الانتخابية (في أغسطس)»، مؤكدة أنها تلقت «الكثير والكثير من مكالمات الناخبين الذين قالوا لها: سنكتب اسمك»، و«كان ذلك حتى قبل أن تقرر الترشح كتابةً» حسب قولها.
وأضافت «أنا لست هنا لإلهاء أي شخص، ولا أحاول أبداً تشتيت انتباه أحد… أنا هنا لمساعدة الجميع، وهذا ما أفعله عبر إطلاق هذه الحملة».
ولفتت جونز إلى أن وجود سباقين عن الدائرة نفسها تسبب بإرباك الناخبين خلال يوم الاقتراع، مشيرة إلى أن كثيرين منهم أعربوا عن قلقهم تجاه نزاهة العملية الانتخابية، بسبب التقلبات الكبيرة في النتائج التي تم نشرها تباعاً عبر الإنترنت.
وكانت جونز قد حلت ثانية في السباق عن المقعد لمدة سنتين بحصولها على 26,916 صوتاً (30.18 بالمئة) مقابل 27,803 أصوات (31.18 بالمئة) لطليب التي حسمت السباق لمصلحتها بفارق لم يتجاوز ألف صوت، وسط تأكيد المسؤولين الانتخابيين على دقة عملية فرز الأصوات.
ورغم فوزها بالسباق الفرعي عن مقعد الدائرة ١٣ (لمدة شهرين)، تنتظر جونز قراراً من لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب الأميركي، حول ما إذا كان يمكنها أن تبقى رئيسة للمجلس البلدي في ديترويت أثناء توليها عضوية الكونغرس لولاية جزئية. وقد يترتب عليها التخلي عن أحد المنصبين بعد انتخابات ٦ نوفمبر.
وعلى الأرجح لن تتخلى جونز عن منصب رئاسة المجلس البلدي التي انتخبت لتوليه لمدة أربع سنوات إضافية، العام الماضي، في حين ستقتصر ولايتها في الكونغرس حتى الثالث من كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩، حيث كان من المتوقع أن تؤدي طليب قسم اليمين كأول مشرعة مسلمة في تاريخ الكونغرس الأميركي بمجلسيه (الشيوخ والنواب).
فرص جونز
وفي الواقع تبدو فرص جونز لهزيمة طليب قليلة جداً، ولكنها ليست معدومة نظراً لقاعدتها الشعبية العريضة في ديترويت من جهة، وتراخي حملة المرشحة الفلسطينية الأصل من جهة أخرى. إلا أن الفوز في سباق انتخابي من خارج ورقة الاقتراع يعتبر عادة مهمة في غاية الصعوبة، خاصة في مثل هذا السباق، حيث اقترع أكثر من ٣٤ ألف ناخب مبكراً في ديترويت (قبل إعلان جونز ترشحها)، بحسب مدير الانتخابات في مكتب «كليرك» المدينة، دانيال باكستر.
ويشكل الأفارقة الأميركيون أغلبية الناخبين في «الدائرة ١٣» التي احتكر كونيرز تمثيلها لأكثر من خمسة عقود.
من جهتها، توجهت طليب إلى مناصريها في رسالة عبر البريد الإلكتروني لحشد الدعم لحملتها تفادياً لأية مفاجآت غير سارة. وقالت: «علمنا مؤخراً أن مرشحة منافسة أطلقت حملة لانتخابها كتابياً في الانتخابات العامة المقررة الأسبوع المقبل».
وتابعت المرشحة ذات التوجهات التقدمية الليبرالية، بالقول: «إن الناخبين في الدائرة ١٣ بميشيغن، لا يستحقون هذا التشتيت»، موضحة أنه «في الوقت الذي يحتاج فيه الناخبون في جميع أنحاء البلاد إلى أن يجتمعوا لانتخاب الديمقراطيين بطول قوائم الاقتراع وعرضها، بهدف محاسبة أجندة الكراهية والعنصرية لدونالد ترامب، فإن آخر ما نحتاج إليه هو أن يأتي شخص ما ويزرع الانقسام بيننا».
وأضافت: «لكن هذه المرشحة كتابياً التي هزمناها في الانتخابات التمهيدية بأغسطس، هي تذكير بأننا بحاجة إلى العمل كل يوم، من الآن وحتى يوم الانتخابات، لحث الناخبين على التصويت والفوز».
Leave a Reply