موجة نسائية زرقاء تطيح بالجمهوريين عن قيادة حكومة الولاية
ديترويت – «صدى الوطن»
وسط معدل إقبال غير مسبوق منذ أكثر من نصف قرن على انتخابات الحاكمية، موجةٌ نسائية زرقاء حملت الديمقراطيات غريتشن ويتمر ودانا نسل وجوسلين بنسون الثلاثاء الماضي إلى تصدر السباقات الانتخابية لقيادة حكومة ولاية ميشيغن لأربع سنوات قادمة، بفوزهن بمناصب الحاكم والمدعي العام وسكريتاريا الولاية على التوالي.
ويتمر التي ستصبح الحاكم الـ٤٩ في تاريخ ولاية ميشيغن، حققت فوزاً كبيراً على منافسها المدعي العام الحالي الجمهوري بيل شوتي الذي حصل على ٤٤ بالمئة من الأصوات مقابل ٥٣.١ بالمئة لويتمر التي نالت مع نائبها غارلين غيلكريست، ٢.٢٣ مليون صوت، مقابل ١.٨٤ مليون لشوتي ونائبته ليزا بوستاموس.
وفي سباق سكرتاريا الولاية، حققت الديمقراطية بنسون (٤٠ عاماً) فوزاً مريحاً على منافستها ماري تردر لانغ بحصولها على ٥٢.٦ بالمئة من الأصوات مقابل ٤٤.٢ بالمئة للمرشحة الجمهورية التي خسرت بفارق حوالي ٣٥٠ ألف صوت.
بنسون، العميد السابق لكلية الحقوق في «جامعة وين ستايت»، تعهدت خلال حملتها الانتخابية بتقليص فترة الانتظار لإنجاز المعاملات الرسمية في فروع سكرتاريا الولاية إلى ٣٠ دقيقة كحد أقصى، وقد كررت بنسون هذا التعهد في خطاب النصر، علماً بأنها المرة الثانية التي تخوض فيها بنسون السباق على المنصب بعد هزيمتها أمام السكريترة الحالية روث جونسون عام 2010.
أما السباق الأكثر احتداماً في انتخابات الثلاثاء الماضي، فكان على منصب المدعي العام بين رئيس مجلس نواب الولاية الحالي توم ليونارد، والمرشحة الديمقراطية دانا نسل التي تمكنت من حسم السباق لصالحها بفارق لم يتجاوز ٩٠ ألف صوت بحصولها على ١.٩٩ مليون صوت.
وأقر ليونارد صباح الأربعاء بهزيمته في اتصال هاتفي مع منافسته الديمقراطية مهنئاً اياها بالفوز.
وقد تعهدت نسل خلال حملتها بملاحقة قضايا تلوث المياه والبيئة والرعاية الصحية والتركيز على حماية المستهلك، إضافة إلى حماية مجتمع المثليين جنسياً من جرائم الكراهية، مع الإشارة إلى أن نسل نفسها متزوجة من امرأة أخرى وتعد أبرز المحامين عن حق المثليين بالزواج وتبني الأطفال.
قيادة جديدة
الثلاثي النسائي ستتولّين مناصبهن مطلع العام القادم، لقيادة السلطة التنفيذية في ميشيغن، بعد ثماني سنوات من حكم الجمهوريين شهدت الولاية خلالها تعافياً اقتصادياً وانخفاضاً ملحوظاً في معدلات البطالة.
في المقابل، لن تكون سلطة الديمقراطيين، حيث احتفظ الجمهوريون بقبضتهم على السلطة التشريعية عبر احتفاظهم بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
وفي خطاب النصر بـ«كازينو متور سيتي» في ديترويت، قالت الحاكمة الديمقراطية المنتخبة، «ربما ذهب كل منا إلى صناديق الاقتراع لأسباب مختلفة جداً، لكننا اليوم كميشغندريين خرجنا لأننا جميعاً نحب هذه الولاية ولأننا نريد ميشيغن أن تعمل لكل واحد منا.. بغض النظر عن المكان الذي ولدت فيه، وكم من المال في جيبك، أو مظهرك، أو من تعبد، أو من تحب».
وفيما كان شوتي يلقي خطاب الاعتراف بالهزيمة في لانسنغ، تعهدت ويتمر أمام أنصارها في ديترويت بالعمل على تطبيق وعودها الانتخابية بـ«إصلاح الطرق اللعينة» وحماية تغطية الرعاية الصحية «مديكيد» لذوي الدخل المنخفض، وحماية هواء ومياه ولاية ميشيغن.
وستكون ويتمر (٤٧ عاماً) ثاني امرأة تتولى منصب الحاكم في ولاية ميشيغن، بعد الحاكمة الديمقراطية السابقة جنيفر غرانهولم (٢٠٠٣–٢٠١٠).
وسبق لويتمر أن قضت ١٤ عاماً في مجلس ميشيغن التشريعي (٦ سنوات في مجلس النواب و٨ في الشيوخ) تميزت خلالها بعقد الصفقات بين الحزبين لاسيما خلال توليها زعامة الأقلية في مجلس الشيوخ.
وتفوّقت حملة المرشحة الديمقراطية على شوتي، بجمع التبرعات الانتخابية حيث حصلت على أكثر من ١١ مليون دولار مقابل ٩ ملايين لحملة المرشح الجمهوري.
مرحلة انتقالية
وقد ابدت الحاكمة الديمقراطية المنتخبة، باستعداداتها لتولي منصبها الجديد مطلع العام القادم، فيما وعد الحاكم الجمهوري الحالي ريك سنايدر بمساعدتها لتحقيق انتقال سلس للسلطة.
وأعلنت ويتمر يوم الأربعاء الماضي عن فريق انتقالي يضم الطبيبة العراقية الأميركية التي كشفت أزمة تلوث مياه فلنت، د. منى حنا–عتيشا، والمدعي العام الفدرالي السابقة في شرق ميشيغن باربرا ماكويد، ورئيس بلدية ديترويت الأسبق السابق دنيس آرتشر، فيما سيتولى إدارة الفريق الانتقالي المحامي اليهودي الأميركي البارز مارك بيرنستين.
والتقت ويتمر، مساء الأربعاء الماضي بالحاكم ريك سنايدر في لانسنغ، عقب ساعات من إعلان فوزها على المرشح الجمهوري بيل شوتي الذي لم يحظ بدعم سنايدر الانتخابي رغم انتمائهما للحزب المشترك.
وقالت ويتمر للصحفيين في وقت سابق من اليوم «أشعر بالتواضع والحماس للذهاب إلى العمل»، «لدينا 55 يوماً من الآن وحتى مطلع العام وهناك الكثير لإنجازه».
وأقرت ويتمر بأن الولاية لها حاكم واحد فقط، مؤكدة أنها ستظهر كامل الاحترام الواجب للإدارة الحالية حتى انتهاء ولايتها.
ومن جانبه، لفت سنايدر، إلى أنه لا يزال لديه أعمال غير منتهية سيعمل على إنجازها خلال الفترة المتبقية من حكمه، مشيراً إلى أن إدارته بدأت العمل منذ سنة تقريباً لإعداد خطة انتقال سلسلة للحكم «وحان الآن وقت تطبيقها».
وأضاف في بيان «من المهم أن نمر بمرحلة انتقالية سلسة ومحكمة حتى تتمكن الحاكمة المنتخبة ويتمر من وضع قدمها على دواسة الوقود منذ اليوم الأول للمساعدة في الحفاظ على زخم ولاية ميشيغن».
كذلك يضم فريق ويتمر الانتقالي سياسيين متقاعدين وممثلين عن القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية.
وفي تعليقها على اختيارها ضمن فريق ويتمر الانتقالي، قالت طبيبة الأطفال الكلدانية الأصل –عتيشا– إن «انتخاب ويتمر يشكّل منارة أمل لولاية ميشيغن»، مؤكدة حماسها الشديد للعمل إلى جانب الحاكمة الجديدة، من أجل ضمان النجاح لجميع أطفال الولاية عبر تعزيز التعليم والرعاية الصحية وحماية البيئة والصحة العامة.
ويتمر تدرس إصدار عفو عام عن المدانين بجرائم الماريوانا
ألمحت حاكمة ميشيغن المنتخبة غريتشن ويتمر في أولى تصريحاتها بعد الانتخابات، إلى أنها قد تصدر أمراً تنفيذياً بالعفو عن السجناء المحكومين بقضايا تتعلق بجرائم الماريوانا عقب موافقة ناخبي الولاية على تشريع هذه النبتة المخدرة في استفتاء عام الثلاثاء الماضي.
وقالت ويتمر في أول مؤتمر صحفي بعد فوزها على منافسها الجمهوري بيل شوتي، إن قرار الناخبين بتشريع الماريوانا يعني أنه «لا ينبغي لأحد أن يحمل سجلاً جنائياً لمدى العمر بسبب هذا السلوك».
وفي تصريح لاحق، أوضح زاك بول، المتحدث باسم الحاكمة المنتخبة، بأن المسار الأمثل لإلغاء إدانات الماريوانا السابقة سيكون عبر المجلس التشريعي، ولكن في حال تعذر ذلك بسبب سيطرة الجمهوريين على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، فقد تلجأ ويتمر إلى سلطاتها التنفيذية لإصدار عفو عن المدانين.
وأشار بول إلى أنه «أعتقد بأن من غير الواضح ما إذا كان قانون ميشيغن يعطي الحاكم سلطة إلغاء إدانات جرائم الماريوانا، «لكن (ويتمر) ترى أن الناخبين قد قالوا كلمتهم، وأن الأشخاص الذين يقضون أحكاماً بسبب جرائم ارتكبوها في السابق وأصبحت قانونية الآن، يستحقون معالجة لأوضاعهم».
Leave a Reply