ديترويت – «صدى الوطن»
في الوقت الذي تشهد فيه ديترويت تعافياً اقتصادياً ملحوظاً ونهضة عمرانية متسارعة، تشتد حاجة المدينة إلى الأيدي العاملة والخبرات المهنية التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال عقود من الكساد والإهمال والجريمة أوصلت «عاصمة السيارات» في العالم إلى شفير الإفلاس عام 2013.
وعلى ضوء النهضة العمرانية الجديدة التي تشهدها المدينة، العائدة بقوة إلى المشهدين التنموي والاقتصادي، أقامت شركة «بدروك» Bedrock العقارية، بالتعاون مع شركة مقاولات البناء «بارتون مالو» Barton Malow، يوم الأربعاء الماضي معرضاً ضخماً للوظائف في مركز «كوبو» بوسط ديترويت، امتد من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الرابعة عصراً، وشهد حضور مئات الباحثين عن فرص العمل، وتم إعلان المنظمين عن حاجتهم إلى آلاف عمال البناء.
وشارك في المعرض عشرات المؤسسات والشركات التجارية التي تمتلك برامج لدمج المهنيين وأصحاب المهارات في سوق العمل من خلال مساعدتهم على إيجاد الفرص التي تتلاءم مع خبراتهم، إضافة إلى برامج أخرى توفر ورشاً مدفوعة الأجر لتدريب الأفراد الذين يفتقدون للخبرات اللازمة، خاصة الأشخاص المستعدين للعمل في مجال البناء، من صب الإسمنت إلى الكهرباء والسمكرة والنجارة والتبليط وإصلاح السقوف وغيرها.
وتشتد حاجة المدينة إلى الآلاف من العمال وأصحاب الخبرات، للعمل في المشاريع العمرانية العملاقة التي تسعى شركة «بدروك» –المملوكة للمستثمر العقاري البارز دان غيلبرت– إلى إنجازها خلال السنوات القادمة، والتي تتضمن تشييد أعلى ناطحة سحاب في المدينة على شارع وودورد (موقع متاجر هادسون سابقاً)، وبناء سجن ومجمع عدلي جديد لمقاطعة وين على شارع إيست وورن، إضافة إلى مجمع «مونرو بلوكس» السكني–التجاري في الدوانتاون ومشاريع أخرى.
وإضافة إلى مشاريع «بدروك»، تستعد ديترويت لمشاريع ضخمة أخرى أبرزها بناء جسر دولي جديد مع كندا، وتطوير محطة القطارات المركزية المهجورة على شارع ميشيغن أفنيو لتصبح مقراً تكنولوجياً لشركة «فورد» لصناعة السيارات.
وشارك في المعرض الذي استقطب المئات من سكان ديترويت والمدن المجاروة واتحادات عمالية عرضت خدماتها وبرامجها المصممة لتدريب القوى العاملة، إضافة إلى مراكز ومؤسسات اجتماعية لمساعدة المتقدمين للوظائف في التغلب على العقبات التي قد تحد من فرصهم.
«صدى الوطن» زارت المعرض، ورصدت الفرص الثمينة التي يمكن أن يستفيد من الأفراد الذين يفتقدون للخبرات المهنية، ممن يرغبون بامتهان أعمال البناء التي تشهد ازدهاراً متزايداً بعد تعافي السوق العقارية في منطقة ديترويت.
وفي القسم المخصص للشركات العاملة في مجال السباكة، أفاد الموظف المسؤول في «جمعية المتعاقدين الميكانيكيين بديترويت» (أم سي أي ديترويت) بأن لدى المؤسسة برنامجاً لتأهيل المتدربين للحصول على شهادة مزاولة أعمال السمكرة التي يحتاجها سوق ديترويت، مضيفاً لـ«صدى الوطن» بأن الأعضاء الذين يكملون البرنامج بنجاح، سيحصلون على (30–38) كريديت دراسية في اختصاص العلوم التطبيقية، مشيراً إلى أن العاملين في هذا المجال يضمنون الحصول على دخل سنوي جيد.
وفي «قسم التدريب الإقليمي لكلية مقاطعة وين»، عرض المسؤولون برنامجاً مجانياً لتعليم قيادة الشاحنات للأفراد الذين يقل دخلهم السنوي عن 50 ألف دولار. وأشاروا إلى أن تكلفة تعليم قيادة القاطرات في المدارس الخاصة تبلغ ما بين 3500–4500 دولار.
وفي القسم المخصص لأعمال الإسمنت، شرح الموظف لمجموعة من الباحثين عن فرص العمل، ازدياد الطلب على هذه المهنة التي توفر دخلاً سنوياً جيداً، دون الحاجة إلى أية مؤهلات علمية إلا في الحدود الدنيا، لافتاً إلى أن مؤسسته توفر برنامجاً مدته 18 يوماً من التدريب على كافة أعمال الإسمنت.
وقد تميز المعرض بوجود مروحة واسعة من الخيارات المعروضة أمام الزائرين الذين توافدوا إلى المعرض بحثاً عن أفضل الفرص لتحسين مداخليهم، والاستفادة من التغيرات الاقتصادية الإيجابية التي تشهدها مدينة ديترويت.
وسجلت «صدى الوطن» غياباً كلياً للعرب عن المعرض، لدرجة أنه لم يتسن رصد عربي واحد في مختلف أجنحة المعرض!
Leave a Reply