لوس أنجليس – في أسوأ حرائق تشهدها ولاية كاليفورنيا في التاريخ، أعلنت السلطات يوم الخميس الماضي عن ارتفاع ضحايا حرائق الغابات المشتعلة في شمال ووسط الولاية، إلى 59 قتيلاً وحوالي ٣٠٠ مفقود، في أحدث إحصائية رسمية (قبل صدور هذا العدد).
وكثفت السلطات، خلال الأسبوع الماضي عمليات البحث عن الضحايا الذين دفنوا تحت أنقاض خلفها حريق «كامب فاير» الذي اندلع الأسبوع قبل الماضي ودمر بلدة بارادايس الراقية التي تقع على بعد حوالي 280 كيلومتراً إلى الشمال من سان فرانسيسكو. وصنف «كامب فاير» أكثر حرائق الغابات فتكاً في تاريخ الولاية.
وأكد مسؤولون، احتواء حوالي 40 بالمئة من حريق «كامب فاير» الذي أتى على حوالي 140 ألف هكتار، و57 بالمئة من حريق «وولزي فاير» الذي اندلع على مساحة حوالي 98 ألف هكتار ضمن مقاطعتي لوس أنجليس وفونتيرا. ودمر الحريقان الكبيران أكثر من 10 آلاف بناية تجارية وسكنية.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون، الذي تجول هو ووزير الشؤون الداخلية الأميركي راين زينكي ومسؤولون آخرون في المناطق المنكوبة إن «المكان يبدو مثل ساحة حرب». وخلال الأسبوع احترق أكثر من 230 ألف هكتار في كاليفورنيا، وهي مساحة أكبر من مدينتي شيكاغو وبوسطن معاً. إلى ذلك، أجبرت النيران، السلطات على إصدار أوامر إجلاء لربع مليون شخص في مقاطعتي فنتورا ولوس أنجليس ومجتمعات ساحلية أخرى من بينها ماليبو.
تجتذب مدينتا ماليبو وكالاباساس في ولاية كاليفورنيا النجوم من أمثال باربرا سترايسند وتوم هانكس وبريتني سبيرز للسكن بحثاً عن إطلالة على المحيط وابتعاداً عن الضجيج إلا أن حريق الغابات المستعر الذي اجتاح المنطقة دفع الكثير من المشاهير لترك منازلهم هناك.
وخلال الـ30 يوماً الماضية، عملت فرق الإطفاء على مكافحة أكثر من 500 حريق في كاليفورنيا، بحسب وكالة الغابات والحماية من الحرائق في الولاية.
وفي ظل توقع العثور على مزيد من الضحايا، طلبت السلطات مساعدة الحرس الوطني عبر إرسال 100 من عناصره لينضموا إلى فرق الطب الشرعي والمشارح المتنقلة والكلاب المدربة على اكتشاف الجثث في المناطق التي دمرتها النيران. ويركز البحث على القليل مما تبقى من بارادايس الواقعة بمقاطعة بيوت.
ولا يزال هناك مئات المفقودين الذين لم يسمع عنهم أقاربهم وأصدقاؤهم أي شيء، وتوجه الكثيرون إلى الملاجئ والمستشفيات على أمل العثور عليهم.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقد مطلع الأسبوع حكومة كاليفورنيا، ملقياً باللوم في الحرائق على «سوء إدارة الفادح للغابات».
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «لا سبب آخر وراء هذه الحرائق الهائلة والمميتة والمكلفة في كاليفورنيا سوى أن إدارة الغابات سيئة جدا».
وأضاف «تُمنح مليارات الدولارات كل عام، وتفقد أرواح كثيرة جداً، وكل هذا بسبب سوء الإدارة الفادح للغابات. أصلحوا الأمر الآن وإلا فلن يكون هناك مزيد من المخصصات الفدرالية!».
Leave a Reply