ديترويت – أصدرت محكمة ديترويت الفدرالية حكماً بالسجن لمدة ١٤٤ شهراً على لبناني أميركي لدوره في تزعم عصابة للاحتيال على مؤسسات تجارية بملايين الدولارات.
سباستيان رستم (49 عاماً) –المعروف أيضاً باسم سام عجمي وهو من سكان ديربورن هايتس– أقر بتهمتي التآمر للاحتيال عبر البريد والتحويلات المالية، وفقاً للمدعي العام الفدرالي في شرق ميشيغن ماثيو شنايدر.
وبالإضافة إلى عقوبة السجن، أمرت المحكمة رستم بدفع أكثر من مليوني دولار كتعويضات لضحاياه. وبحسب تفاصيل القضية، قام رستم بتجنيد ستة متهمين آخرين، من بينهم محامٍ، للاحتيال على نحو 80 من أصحاب الأعمال التجارية بين العامين 2010 و2014. وكان رستم ومساعدوه يوهمون أصحاب الأعمال التجارية من جميع أنحاء البلاد بأنهم سيحصلون على قروض تجارية بمبلغ يصل إلى 10 ملايين دولار من مقرضين خاصين.
وبقصد الاحتيال، خدعت عصابة رستم هؤلاء لدفع رسوم مسبقة –أحياناً تصل إلى أكثر من 100,000 دولار– بزعم أنها لتغطية تكاليف متطلبات أولية مثل التقييم العقاري والدراسات البيئية والتدقيق المالي. وقيل لأصحاب الأعمال التجارية إنه في حال لم تتم الموافقة على قروضهم، فسيكون بإمكان استرداد المبالغ التي دفعوها.
لكن في الواقع، كان رستم وزملاؤه يتقاسمون تلك الأموال فيما بينهم، ولم يكن هناك أصلاً مقرضين خاصين ولم يحصل الضحايا على أية قروض على الإطلاق.
وحكم على المتهمين الآخرين في القضية بأحكام تراوحت بين المراقبة لمدة سنتين والسجن لمدة ٣٧ شهراً.
وقال شنايدر في بيان صحفي «إن المتهمين كانوا يستهدفون أصحاب الأعمال التجارية الضعفاء الذين كانوا يكافحون لإنقاذ شركاتهم في الأوقات الاقتصادية الصعبة»، مؤكداً أن مكتبه «سيستمر في مقاضاة المحتالين على نطاق واسع حتى نتمكن من تحقيق العدالة لضحاياهم».
من جانب آخر، تيموثي سلايتر، الوكيل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في ديترويت، وصف رستم في بيان بأنه «رجل نصّاب» سرق ملايين الدولارات من أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة الذين كانوا يعانون من شحّ القروض في أعقاب الركود الاقتصادي بعد العام 2008، مؤكداً أن الأموال التي سُرقت كانت لها عواقب وخيمة على العديد من ضحاياه.
ولفت سلايتر إلى أن الحكم الصادر ضد رستم يجب أن يبعث برسالة واضحة إلى جميع المحتالين المحتملين، بأن الـ«أف بي آي» سيواصل ملاحقة المحتالين وتقديمهم إلى العدالة.
احتيال ومحاولة اغتيال
يشار إلى أنه في العام 2009، كان رستم هدفاً لتحقيق واسع النطاق أُطلق عام 2007 بالتعاون بين مكتب الادعاء العام الفدرالي ومكتب الادعاء العام في مقاطعة وين لمكافحة عمليات الاحتيال على نظام الرهن العقاري، ليتبين للمحققين أن رستم قام بتوظيف قاتل مأجور لاغتيال مساعد الادعاء العام في مقاطعة وين حينها، المحامي عبد حمود، الذي كان يتولى الإشراف على القضية، قبل انضمامه لاحقاً إلى مكتب الادعاء العام الفدرالي.
وبحسب وثائق المحكمة، أخبر رستم في آذار (مارس) 2009، موظفاً سابقاً يدعى علي حراجلي بأنه تعاقد على قتل حمود، وأن العملية ستُنفّذ في المرة القادمة التي يسافر فيها إلى لبنان لزيارة عائلته.
وفي عام 2014، حُكم على رستم بالسجن لمدة 51 شهراً بتهم احتيال أخرى.
وتشير سجلات المحكمة إلى أن رستم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1978 وحصل على الجنسية الأميركية عام 1990.
Leave a Reply