• مريم شهاب
ثمة طفل يسكن في أعماق كلٍ منا. يستمتع بالألعاب والكتب والأعياد…
أيضاً، ثمة إحصائيات تقول إن أكثر زائري ملاهي «ديزني لاند» في ولاية فلوريدا، هم الكبار سواء لديهم أبناء أو أحفاد أو لا.
يستيقظ الطفل الغافي ويعربش فوق درجات أحلامك.
أنا واحدة من هؤلاء الكبار أو الأجداد الذين يحبون أن يرجعوا أطفالاً ليشاركوا أحفادهم، طفولتهم وبراءتهم وألعابهم وأغانيهم وكتبهم، وتسحرني حكايات الخيال والرسوم الملونة التي يكتبها ويرسمها بصدق للأطفال، مبدعون قلّما يجدون ناقداً يطالعها ويكتب عنها.
ومع أحفادي وبسببهم، زرت عدة مرات مدينة الأحلام في ديزني، وبهرتني الأميرات والساحرات في عالم طفولي خالٍ من السياسة والحروب والجوع والبرد. حتى ولو كان هذا العالم خيالياً وغير منطقياً لكنه في الواقع هو رحلة افتراضية طفولية حافلة بالدهشة، محفوفة بالمخاطر ومزينة بالمرح وتوَّاقة إلى دنيا الأمل.
مع الأحفاد أيضاً، وبسببهم، زرت أغلب المتاحف والمكتبات والحدائق وحديقة الحيوان المشهورة في ديترويت. ويوم الأحد الماضي زرنا «الداونتاون»: زينة وفرح وبهجة وناس
مئات يمشون ويتسوّقون ويستمتعون بنشاطات أغلبها للصغار. وراحت نفسي الأمَّارة بالحشرية تسأل: ولمَ لا يفرح الناس هنا؟ لا هموم، لا حروب، لا جوع، لا خوف، ولا ضياع.. وأماكن الترفيه العامَّة كبيرة وشاسعة ولا ينقصها سوى الناس.
زينات خلّابة مموّلة من شركات كبرى، جو آمن وبهيج، أفراد الشرطة ودودون بمناسبة ميلاد السيِّد المسيح، ينبوع النقاء والهناء وإدراك الحقيقة البسيطة العظيمة: بالمحبة وحدها يسعد البشر. هذه المناسبة تستحق الزينة وتستحق الفرح مع الأحفاد.
أعلم جيداً أن خلف هذه الزينات قلوب مجروحة ونفوس حزينة. أعتذر منهم لأنني أتحدث عن فرح أعيشه مع أحفادي، وآمل أن تحمل لهم الأعياد القادمة دفء المسيح وبركة محبته.
Leave a Reply