فاطمة هاشم
مالك مكتبي منذ سنوات يسبر أغوار المجتمع اللبناني مستخرجاً قصصاً واقعية هي أقرب إلى الخيال بحماس إنساني قل نظيره على الشاشات.
منذ سنوات تعودنا على رؤيته وهو يزرع الابتسامات على وجوه الفقراء والمعذّبين وذوي الاحتياجات الخاصة.. أما قصة الأسبوع الفائت التي تناولها مالك في برنامجه فتكاد تكون أمّ القصص، وهي بلا شك تستحق المشاهدة.
تتلخص القصة في أن فتاة بمقتبل العمر تعاني من إعاقة في رجلها ويدها. لكنها بالرغم من ذلك تحدت تلك الإعاقة فانخرطت في العمل لتلبي احتياجاتها وتمشية أمور معيشتها. أحبت شاباً وبادلها الحب نفسه، وبقيا زمناً يتقابلان ويتبادلان مشاعرهما العاطفية إلى أن طلب حبيبها يدها للزواج، فعارضه أهله بشدة بذريعة عوق البنت.
ولأنه مقعد وعاطل عن العمل ويعيش على نفقة أهله، اضطر الشاب حينها إلى التخلي عن حبيبته وطي صفحة الحب الذي جمعهما. لكن الشابة لم تستسلم فلجأت بعد طول معاناة، إلى المنقذ مالك مكتبي عله يساعدها في أزمتها.. وهكذا كان، لتنتهي الحلقة المؤثرة بتبادل محابس الزواج بين الحبيبين في مشهد مسيل للدموع الغزيرة.
كان لحكاية هذين العاشقين المعوقين، وقع بالغ في قلبي، وذلك لمعرفتي بتعامل البعض اللاإنساني مع ذوي الاحتياجات الخاصة –حتى هنا في الولايات المتحدة حيث للإنسان قيمة عموماً– فهؤلاء هم كائنات بشرية مثلنا يتأثرون بما نتأثر به ويشعرون بما نشعر به من دواعي الحب والرغبة في الزواج والإنجاب وقبل ذلك في التحصيل العلمي، لذلك يتوجب الإحساس بهم ومعاملتهم كما لو كانوا من دون أيه إعاقة.
وأخيراً، لنجعل الإنسانية والرحمة هدفنا، ذلك لأن الذي ابتلاهم قادر على ابتلائنا. عافاكم الله!
Leave a Reply