ديترويت
بكفالة قياسية بلغت 7 ملايين دولار، قرر القاضي في محكمة ديترويت الفدرالية ستيفن مورفي، الثلاثاء الماضي، الإفراج عن طبيب هندي أميركي متهم بتزعم شبكة للاحتيال على نظام الرعاية الصحية بنصف مليار دولار.
وكان الادعاء العام الفدرالي في ديترويت قد وجه مطلع الشهر الماضي اتهامات جنائية للطبيب الجرّاح راجيندرا بوثرا (77 عاماً) وخمسة أطباء آخرين من منطقة ديترويت بتشكيل شبكة لترويج الحبوب المخدرة والاحتيال الطبي من خلال عيادتين لمعالجة الألم يملكهما بوثرا في مقاطعة ماكومب.
وتعتبر هذه الكفالة هي الأكبر في تاريخ ولاية ميشيغن، متخطية الكفالة التي فُرضت على الطبيبة الهندية الأميركية جومانا ناغاروالا عقب اتهامها بإجراء عمليات ختان الإناث في عيادة بمدينة ليفونيا. وحددت المحكمة كفالتها حينها عند 4.5 مليون دولار.
وفرض القاضي الفدرالي شروطاً قاسية على بوثرا للتأكد من عدم فراره خارج البلاد بانتظار مواصلة محاكمته في تموز (يوليو) المقبل.
وشملت شروط الإفراج، الإقامة الجبرية في المنزل، وارتداء سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته بواسطة نظام GPS، إضافة إلى مصادرة جوازي سفر زوجته وابنته خشية سفرهما إلى الهند حيث لبوثرا استثمارات وعلاقات وطيدة والعديد من الأشقاء. كما أنه حاصل على أعلى تكريم مدني في الهند، والمعروف باسم وسام «بادماشري».
ووافق الطبيب المتهم على دفع سند الكفالة عبر تصفية حساب تقاعدي بقيمة 8.5 مليون دولار. كما فرضت عليه المحكمة الكشف عن جميع أصوله المالية والعقارية تحت قسم اليمين.
ولم يحدد الادعاء العام الفدرالي، حتى الآن، حجم الأصول التي يملكها بوثرا والتي تقدر بنحو 35 مليون دولار، وفق ما نقلت صحيفة «ديترويت نيوز»، ومن بينها جزيرة خاصة وقصر فخم وحسابات مصرفية ضخمة داخل وخارج الولايات المتحدة إضافة إلى شركة عقارية تمتلك 22 عقاراً في أنحاء منطقة ديترويت الكبرى، من بينها عقارات سكنية وتجارية بقيمة 2.8 مليون دولار في وسط مدينة رويال أوك، وفقاً لمساعد الادعاء براندي ماكميليون.
وتعمل السلطات على تحديد ما إذا كانت الممتلكات قد تم شراؤها من عائدات النشاط الإجرامي المزعوم لشبكة بوثرا، تمهيداً لمصادرتها.
والجدير بالذكر أن بوثرا –وهو من سكان بلومفيلد هيلز– يمارس مهنة الطب في مدينة وورن منذ 30 عاماً، معروف كطبيب بارع وناشط سياسي، ومتبرع سخي للفقراء والمرضى في الهند، لاسيما في مجال التوعية حول مرض الأيدز والإدمان على المخدرات والتبغ والكحول.
غير أنه كان أيضاً يملك عيادتين لعلاج الآلام في مدينتي وورن وإيستبوينت، وصفهما الادعاء العام الفدرالي بأنهما كانا محور نشاط إحدى أكبر شبكات الاحتيال الطبي في الولايات المتحدة، حيث تم من خلالهما تحرير أكثر من 13 مليون وصفة غير شرعية للحبوب المسكنة، إضافة إلى تقديم علاجات وهمية أو غير ضرورية على حساب «مديكير» و«مديكيد»، مثل حُقَن الظهر.
وقال الادعاء العام الفدرالي إنه من أجل إثراء أنفسهم، وصف الأطباء الستة –بين العامين 2013 و2018– كمية كبيرة من الأقراص المسببة للإدمان للمرضى، بما في ذلك «أوكسيكونتن» و«بريكوست» و«فيتكودن» و«أوبانا»، مما ساهم في تأجيج آفة الإدمان على المخدرات القاتلة مثل الهيروين والفنتانيل والكارفنتانيل.
يشار إلى أن الأطباء الخمسة المتهمين إلى جانب بوثرا هم: أريك باخوس (65 عاماً)، جانيو إيدو (50 عاماً)، ديفيد لويس (41 عاماً)، كريستوفر روسو (50 عاماً)، ورونالد كوفنر (68 عاماً).
Leave a Reply