إطلاق نار في محطة وقود يودي بحياة مهاجرعراقي .. ويُحزن الجالية
ديترويت
أعلن مكتب الادعاء العام بمقاطعة وين، في بيان صحفي أصدره الأربعاء الماضي، أن قاتل المهاجر العراقي علي عدنان التميمي لن يواجه أية تهم جنائية لأنه تصرف من منطلق الدفاع عن النفس في الحادثة التي وقعت بعد ظهر السبت الماضي في محطة وقود بمدينة إنكستر.
وكان التميمي (32 عاماً) قد أردي قتيلاً بعدة طلقات نارية، إثر خلاف في محطة للوقود عند تقاطع شارعي ميشيغن أفنيو وميدلبلت، وذلك في أعقاب مشادة كلامية بينه وبين ثلاثة عمال صيانة لإحدى شركات الاتصالات الهاتفية.
وخلال لحظات تصاعد الخلاف في موقف للسيارات بالمحطة، ليتحول الأمر إلى مشاجرة بادر خلالها الجاني (25 عاماً) إلى لكم الضحية في وجهه.
وبحسب البيان الصحفي الصادر من مكتب المدعي العام بمقاطعة وين، كيم وورذي، توصلت التحقيقات إلى أن مطلق النار هو من بادر أولاً بالاعتداء على التميمي بتوجيه لكمة إلى وجهه دون أن يوقعه أرضاً، قبل أن يبتعد عنه متراجعاً.
إلا أن التميمي –بحسب البيان– ردّ بسحب مسدسه وتصويبه نحو الشاب (25 عاماً) الذي اعتدى عليه. وفي تلك اللحظة، قام الأخير بسحب مسدسه وأطلق عدة عيارات نارية تسببت بمقتل التميمي، بحسب ما أظهرته لقطات الفيديو المسجلة للحادث.
ونوّه البيان بعدم صحة الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، والتي أفادت بأن الضحية أسقط مسدسه خلال العراك، وأن القاتل التقطه وأطلق منه الرصاص على التميمي.
ويذكر أن القاتل بقي في مسرح الحادثة حتى وصول الشرطة التي تحرزت على مسدسه.
وأشار البيان إلى أن «مذكرة البحث والقبض على الجاني تعتبر لاغية»، باعتبار أن القاتل «كان له الحق في استخدام القوة المميتة للدفاع عن نفسه، لأنه كان لديه اعتقاد معقول ومقبول بأنه يواجه الموت الوشيك، أو أن أذى جسدياً كبيراً، سيلحق به».
حزن في الجالية
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، خيّم الحزن والذهول على أوساط الجالية العربية في منطقة مترو ديترويت، حداداً على الفقيد الذي هاجر من العراق إلى الولايات المتحدة الأميركية سعياً وراء حياة كريمة وآمنة، لكن الأقدار لم تمهله لتنشئة عائلته وأطفاله الثلاثة (4 و5 و10 سنوات).
وقد نعى إمام «مركز كربلاء الإسلامي» بديترويت، الشيخ هشام الحسيني، الفقيد التميمي، وقال: «كان واحداً من أبناء جاليتنا الرائعين. كان مواطناً صالحاً يكدح بجد، وكان يدفع الضرائب».
ووصف التميمي وزملاءه بأنهم «أشخاص طيبون للغاية، ويلتزمون بالأخلاق والقيم في أعمالهم وفي علاقاتهم مع المجتمع».
أحد أصدقاء الضحية، أكد لـ«صدى الوطن» بأن المرحوم «كان صديقاً عظيماً، وكان محبوباً من قبل الجميع». وأضاف «لقد ترك وراءه ثلاثة من الملائكة»، في إشارة إلى أبنائه. وتابع: «نحن عراقيون، غادرنا بلادنا وجئنا إلى الولايات المتحدة من أجل الحرية والحياة الكريمة. والآن.. لدينا ثلاثة ملائكة يتامى».
الضحية، وهو من سكان مدينة ديربورن، كان الأكبر بين إخوته الأربعة، وكان المعيل الوحيد لأبويه وأخواته وزوجته وأطفاله الثلاثة.
دريد أحمد، وهو أحد أقارب الضحية، قال: «لقد غادرنا العراق من أجل الحرية والفرص، وبعد وقت قصير من وصول التميمي إلى الولايات المتحدة، قُتل». أضاف «كعرب، نحن بحاجة لأن نكون يداً واحدة، ونحن بحاجة إلى الحرية والأمان».
وتساءل بعض أصدقاء الفقيد وأقاربه: «أين هي العدالة؟ العديد من أبناء جاليتنا لا يعرفون لماذا مضى التميمي بهذه السرعة وبأي ذنب».
وكانت مراسم جنازة التميمي قد أقيمت في «مركز كربلاء الإسلامي»، الاثنين الماضي، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة «ميموريال غاردنز» الإسلامية، بمدينة وستلاند.
وأطلقت –خلال الأيام الماضية– جهود لجمع التبرعات لتغطية تكاليف الجنازة والدفن، وكذلك لمساعدة عائلة الفقيد.
وقد أنشئت صفحة لجمع التبرعات للعائلة على موقع «gofundme» وقد فاقت التبرعات من مئات أبناء الجالية حاجز 20 ألف دولار في غضون ثلاثة أيام.
يمكن التبرع عبر زيارة الرابط التالي: https://bit.ly/2B3v0Zn
Leave a Reply