واشنطن
استعرض مدير المخابرات الوطنية الأميركية دان كوتس أمام الجلسة السنوية للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، «تقدير التهديدات في العالم»، واصفاً روسيا والصين بأنهما أكبر تهديد يتعلق بالتجسس والهجمات الالكترونية على الولايات المتحدة، وهما أكثر تقارباً مما كانتا عليه على مدى عقود.
أما في الشرق الأوسط، فقد أكد كوتس، أن حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، ستستعيد في 2019 باقي أراضي البلاد الخاضعة لسيطرة المعارضة مع تجنب المواجهة مع إسرائيل وتركيا.
وجاءت تصريحات كوتس أمام لجنة المخابرات التي استمعت أيضاً إلى شهادات مديري وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي، بعد أسابيع من تأكيد ترامب الانتصار على تنظيم «داعش»، تمهيداً للانسحاب من سوريا، في خطوة أقلقت مؤسسة الدفاع الأميركية وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. كما جاءت قبل أسابيع من قمة ثانية يخطط ترامب لعقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، للتفاوض على نزع أسلحتها النووية.
وأضاف دان كوتس إنه مع سعي الصين وروسيا لتوسيع نفوذهما العالمي يبتعد بعض حلفاء الولايات المتحدة عنها في رد على تغيير السياسات الأميركية بشأن الأمن والتجارة.
وأكد كوتس «الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية تستخدم على نحو متزايد، العمليات الإلكترونية لتهديد كل من العقول والأجهزة بعدد متواتر من الأساليب لسرقة المعلومات والتأثير على مواطنينا أو تعطيل البنية الأساسية المهمة».
وقال «النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتعرض لضغط متزايد وسط استمرار التهديدات الإلكترونية وانتشار أسلحة الدمار الشامل والتنافس في الفضاء والصراعات الإقليمية».
ولفت أيضاً إلى أن من المرجح أن خصوم الولايات المتحدة بدأوا يتطلعون بالفعل إلى التدخل في الانتخابات الأميركية التي تجري في 2020 ويقومون بتحسين قدراتهم وإضافة أساليب جديدة.
وأكد أن جهود روسيا في مجال وسائل التواصل الاجتماعي ستستمر في التركيز على تضخيم التوترات الاجتماعية والعرقية وتقويض الثقة في السلطات وانتقاد الساسة الذين ترى أنهم مناهضون لروسيا.
سوريا
أكد كوتس، أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ستستعيد في 2019 باقي أراضي البلاد الخاضعة لسيطرة المعارضة مع تجنب المواجهة مع إسرائيل وتركيا.
وقال كوتس في كلمة ألقاها الثلاثاء الماضي أمام لجنة الاستخبارات، مقدماً تقريره عن «تقدير التهديدات في العالم»، إن قوات الرئيس السوري «هزمت المعارضة لدرجة كبيرة وتسعى حالياً لاستعادة السيطرة على كامل أراضي الدولة».
وأوضح أن السلطات السورية ستحاول بالدرجة الأولى استعادة الأراضي الخاضعة حالياً لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب وشرق البلاد، مع «إعادة الإعمار في المناطق التي يؤيد سكانها الحكومة بالتوازي مع تعزيز اتصالاتها الدبلوماسية» بينها وبين الدول الأخرى.
وشدد كوتس على أن السلطات السورية «ستبذل مع ذلك جهوداً لتجنب النزاع مع إسرائيل وتركيا».
واعتبر مدير الاستخبارات القومية الأميركية أن «مجموعات المعارضة التي تعتمد على الدعم المستمر من قبل تركيا لن تكون على الأرجح قادرة على التصدي للعمليات العسكرية للنظام لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب، لكن موارد كافية قد تبقى لديها لإطلاق أعمال تمرد غير مكثفة لدرجة كبيرة في المناطق التي سيبسط النظام السيطرة عليها من جديد خلال السنوات المقبلة».
وأشار إلى أن «النظام سيقوم على الأرجح بتركيز جهوده بشكل أكبر في استعادة السيطرة على المناطق التي تخضع حالياً للأكراد»، وأوضح: «يبدو أن دمشق ستحاول الاستفادة من أي فراغ في قطاع الأمن ومن الضغط على الأكراد من قبل تركيا لإبرام اتفاق مربح معهم بالتزامن مع السعي إلى الحد من وجود تركيا في سوريا ونفوذها هناك، مع استعادة السيطرة على الأراضي الواقعة شمال غرب البلاد التي تشغلها حاليا تركيا».
كما اعتبر كوتس أن «النظام لن يركز اهتمامه في الآفاق القريبة على تطهير المناطق البعيدة من داعش في حال عدم تمثيلها تهديداً مباشراً بالنسبة إلى البنية التحتية المحورية العسكرية أو الاقتصادية أو المواصلاتية».
من جهة أخرى، شدد كوتس على أن «روسيا وإيران ستحاولان تعزيز مواقعهما في سوريا»، مبيناً أن البلدين سيسعيان لـ«ضمان حصولهما على الحقوق بعقد صفقات بعد الحرب لإعادة أعمار البنية التحتية المدمرة والصناعة في سوريا مقابل الدعم العسكري والاقتصادي الدائم».
Leave a Reply