ديربورن – «صدى الوطن»
بإشراف القاضية في محكمة مقاطعة وين مريم بزي، أدى العربي الأميركي حسان (سام) بيضون قسم اليمين على نسخة من المصحف الشريف حملتها ابنته ليلي، لتولي عضوية «مجلس مفوضي مقاطعة وين»، في حفل حاشد أقيم بـ«مركز فورد للفنون» بديربورن، الاثنين الماضي.
الوسيط العقاري، اللبناني الأصل، كان قد فاز في الانتخابات الأخيرة، بمقعد «الدائرة 13» التي تشمل مدينتي ديربورن وألن بارك، ليصبح بذلك ثاني عضو عربي في مجلس مفوضي المقاطعة الأكبر بولاية ميشيغن، والذي يتألف من 15 عضواً، إلى جانب عبد (آل) هيدوس.
ويعتبر مجلس المفوضين بمثابة السلطة التشريعية في المقاطعة التي تضم زهاء 1.75 مليون نسمة، وتحتل المرتبة الـ19 بين أكبر المقاطعات الأميركية من حيث عدد السكان.
وبعد عزف السلام الوطني، استجاب الحضور لدعوة عريفة الحفل، المحامية زينة الحسن، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على رحيل عميد الكونغرس السابق جون دينغل، الذي فارق الحياة قبل أسبوعين.
وإلى جانب القس رونالد بيللي، رفع الشيخان أحمد حمود ومحمد مارديني أدعية وصلوات، متضرعين إلى العلي القدير أن يبارك بجهود المخلصين في خدمة مجتمعاتهم وبلدانهم، راجين منه –سبحانه وتعالى– أن يثمّر تلك الأعمال لمصلحة المواطنين في مقاطعة وين، وفي كافة أرجاء الولايات المتحدة.
وأمام مئات الحضور الذين تقدمهم مسؤولون حكوميون ومنتخبون رسميون وممثلو فعاليات مجتمعية ودينية، أجمع المتحدثون على المسيرة المهنية التي اضطلع بها بيضون خلال ثلاثة عقود توجها كواحد من أبرز الوسطاء العقاريين في شركة «سنشري 21»، والتي أثنى رئيسها بوب كوران على الكفاءات المهنية والنتائج الباهرة التي حققها ابن الجنوب اللبناني.
ونقلت مديرة مكتب الاتصالات لحاكمية ولاية ميشيغن، المحامية غيدا داغر، تهنئة الحاكمة غريتشن ويتمر للعضو المنتخب في مجلس المفوضين، مشيرة إلى استعداد الحاكمة للتعاون مع الأجهزة الحكومية في مقاطعة وين لحل مشاكل الناس وتحسين جودة حياتهم.
رئيس بلدية آلن بارك وليام ماتاكاس، ورئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي، أشارا في كلمتين مقتضبتين إلى إسهامات بيضون في خدمة سكان المدينتين واحتياجاتهم العقارية، وأكدا على ثقتهما بقدرته على ابتكار أفكار خلاقة تخفف من القيود البيروقراطية في المجلس.
كما أشاد محافظ مقاطعة وين، وورن أفينز، بمناقبية بيضون وجهوده المخلصة في خدمة أبناء مجتمعه، مشيراً إلى أن المحتفى به «يهتم جداً بالأشخاص الآخرين، ويكرس أوقاته وجهوده لمساعدتهم على أكمل وجه». وقال: «إن الأمر لا يتعلق بسام فقط، وإنما فيما يمكن أن يقدمه للمجتمع»، مشدداً «هذا شيء مهم للغاية بالنسبة لي».
وأشار إلى أهمية أن ينصت المسؤولون للناس لكي يتعرفوا على احتياجاتهم ويتفهموا مشاكلهم، لافتاً إلى أن بيضون «مستمع عظيم، حتى لو كان المتحدث إليه يعرف أقل منه»، لافتاً إلى أن هذه الخصلة الحميدة ستساعده على إنجاز المهام المناطة به.
كما أشاد أفينز بالعضو السابق في مجلس المقاطعة غاري وورنتشاك الذي خلفه بيضون في تمثيل «الدائرة 13»، ووصفه بـ«الصديق المقرب من الجالية العربية الأميركية» في منطقة مترو ديترويت.
ليلي (13 عاماً)، أصغر أبناء بيضون الأربعة، وصفت أباها بأنه «صخرة العائلة وسندها المتين»، مضيفة «إنه يجلب الفرح إلى عالم أمي التي تحب رؤيته، وهو يفعل أسعد الأمور لديه، ألا وهي خدمة الآخرين».
من ناحيتها، أكدت عضو الكونغرس الأميركي ديبي دينغل (ديمقراطية–ديربورن) على أن بيضون كان صديقاً مقرباً جداً من زوجها الراحل. وقالت: «إن قلب سام من ذهب، وهو يهتم حقاً بشؤون هذا المجتمع وقضاياه.. إنه يهتم للغاية بأمر الناس».
وحينما أشارت إلى أن الراحل «جون الكبير» كان يتمنى حضور هذا الحفل، صرخ أحد الحاضرين: «إنه بيننا»، في إشارة إلى محبة العرب الأميركيين للنائب الذي مثل ديربورن تحت قبة الكابيتول، لنحو ستة عقود.
وخاطبت دينغل، الحاضرين بالقول: «إنكم محظوظون لأنه (بيضون) سيخدمكم كمفوض.. أنا واثقة من أنه سيجعلنا فخورين به».
كلمة بيضون
وفي كلمته، شكر بيضون الحضور وداعمي حملته الانتخابية وكذلك الأشخاص الذين صوتوا له. وقال: «أنا ممتن من أعماقي لدعمكم لي ومنحي أصواتكم، أشكركم من صميم قلبي».
وخص بالشكر زملاءه وأقاربه وأفراد عائلته، وفي مقدمتهم زوجته، ابتهال التي لم تتمكن من حضور الحفل بسبب مرضها، مشيراً إلى أنها «الشخص الوحيد الذي أفتقده.. هذه الأمسية»، على حد تعبيره.
أضاف: «أشعر أنها حاضرة بروحها، ها هنا، من خلال أطفالي الأربعة: محمد، علي، إنجلينا، وليلي»، مؤكداً «إذا كنت قد أنجزت شيئاً، فالفضل يعود إليها».
واستعاد بيضون ذكرى إعلان ترشحه لخوض سباق مجلس المقاطعة، والذي صادف يوم «عيد الرؤساء» 2018، حين ظهر إلى جانب عميد الكونغرس الراحل جون دينغل، مشدداً على أن الأخير كان «أول من دعمه في حملته الانتخابية».
ووصف الراحل بـ«الصديق العزيز» و«البطل الأميركي» و«المسؤول الحكومي المبجل».
كما أثنى على المحافظ لتركيزه «على المجتمع المحلي ووحدته» في مقاطعة وين، وشكر جميع داعميه قائلاً: «إلى آلاف الأشخاص الذين دعموني.. أنا ممتن جداً لكم».
أضاف: «بدون كرمكم، لم يكن بمقدرونا أن ندير حملة انتخابية ناجحة، وقوفكم إلى جانبي لامس صميم قلبي». وختم بالقول: «فيما أبدأ هذه الرحلة الجديدة في حياتي، أبدأُها بشكركم.. فليبارك الله بكم، وليبارك الله الولايات المتحدة».
Leave a Reply