فايتفيل – «صدى الوطن»
اتهم بروفيسور عربي أميركي شركة طيران أميركية بالتمييز العنصري والاعتداء عليه من قبل قبطان الرحلة التي كان على متنها، فيما نفت شركة «دلتا إيرلاينز» المزاعم الموجهة ضدها.
وأفاد أستاذ القانون في «كلية الحقوق بجامعة أركنسو»، خالد بيضون، بأنه اُستبعد من مقعده المحجوز مسبقاً في مقصورة الدرجة الأولى وأُجبر على الانتقال إلى مقعد بديل في درجة أدنى، لكونه عربياً ومسلماً أميركياً.
وزعم الكاتب والناشط الحقوقي بأن قائد الرحلة التي كانت قادمة من مدينة أتلانتا في 10 شباط (فبراير) الجاري، أهانه وأمسك بسترته ودفعه إلى الممر عندما حاول التحدث إليه بعد هبوط الطائرة في مطار «نورثوست» في شمال غربي ولاية أركنسو.
وكان بيضون (40 عاماً) قد حصل على مقعد في الدرجة الأولى من خلال برنامج لجمع نقاط الطيران إلا أنه عند صعود الطائرة، تم إبلاغه بأنه سينقل إلى درجة أدنى، وهو ما أثار سخط واعتراض بيضون، غير أن المواجهة مع الطيار وقعت عقب الهبوط في المطار الإقليمي لمنطقة فايتفيل–سبرينغديل الكبرى.
وقال بيضون عبر تويتر «عندما كنت انتظر في ممر الطائرة لرفع شكوى إلى القبطان أمسكني من رقبتي قائلاً «تعالى إلى هنا» أمام جميع الركاب، ثم اتصل بالشرطة».
وأضاف: «هكذا تعامل دلتا أعضاء البلاتينوم لديها»، في إشارة إلى سفره المتكرر عبر خطوط الشركة الأميركية.
من جانبها، عزت «دلتا إيرلاينز» نقل بيضون من مكانه المحجوز إلى تعطل المقعد المخصص للمضيفين، مشيرة إلى أنه أجلس في مقعد يبعد عن مكانه المحجوز بأربعة صفوف فقط، مؤكدة على أنه «كانت هنالك حاجة ماسة لمقعد آخر» (لجلوس المضيف خلال إقلاع الطائرة وهبوطها). وقد أكدت الشركة أنها «تأخذ مزاعم الزبون على محمل الجد، وتتواصل معه» وقد عرضت منحه نقاط طيران تعويضاً عن نقل مقعده إلى المقصورة الرئيسية للركاب بدلاً من الدرجة الأولى.
ونفت الشركة الجوية اعتداء القبطان على بيضون، مشيرة إلى أنه تم استدعاء الشرطة إلى المطار.
وفي محضر الشرطة، نفى القبطان بأنه لمس بيضون متهماً البروفسور العربي بأنه «يكذب» و«يلعب ورقة التمييز العنصري».
من جانبه، وصف المحامي عبد أيوب ما جرى لموكله بطريقة مختلفة، مشيراً إلى أن بيضون كان يستفسر من طاقم الرحلة حول أسباب نقله إلى مقعد آخر، عندما اقتحم الطيار، المحادثة وبدأ بالصراخ على موكله، ثم أطبق على خناقه ودفعه باتجاه الممر، مؤكداً أنه تم الاستخفاف بموكله والتقليل من شأنه.
وتعليقاً على الحادثة، نشر بيضون تغريدة عبر موقع «تويتر»، كتب فيها: «هذه أميركا ترامب»، مشيراً إلى أن «الحادثة وقعت في الجنوب (الأميركي)، وأنا عربي ومسلم».
أضاف: «أعلم بأن الطيران بالنسبة لشخص أسمر كان دائماً مصدر قلق، ولكن الآن.. حتى الهبوط بات أمراً مخيفاً أيضاً»، في إشارة إلى تعرض العرب والمسلمين للمضايقات على متن الخطوط الجوية في الولايات المتحدة.
وعزا أيوب ما جرى لموكله إلى «دوافع عرقية»، وقال: «تركيزنا الآن منصب على استحصال إجابة من الشركة الجوية والتفاوض معها حول كيفية إرساء أسس ومبادئ تضمن معاملة المسافرين العرب والمسلمين باحترام وكرامة، مثل بقية المسافرين الآخرين».
وبيضون باحث في قضايا الإسلاموفوبيا وقوانين الأمن القومي ومكافحة الإرهاب. وكان قد درّس القانون في كلية الحقوق بـ«جامعة ديترويت ميرسي»، وهو عضو في «مشروع بحوث الإسلاموفوبيا والتوثيق» بـ«جامعة كاليفورنيا–بيركلي». كما شغل سابقاً عضوية هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة «أي سي أل أي».
ويذكر موقع «جامعة أركنسو»، أن بيضون انضم إلى الهيئة التدريسية بالجامعة في الأول من تموز (يوليو) الماضي، وأنه باشر التدريس فيها في كانون الثاني (يناير) الفائت.
وكان قد نشر –في العام الماضي– كتاباً بعنوان «الإسلاموفوبيا الأميركية: الجذور وصعود الخوف».
Leave a Reply