استنكاراً لحقبة الفصل العنصري .. واحتفاء بقدوم بنك جديد إلى المدينة
ديترويت
سيحصل مركز كوبو العملاق في وسط ديترويت على اسم جديد بحلول نهاية العالم الحالي، إثر قيام مصرف «كميكال بنك» Chemical Bank بشراء حقوق التسمية مقابل 1.5 مليون دولار سنوياً لمدة 22 عاماً.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من إعلان مصرف «كميكال بنك» عن قرار نقل مقره الرئيسي من مدينة ميدلاند إلى وسط ديترويت، وبعد أسابيع قليلة من إعلان الاندماج مع مصرف «تي سي أف» TCF ليشكلا سوياً المصرف الـ27 من حيث الحجم بين المصارف الأميركية، مع الاحتفاظ باسم «كميكال بنك».
وفي مؤتمر صحفي موسع أقيم الأربعاء الماضي في «مركز كوبو» المطل على نهر ديترويت، انضمت حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن إلى حشد من مسؤولي البنك وممثلين عن القطاع السياحي وقيادات اجتماعية للإعلان عن الاتفاق الذي بلغت قيمته الإجمالية 33 مليون دولار.
ويعتبر «كميكال بنك» ثامن أكبر مصرف فاعل في ولاية ميشيغن، وأكبر مصرف يتخذ من الولاية مقراً له.
وقوبل الاتفاق بترحيب من ممثلي مجتمع الأفارقة الأميركيين بسبب تاريخ رئيس بلدية ديترويت الأسبق ألبرت كوبو، الذي اشتهر بمواقفه المؤيدة للفصل العنصري خلال خمسينات القرن الماضي، إلى جانب قراره بإزالة الحي التاريخي للسود في ديترويت («بلاك بوتوم» أو «القعر الأسود») واستبداله بشبكة طرق سريعة في الجانب الشرقي من الداونتاون.
وفيما أشادت الحاكمة، بالخطوة وبإسهامات «كميكال بنك» في نهضة ديترويت والولاية ككل، ركز داغن ورئيس «الرابطة الوطنية لتقدم الملوّنيين» القس ويندل أنتوني على الأبعاد التاريخية لإزالة اسم كوبو عن مركز المؤتمرات الأضخم في الإقليم.
وشكر داغن، الهيئة المشرفة على المركز لقرارها «المنتظر منذ سنوات عديدة»، مؤكداً أنه لا يعتقد بوجوب تغيير اسم كل شارع أو مبنى في البلاد بسبب التاريخ، «لكن حقبة كوبو تميزت بإزالة أحياء الأفارقة الأميركيين باسم التنمية الحضرية، وكانت حقبة هجّرت فيها أسر الأفارقة الأميركيين بطريقة عنصرية وقاسية، وما زال صدى توتراتها يتردد في مدينة ديترويت إلى يومنا هذا»، مؤكداً على ضرورة عدم الاحتفاء باسم يرمز إلى تلك الحقبة.
وترأس كوبو، بلدية ديترويت في أوج ازدهارها بين العامين 1950–1957، وتوفي بعمر 63 عاماً أثناء توليه المنصب، ليخلفه لوِي مارياني (1957–1961) الذي افتتح المركز في عهده سنة 1960، وكانا آخر رئيسي بلدية جمهوريين يحكمان مدينة السيارات.
والجدير بالذكر أيضاً أنه منذ مغادرة مصرف «كوميريكا» لديترويت عام 2007، افتقدت المدينة لوجود مصارف كبرى تسندها مالياً، غير أن قرار «كميكال بنك» بالانتقال إلى ديترويت والاندماج مع مصرف «تي سي أف» سيضع المدينة مجدداً على خارطة المصارف الأميركية الكبرى ويؤمن مئات فرص العمل الجديدة إضافة إلى توفير القروض التجارية للشركات المحلية، والاستثمار في المشاريع الخيرية التي تتخذ من منطقة ديترويت مقراً لها.
وكان البنك قد أعلن عن خطة لبناء برج من 20 طابقاً ليكون مقراً رئيسياً له في الداونتاون ويتسع لـ500 موظف.
ولم يكشف مسؤولو البنك عن الاسم الجديد الذي يعتزم إطلاقه على «مركز كوبو».
Leave a Reply