رئيس بلدية ديربورن هايتس يشيد بدور الجالية العربية في ازدهار المدينة
ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
نفى رئيس بلدية ديربورن هايتس دان باليتكو، الاتهامات الموجهة إليه بإساءة استخدام حوالي 1.4 مليون دولار من «صندوق البلدية العمومي والتثقيفي والحكومي»، وأكد أن التدقيقات الحسابية للكشوفات المالية أثبتت بطلان تلك المزاعم التي وصفها بالمدفوعة سياسياً.
وفي مقابلة بثت مباشرة عبر الانترنت، الثلاثاء الماضي، أعرب باليتكو لناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، عن خيبة أمله من ادعاء بعض أعضاء المجلس البلدي في ديربورن هايتس بأن مبلغ 1.4 مليون دولار «فُقد» من الميزانية، مشيراً إلى وجود طموحات سياسية معلنة وراء تلك الاتهامات. وقال: «لسوء الحظ، لقد تم استخدام تعبير «مفقودة»، ولكنني أؤكد بأن لا شيء مفقود، وجميع فواتير العائدات في البلدية موجودة ومتاحة للتدقيق والمراجعة».
وأوضح أن سوء الفهم حول تلك المسألة ناجم عن تصور البعض بأن الأموال التي تحصل عليها البلدية من شركات الكابل (قنوات التلفزيون) يجب أن تصرف فقط على شراء وصيانة معدات الاستديو الخاص بالبلدية، ولكن الصحيح أيضاً أنه يمكن صرف تلك العائدات على عمليات التشغيل ورواتب موظفي الدائرة.
باليتكو الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة من أربع سنوات في 2017، أشار إلى أنه تمت الاستعانة بالمحامي والخبير المتخصص في شركات التلفزيون والإذاعة، نيو ليتو الذي أكد «بأن تلك العائدات يمكن أن تستخدم من أجل المعدات وتشغيلها على حد سواء». وأضاف «وهذا ما نفعله بالضبط، وإننا نشعر بالارتياح لكوننا نصرف الأموال في المكان الذي يجب أن تصرف فيه».
كما أكد على أنه تمت مراجعة البيانات المالية للبلدية وتدقيقها من قبل شركة «بلانت موران» المرموقة، للمحاسبة، وقال: «لقد حصلنا على أعلى تصنيف يمكن أن يحصل عليه زبون، وقد وجدت تلك الشركة بأن كل شيء على ما يرام، وأن الاتهامات ليست سوى رأي متعسف».
وعزا رئيس البلدية، الصراعات والأجواء السلبية التي طغت على أعمال المجلس البلدي في الآونة الأخيرة، إلى وجود أعضاء جدد «لا أعتقد أنهم يفهمون دورهم، كما أنهم يتسرعون في اتخاذ القرارات وإطلاق التعليقات». وأضاف أن هناك «عضوين على الأقل أعلنا أنهم يريدان وظيفتي لكن هذه ليست الطريقة لتحقيق ذلك».
وشدد على أن هذا السلوك «يسيء لسمعة المدينة ومجتمعها والأعمال التجارية، كما يسيء للسكان وللموظفين، ولي شخصياً».
وعلى الرغم من أن رئيس البلدية كان قد دعم جميع الأعضاء الثلاثة الذين فازوا في انتخابات المجلس البلدي الأخيرة، إلا أنه أكد أن البعض «سرعان ما تغير وتحول».
وحول مساعيه لرأب الصدع ودحض المزاعم التي سيقت ضد إدارته، قال باليتكو إنه يتواصل مع الأعضاء ويعمل على توضيح الالتباسات، مؤكداً أن يده ممدودة للجميع من أجل الصالح العام للمواطنين والمدينة. وأردف قائلاً: «لقد اجتمعت خلال الأيام الأخيرة مع عضو المجلس البلدي راي موسكات وسألتقي مع بقية الأعضاء لأقنعهم بأننا هنا لجعل المدينة أفضل وليس هدمها».
ازدهار ديربورن هايتس
وبعيداً عن الأجواء السلبية المستجدة في أروقة بلدية ديربورن هايتس، تحدث باليتكو عن التطورات التي شهدتها المدينة تحت قيادته خلال العقد الأخير، فيما كانت المدن المجاورة تعاني بشدة من تبعات الركود الاقتصادي.
وأكد باليتكو أن الجالية العربية، وتحديداً اللبنانية، كان لها الدور الأكبر في ازدهار المدينة. وقال: «أنا فخور بما أنجزناه خلال السنوات المنصرمة حيث كانت العديد من المدن في منطقة مترو ديترويت على شفا الانهيار، ولكن ديربورن هايتس لم تكن ضمن تلك المدن، وذلك يعود إلى العرب الأميركيين الذين استثمروا الكثير من الأوقات والجهود لتطوير المدينة».
كذلك أشاد باليتكو بدور المدير السابق لدائرة المباني والهندسة في البلدية، محمد صبح، الذي كان صاحب الفكرة في إعادة التصنيف العقاري للمنازل المطلة على شارع فورد من جهة الجنوب بين شارعي إنكستر وجون دايلي، مما حول المنطقة إلى مركز استقطاب لعشرات الأعمال التجارية خلال السنوات القليلة الماضية وباتت أشبه بـ«داونتاون» تجاري للمدينة.
ولدى سؤاله عن تباطؤ النمو التجاري في المنطقة، خلال الآونة الأخيرة، أرجع باليتكو ذلك إلى قيود تنظيمية كانت تحول دون إقامة ممرات للخدمة عبر النوافذ (درايف ثرو) وهذا الأمر تم تعديله مطلع العام الحالي، لافتاً إلى أن مقهى ستاربكس سينتقل إلى موقع جديد بعد إزالة هذه العقبة.
بدوره، عزا السبلاني نزوح العرب الأميركيين للعمل والسكن في ديربورن هايتس، إلى كونها «مدينة صديقة» لهم. وسرعان ما بادر باليتكو إلى التعليق: «أنا سعيد للغاية لسماع ذلك، لقد حرصت دائماً على أن تكون ديربورن هايتس مدينة مرحبة بهم».
وبرأ باليتكو ساحة صبح الذي اُتهم بالمحسوبية وابتزاز السكان من قبل أحد أعضاء المجلس البلدي، مما أدى في نهاية المطاف إلى تقدمه بطلب الاستقالة في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال إن ما أثير ضد صبح لا يستند إلى مخالفة للقانون، ولا يصح نسيان كل ما فعله من أجل ما حدث»، في إشارة إلى شراء صبح منزلاً من أحد سكان المدينة، وهو ما رأى فيه البعض استغلالاً لمنصبه.
من جانبه، أشاد السبلاني بدور صبح في نهضة ديربورن هايتس واجتذاب السكان والشركات الجديدة، مؤكداً أن طريقة مغادرته لا تليق بما قدمه للمدينة والمجتمع المحلي.
التنوع في الشرطة والإطفاء
وفي مواضيع أخرى، أعرب باليتكو عن سعادته بتعزيز عناصر شرطة المدينة بالمزيد من العناصر العرب خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن يرغب أنه يعكس جهاز الشرطة، النسيج السكاني المتنوع للمدينة.
وتضم شرطة ديربورن هايتس 9 عناصر عرب أميركيين من أصل 70 شرطياً، في حين تخلو دائرة الإطفاء (65 عنصراً) من أي تمثيل للعرب الأميركيين.
وفي إطار التعاون بين المدينتين التوأمين، ديربورن وديربورن هايتس، قال: «أنا وجاك أورايلي صديقان جيدان منذ سنوات طويلة، كما أننا ننتمي لنفس الحزب السياسي، وكذلك كنت مقرباً من رئيس البلدية الأسبق مايكل غايدو، ومجتمعا المدينتين قريبان جداً ومتشابهان».
أضاف: «أعمل مع أورايلي على توطيد التعاون بين المدينتين، ففي الآونة الأخيرة أصبحت المكتبات في الديربورنين متاحة أمام جميع السكان، وهكذا هو الحال فيما يخص بعض المرافق الترفيهية الأخرى».
وأشار إلى وجود تعاون جزئي بين دائرتي الإطفاء في المدينتين، لافتاً إلى عدم وجود تعاون مباشر بين دائرتي الشرطة بسبب اختلاف موجات التردد التي يستعملها عناصر الشرطة في كلتا الدائرتين.
وأكد على أن مجتمعي ديربورن وديربورن هايتس «متداخلان، وهذا يفرض علينا التعاون لمصلحة جميع السكان في المدينتين»، حسب تعبيره.
وتعليقاً على توجيه المدعي العام الأميركي، اتهامات لأحد سكان ديربورن هايتس بارتكاب سلسلة جرائم استهدفت العرب الأميركيين، وصف باليتكو المتهم بأنه «مختل عقلياً»، مشدداً على أن ذلك النوع من السلوكيات مرفوض من قبل البلدية والسكان. ولدى تساؤلنا –في الصحيفة– لماذا يوصف أمثال ذلك الشخص بالمختلين عقلياً إذا كانوا أميركيين بيضاً، فيما يوصف أمثاله من العرب والمسلمين الأميركيين بالإرهابيين؟ أجاب باليتكو: «لا مانع لدي من وصفه بالإرهابي»!
لمتابعة المقابلة كاملة يمكن زيارة صفحة «صدى الوطن» على فيسبوك.
Leave a Reply