السلطات الفدرالية ألقت القبض عليه بتهمة إحراق مجمع تجاري بمدينة إنكستر
ديربورن هايتس
وجه مكتب الادعاء العام الفدرالي في ديترويت، تهماً جنائية تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 سنة، إلى رجل أميركي أبيض من سكان ديربورن هايتس مشتبه به بإحراق مجمع تجاري في مدينة إنكستر مطلع شباط (فبراير) المنصرم، وارتكاب سلسلة جرائم أخرى استهدفت العرب الأميركيين في ديربورن هايتس خلال العامين الماضيين.
وألقي القبض على المتهم نيكولاس جيرارد دييدو (35 عاماً) الاثنين الماضي عقب مداهمة منزله، حيث تم العثور على أدلة تؤكد ضلوعه بحريق المركز التجاري «315 نورث» الواقع عند تقاطع شارعي إنكستر وتشيري هيل، إضافة إلى حرائق سابقة وقعت خلال العام 2018.
وتولّت السلطات الفدرالية، التحقيقات في حريق مجمع إنكستر التجاري، مستندة إلى لقطات مسجلة عبر كاميرات المراقبة تظهر ملثّماً يحمل ستة غالونات مملوءة بالوقود، قبل أن يبادر إلى تحطيم واجهة متجر للهواتف يملكه عربي أميركي، ويصب الوقود ويشعله، ثم يهرول هارباً.
وأتى الحريق على عدة متاجر في المجمع قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من إخماده. ولأن بعض المتاجر المتضررة تتبع لشركات عابرة للولايات، تسلّم محققو «أي تي أف» القضية، وسرعان ما اشتبهوا بدييدو بناء على بلاغ سري وتاريخ من الشبهات.
وأثار مصدر سري، اهتمام محققي «أي تي أف» بدييدو بعد أن لفت انتباههم إلى أن المشتبه به قد عبّر عن انزعاجه الشديد أمام مجلس بلدية ديربورن هايتس، لعدم قيامه بشيء تجاه العدد المفرط للوحات تجّار السيارات في أحياء المدينة. ورداً على ذلك، سرق دييدو عدة لوحات «ديلر» من على سيارات تعود ملكيتها لعرب أميركيين، مما تسبب في نهاية المطاف بإدانته في 15 أيار (مايو) الماضي، وحكم عليه بالمراقبة لمدة سنتين.
وبحسب وثائق الادعاء العام الفدرالي، يشتبه بأن دييدو قام أيضاً بإحراق العديد من السيارات ضمن دائرة لا يتجاوز قطرها مسافة ميل واحد من منزله، من بينها خمس سيارات أحرقها على مدى أسبوعين في نيسان (أبريل) 2018، وكان الضحايا شرق أوسطيين، وفقاً لأندريا روسمان، مدير فرع إدارة الكحول والتبغ والأسلحة النارية (أي تي أف) في ديترويت.
كذلك علم المحققون أن دييدو كان قد اعتدى على رجل عربي أميركي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتم توثيق الحادثة بعدسة كاميرا هاتف محمول، وقد أسفرت عن اتهامه بالاعتداء الجسدي.
غير أن فيديو الحادثة عزز الشبهات لدى المحققين الفدراليين الذين لاحظوا أن دييدو كان يسير بطريقة مماثلة للمشتبه به في حريق إنكستر، بحسب روسمان.
كذلك توصل المحققون إلى أن دييدو ضالع أيضاً بحريق سابق تعرض له المجمع التجاري نفسه (315 نورث) في 20 أبريل 2018 وكانت الأضرار محدودة. وقد أظهرت كاميرات المراقبة آنذاك ملثماً بالملابس نفسها يشعل النيران قبل أن يتوارى عن الأنظار.
وفي مطلع حزيران (يونيو) 2018، أبلغ أحد جيران دييدو عن قيام مجهول بإحراق سيارته الجديدة فجراً وهي من طراز «بي أم دبليو». وتم حينها استجواب دييدو من قبل الشرطة المحلية حيث تم اعتقاله وتفتيش منزله بعد أن شمَّ أحد الضباط رائحة بنزين تنبعث منه، غير أن الأدلة لم تكن كافية لتوجيه التهم إليه.
ووفقاً لوثائق المحكمة، لم تكن حادثة إحراق الـ«بي أم دبليو» المرة الأولى التي تشتبه فيها شرطة ديربورن هايتس بدييدو. ففي كانون الأول (ديسمبر) 2017، اشتبه بتورطه في إحراق سيارتين على شارع فورد قريباً من منزله أيضاً. ومن المستغرب أن دييدو ظل طليقاً طوال هذه الفترة بالرغم من الاشتباه به في العديد من القضايا.
وبناءً على التحقيقات، داهم عناصر «أي تي أف» وشرطة ديربورن هايتس وإنكستر، الاثنين الماضي، منزل دييدو حيث وجدوا بداخله العديد من الألة الدامغة، من بينها الملابس التي أظهرتها كاميرات المراقبة في حريقي 20 أبريل 2018 و3 فبراير الماضي، إضافة إلى حقيبة مطابقة تحتوي على مشاعل وقداحة، وحجر طوب مربوط بحبل.
وعثر المحققون أيضاً على عبوة «مولوتوف» في قنينة كحول، ومستوعب غالون فارغ مع غطاء أزرق، مماثل لذلك الذي تم استخدامه في الحريق الأخير، إضافة إلى العديد من العبوات الفارغة التي تنبعث منها رائحة البنزين.
Leave a Reply