داغن يركز على الوظائف الجديدة والتدريب المهني في خطابه السادس عن «حال المدينة»
ديترويت – «صدى الوطن»
ألقى رئيس بلدية ديترويت مايك داغن مساء الثلاثاء الماضي خطابه السادس عن حال المدينة، مشدداً على التزام إدارته بمواصلة النهوض بديترويت عبر تعزيز الأمن وتوفير التدريب المهني والوظائف الجديدة لسكان الأحياء.
خطاب داغن جاء في أعقاب الإعلان عن استثمارات ضخمة لشركة «فيات كرايسلر» لصناعة السيارات من شأنها توفير خمسة آلاف وظيفة جديدة في غضون عامين، والكشف عن خطة لإنشاء مركز للتدريب المهني في غرب ديترويت بقيمة 30 مليون دولار.
وقال داغن في كلمته أمام نحو 700 شخص احتشدوا في قاعة أكاديمة «إيست إنغليش فيليدج» في شرق ديترويت «نريد أن نكون في مدينة ملتزمة بتوفير فرص العمل للجميع»، مؤكداً حرصه على إتاحة الفرص الجديدة لسكان ديترويت أولاً، في إشارة إلى «المستوى التاريخي لعدد الشركات الجديدة القادمة إلى المدينة».
وقال داغن إن إدارته قررت «ملاحقة الوظائف الأم للطبقة المتوسطة»، موضحاً أن خطة «فيات كرايسلر» لإنشاء مصنع جديد في المدينة وتوسيع مصانع أخرى، بدأت من خلال محادثاته مع الرئيس التنفيذي للشركة الراحل سيرجيو ماركيوني.
وبموجب مذكرة تفاهم وقعها مع الشركة أواخر الشهر الماضي، تعمل البلدية على تجميع 200 أيكر في محيط مصنع «ماك أفنيو» للمحركات، لتحويله إلى مصنع لإنتاج الطرز الجديدة لعلامة «جيب». وأمام البلدية مهلة 60 يوماً للوفاء بالتزاماتها للمضي قدماً في الخطة، وقد أعرب داغن في الخطاب عن تفاؤله بفرص تحقيق هذا الهدف.
وفي سياق خطط تعزيز التدريب المهني لسكان ديترويت، كان مسؤولون في البلدية قد أعلنوا –قبل يوم من خطاب داغن– عن خطة لافتتاح مركز ضخم للتدريب المهني في غرب المدينة بحلول العام 2021. وبحسب المشروع الذي يحتاج إلى موافقة مجلس البلدية، ستقوم المدينة بتوفير قطعة أرض على شارع أوكمان بوليفارد، لإقامة المنشأة الجديدة على مساحة 120 ألف قدم.
ولفت داغن إلى أن برنامج «ديترويت تعمل» الذي أطلقته البلدية لتعقب فرص العمل الشاغرة في المدينة، لديه حالياً 6,554 وظيفة مفتوحة، مؤكداً أن إدارته تعمل على تدريب المزيد من السكان المحليين لمساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة لإشغال الوظائف الجديدة.
وأوضح أنه في العام الماضي تم تدريبب 2,600 ديترويتي من خلال ثلاثة مراكز في المدينة، مطالباً المجلس بزيادة الإنفاق على التعليم المهني بمقدار 4.5 مليون دولار ضمن ميزانية ديترويت للسنة المالية القادمة.
كما تضمن خطاب داغن الذي استغرق 57 دقيقة، إعادة التأكيد على التزام البلدية بتحقيق مستقبل أفضل لأطفال المدينة سواء بتوفير شبكة حافلات مدرسية آمنة لنقل جميع طلاب المدارس العامة والمدارس المشتركة (تشارتر) في ديترويت أو من خلال توسيع برنامج «وعد ديترويت» الذي يمنح خريجي ثانويات المدينة فرصة التعليم الجامعي مجاناً. وابتداء من الخريف القادم سيغطي البرنامج تكاليف شهادات الكليات العامة والمدارس المهنية، بما فيها الحدادة والميكانيك وعمال خطوط الكهرباء وتقنيو إسعافات الطوارئ والصيدلة والأمن السيبراني.
ألف كاميرا لتعزيز الأمن
كذلك تناول رئيس البلدية في خطابة، أهمية تعزيز الأمن في المدينة، كاشفاً عن خطة جديدة لزرع ألف كاميرا مراقبة في شوارع المدينة بحلول نهاية العام 2020، بهدف الحد من معدلات الجريمة والقبض على المتورطين في حوادث إطلاق النار وخطف السيارات.
وأشار داغن إلى أنه بالرغم من التراجع الملحوظ لمعدلات الجريمة في ديترويت ««لازلنا المدينة الثالثة في معدل جرائم القتل بالبلاد»، مؤكداً أن ذلك لا يدعو إلى الاحتفال.
وبحسب رئيس البلدية، سوف يتم إدماج كاميرات الشوارع الجديدة ضمن شبكة «مشروع الضوء الأخضر» الآخذة بالتوسع والتي انطلقت عام 2016 وباتت تغطي أكثر من 500 موقع في أنحاء المدينة.
ويسمح «مشروع الضوء الأخضر» للشرطة بمراقبة الأحداث في المتاجر والمطاعم ومحطات الوقود المنتسبة إلى البرنامج بواسطة كاميرات عالية الدقة تبث الأحداث مباشرة إلى مركز الشرطة الرئيسي.
وعلى الرغم من الانتقادات التي تتهم المشروع بعدم الفعالية وانتهاك الخصوصية، أعلن داغن أنه بحلول الخريف الماضي سوف يتمكن الضباط في قسمي الشرطة «8» و«9» من مراقبة الكاميرات أيضاً، لافتاً إلى أن وجود الكاميرات «سيدفع الناس إلى اتخاذ قرارات مختلفة».
وطالب داغن، المجلس البلدي بزيادة مخصصات الشرطة في المدينة بحوالي 10 ملايين دولار ضمن الميزانية القادمة، وذلك لتوظيف ما لا يقل عن 70 شرطياً إضافياً خلال العام القادم.
وعن إزالة المنازل المدمرة في المدينة، قال داغن إن البلدية –رغم ضجيج شبهات الفساد– لا تزال تتلقى التمويل الفدرالي من وزارة الخزانة الأميركية للتخلص من مظاهر الخراب في أحياء ديترويت، متوقعاً أن يصل عدد المنازل التي أزيلت منذ إطلاق البرنامج عام 2014 إلى «أكثر من 20 ألف منزل» بحلول نهاية العام الحالي، مع إنفاق 275 مليون دولار من الأموال الفدرالية.
Leave a Reply