رصاص العنصرية يحصد المصلِّين في مسجدَين بنيوزيلندا

كرايست تشيرش 

في مجزرة مروعة بثت مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقي أربعون شخصاً على الأقل مصرعهم، برصاص مسلح أطلق النار على المصلين في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا ظهر الجمعة 15 آذار (مارس).

ووصفت رئيسة الوزراء النيوزلندية جاسيندا أردرن، الهجوم بأنه «أسوأ يوم شهدته نيوزيلندا»، كاشفة عن مقتل 10 مصلين في المسجد الأول و30 في المسجد الثاني.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن منفذ الهجوم رجل أسترالي كتب بياناً من 87 صفحة أوضح فيه نواياه. وجاء في البيان دعمه لإيدولوجية اليمين المتطرف ومعاداة المهاجرين.

وسريعاً انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يعتقد أن منفذ الهجوم بثها مباشرة أثناء إطلاق النار على المصلين العزّل بواسطة سلاح رشاش. لكنّ المحققين -حتى إعداد هذا التقرير- لم يؤكدوا عدد مُطلقي النار في الهجومين أو ما إذا كان الشخص نفسه نفذ الهجومين.

وكشف مفوض الشرطة في المدينة مايك بوش أن أربعة أشخاص اعتقلوا عقب الهجوم، بينهم امرأة.

وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إنهم لاذوا بالفرار هرباً من إطلاق النار وشاهدوا عدداً من المصابين على الأرض خارج «مسجد النور».

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة كما وضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.

وقال مهان إبراهيم الذي كان موجوداً وقت الهجوم لصحيفة «هيرالد» «في البداية أعتقدنا أن عطلاً كهربائياً وقع ثم فجأة بدأ كل الأشخاص في الفرار»، مضيفاً «لا يزال أصدقائي في الداخل».

وطلبت الشرطة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عدم نشر وتبادل مقاطع الفيديو «المفجعة».

وقال شهود عيان في «مسجد النور»، ويقع وسط مدينة كرايست تشيرش قبالة متنزه «هاغلي بارك»، إنهم شاهدوا جرحى ينزفون على الأرض أمام المسجد. في حين استهدف الهجوم الثاني «مسجد لينوود» الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مسجد النور.

وروى أحد الناجين من الهجوم للتلفزيون النيوزيلندي ما شاهده قائلاً إن «المهاجم أطلق النار على شخص في صدره»، موضحاً أن الهجوم ربما «استغرق 20 دقيقة وسقط فيه 60 مصاباً على الأقل».

ويعتقد أن المهاجم استهدف أولاً مصلى الرجال قبل أن يتوجه إلى مصلى السيدات في المسجد.

وقال الناجي من الحادث «كل ما فعلته هو الانتظار والصلاة، لقد رجوت الله أن تنفد الذخيرة مع المسلح».

وأضاف قائلاً «لقد أطلق النار هنا ثم انتقل إلى مصلى النساء وفتح النار هناك، لقد سمعت أن إحدى السيدات قتلت».

وأخلت الشرطة مسجداً آخر في ضاحية لينوود، وقال مفوض الشرطة إن «ضحايا سقطوا في موقعين مختلفين» في المدينة لكن دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وأعلنت هيئة الصحة تفعيل خطة الطوارئ في المدينة وتشمل توفير أماكن للعلاج في المستشفيات، ولكن المتحدثة باسم الهيئة لم تكشف عن عدد الأشخاص الذين استقبلتهم المستشفيات.

وأخلت الشرطة ساحة الكاتدرائية في المدينة حيث كان الآلاف من الأطفال يشاركون في مسيرة تطالب بالتحرك ضد التغير المناخي.

وقال مفوض الشرطة «الموقف في كرايست تشيرش خطر وفي تطور مع وجود مسلح في المنطقة». وأضاف «الشرطة تتعامل مع الموقف بكل قدراتها ولكن الخطر يظل كبيراً».

وطالبت الشرطة، المواطنين في المدينة بالابتعاد عن الشوارع والبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.

وقال مراسل يرافق منتخب بنغلاديش للكريكيت الذي يزور نيوزيلندا حالياً، إنه نجا من إطلاق نار في مسجد قرب منتزه هاغلي بارك «حيث يوجد مسلحون طلقاء».

وغرد لاعب الفريق تميم إقبال قائلاً «لقد نجا الفريق من إطلاق نار».