بحضور القنصل العراقي العام في ديترويت
كمال العبدلي – «صدى الوطن»
أقام مُنتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية ميشيغن مساء يوم 14 آذار (مارس) الجاري، احتفالاً حاشداً على قاعة «نادي المشرق الذهبي» في مدينة وورن بمناسبة الذكرى السنوية الـ12 للاعتداء الإرهابي على شارع الثقافة في قلب العاصمة العراقية، بغداد (شارع المتنبي).
وجاءت الاحتفالية بحضور القنصل العراقي العام في ديترويت، عدنان عزارة آل معجون، في إطار حملة عالمية لدعم شارع المتنبي بعد الاعتداء الأثيم الذي طال الثقافة العراقية وأدّى إلى تدمير الشارع بما فيه من عيون الكتب وخزينها الضخم، في محاولة لقتل الإبداع العراقي الثقافي باستهداف أحد أهمّ رموزه وطمس معالمه.
وأقيم الاحتفال متزامناً بمشاركة أكثر من 40 مدينة أميركية من ضمنها العاصمة واشنطن، إضافة إلى مشاركة واسعة في المهجر الأوروبي والعراق.
وتحت عنوان «شارع المتنبي يبدأ من هنا»، حرص المنتدى على تقديم الدعم للمثقف والكاتب والفنان العراقي، حيث تضمّن الحفلُ برنامجاً حافلاً شمل الشعرَ والموسيقى ومعرضاً للكتب ومعرضاً لنماذج من الفنون التشكيلية من رسم ونحت إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي.
وفي بداية الاحتفال وقف الحاضرون دقيقة صمتٍ حداداً على أرواح الشهداء الذين لقوا حتفهم بفعل التفجير الإرهابي الذي استهدف شارع المتنبي في مارس 2007، وشهداء الثقافة والفنون والعراق عامةً.
بعدها قدّم عريفُ الحفل الفنان المسرحي أمير المشكور، نبذةً عن شارع المتنبي وتاريخه وأهمّية الاستمرار باستذكاره، مُقدّماً الشكرَ باسم المنتدى للمساهمين بالحملة العالمية المستمرّة لدعم الثقافة العراقية، ثمّ تحدّث عن تأسيس المنتدى ورِحلة السنوات السبع التي قدّم خلالها أكثر من سبعة وأربعين نشاطاً متميّزاً.
وقال «هذا النشاط هو الثامن والأربعون للمنتدى الذي تأسّس في شباط 2012 والنشاط الثالث لهذا العام، والاستذكار السادس لشارع المتنبي»، مشدداً على أن «المنتدى مموّل ذاتيّاً وتديره لجنة تنسيقية، وهو منتدى ثقافي يرعى الثقافة والفنون والتراث العراقي في الولايات المتحدة، ويدعم المُبدعين في المهجر كما يقوم بدعوة المبدعين من الوطن الأم وأنحاء العالم لإقامة نشاطات مشترَكة».
وأضاف المشكور أن «المنتدى يعمل كذلك مع المؤسسات المعنية العراقية والأميركية (الحكومية والمدنية) للتواصل الثقافي بين الوطن والمهجر»، لافتاً إلى أنّ «ثقافةَ كلّ بلد هي انعكاس لواقع تاريخي وحضاري وسياسي واجتماعي قائم، وأنّها تتغيّر بتغيّر هذا الواقع، وأنّ للمُبدعين دوراً فاعلاً في التغيير, على أنّ يكون بمقدورهم ممارسة هذا الدَور بضمان حريّة التعبير والرأي وتأمين متطلَّباتهم المشروعة».
وتقدم القنصل العراقي العام مع طاقم القنصلية الحضور، بالاطلاع على المعرض الذي أقامته مجموعة من الفنانين التشكيليّين العراقيّين بمشاركة كلٌّ من: الفنان التشكيلي مارك جرجس، النحات صباح وزي، الفنان التشكيلي غازي الأسدي، الفنان التشكيلي حيدر الياسري، الفنانة التشكيلية إلهام بدر الدين، الفنان التشكيلي سرمد الموسوي والفنان الفوتوغرافي بهاء اليعقوبي.
وشارك الشعراء اسماعيل محمد اسماعيل، كمال العبدلي والمصيفي الركابي بقصائد في المناسبة، أعقبهم الفنان الأديب غازي الأسدي بقراءة قصة قصيرة. وخلال فقرات البرنامج ساهم الفنان المبدع الشاب خضر العواد بعزف مقطوعات تراثية عراقية على آلة العود.
وعلى جريِ عادة «منتدى الرافدين» في احتفالات ذكرى شارع المتنبي، حيث يتم سنوياً الاحتفاء بكاتب أو كاتبة، جرى الاحتفاء هذه المرة بالكاتب الشاعر همام عبد الغني المراني لمناسبة صدور كتابه «أيّام لا تُنسى»، وقد قدّمه الإعلامي الزميل خيون الأسدي مُستهلّاً بنبذة عن حياته تناول فيها تجربته السياسية في العراق والتي أرشفها في صفحات كتابه. ثم ألقى المراني عدداً من قصائده.
وقبل نهاية الاحتفالية، جرت مراسيم توقيع الكتاب، لتعقبه مشاركة الشاعرة إباء اسماعيل بتوقيع مجموعة من دواوينها الشعرية.
كما جرى توزيع شهادات تقديرية من المُنتدى على المشاركين في فقرات الاحتفالية، حيث شارك في تقديمها الناشط الاجتماعي المهندس نبيل رومايا لكل من: القنصل العام عدنان عزارة آل معجون، الكاتب عبد الغني المراني، الشاعرة إباء اسماعيل، الشاعر اسماعيل محمد اسماعيل، الكاتب المصيفي الركابي، الشاعر كمال العبدلي، النحات صباح وزي، الفنان التشكيلي مارك جرجس، الفنان التشكيلي حيدر الياسري، الفنان التشكيلي غازي الأسدي، الفنان الفوتوغرافي بهاء اليعقوبي، الفنانة التشكيلية إلهام بدر الدين والفنان التشكيلي سرمد الموسوي.
بغداد وسِفرُ النخيل
شعر كمال العبدلي
لِتكُنْ أغنيتي هذه المَرّة
طيراً نِصفُهُ عالقٌ في الغيمة
والنِصفُ الآخرُ مرآةٌ للشمس
بإمكاني أن أحتوي نزَقَ الصديق
برَفعِ أصابعِ العِتاب
بإمكاني أن أحتوي
بعثرَةَ الأطفالِ للأشياءِ في المنزل
بأضويةِ التوجيه
وإشاراتِ الإرشاد
ومُغرَياتِ التعليم
لكنْ كيف أحتوي بعثرَةَ الفاسدين
بأشياءِ الوطن؟
قبل عشرين عاماً
حين نأيتُ عن بعثرة المُريبين
بحاضر الوطن إذّاك
وبانسيابِ نهرِ مستقبلِه..
كنتُ أخطأتُ الحسابَ
في معادلة الاغتراب
إذ توارت النخلةُ بعيداً
أجل يا بغداد
فكلّما أدرتُ وجهي
حوالَي الأمكنة
أرى كلّ أنواعِ الأشجار
من دون النخيل
فأرتدُّ خائباً في فلَكِ الدوار
والنخيلُ نبضٌ لقلبِ الجمال والحياة
والنخلةُ طائرٌ جناحاهُ الهورُ والجبل
وبرسم النخلة شكلُ البنيان
وتحت النخلة قد سطعَ ميلادُ المسيح
وبالنخيل اهتدى الفارسيُّ للرسالة المحمّديّة
وبغابتَين منه للشاعر
عينا حبيبتِهِ ساعةَ السحَر
وقال عنكِ شاعرٌ:
«تحت كلّ نخلةٍ شاعر»
وإذ يُزيّنُ النخيلُ الواحات
لكنّ نخلَكِ زينةُ الأرض كما البساتين
ونخلُكِ أعلى من ناطحاتِ السحاب
لأنّه أقصرُ من مَدِّ اليدِ
لجَنْيٍ الثمر
والنخلةُ أمٌّ تلدُ الفسائلَ
حوالَيها لِصقَ تُربتِها
وتُخبّىءُ الأجِنّةَ في نواتِها
مُشاعٌ نخلُكِ يا بغداد
وذلكَ سرُّهُ
في ارتداد رأسِ المال عنكِ أيّتها النقيّة
كما نخلكِ مَصَدٌّ للريح
عاتيَةً كانت أو غازية
والنخلُ يا بغداد
يبقى مُضيئاً بأرضِكِ
كالمجدِ في غُرَرِ الثائرين والمُصلِحين
Leave a Reply