بمبادرة من الطبيب نبيل شعلان وNano Productions
عباس الحاج أحمد – «صدى الوطن»
غالباً ما يواجه الآباء والأمهات العرب الأميركيون صعوبة في إيجاد المواد الثقافية والترفيهية المناسبة لأطفالهم على الإنترنت. وتزداد المهمة تعقيداً لدى محاولتهم البحث عن المواد الناطقة بالعربية التي تلبي رغبة الأهالي بنقل بعضٍ من موروثهم الحضاري لأبنائهم، إلى جانب تحبيبهم للغة الأم.
الطبيب العربي الأميركي نبيل شعلان –وهو من سكان منطقة هيوستن في ولاية تكساس– وجد في فرقة «فوزي موزي وتوتي» الفلسطينية، ضالته، فأراد أن يشاركها مع أبناء الجالية بمناطق تركّزهم في الولايات المتحدة عبر إنتاج جولة مسرحية تقدم من خلالها الفرقة، عروضها للأطفال في ديربورن (ميشيغن) وهيوستن (تكساس) وباترسون (نيوجيرزي) وأنانديل (فرجينيا).
أُعجب شعلان بـ«فوزي موزي» و«توتي» و«المندلينا» وجميع شخصيات الفرقة والقائمين عليها، بعدما لمس مدى تأثر أطفاله الثلاثة بهم وازدياد رغبتهم بالتحدث باللغة العربية بسبب عروض الفرقة المتميّزة بالمضمون الهادف والأسلوب الفكاهي المحبب لقلوب الأطفال.
وفي حديث خاص لـ«صدى الوطن» أشار الطبيب المختص بأمراض الدم والأورام، إلى أن الأطفال العرب الأميركيين يفتقدون إلى المحتوى الترفيهي الناطق بالعربية، وهو ما يتسبب بفقدان ارتباطهم بلغة وثقافة آبائهم، مؤكداً أن فرقة «فوزي موزي وتوتي» التي تقدم عروضها بالعربية «تمنحنا فرصة لتقريب أطفالنا من لغتنا الأم عبر شخصيات كوميدية محببة لا بخطابات جافة».
وأضاف «أنا طبيب ولكن لدي هاجس تعليم اللغة العربية للأطفال، وأحرص على ارتباط الأجيال الجديدة بها. أنا أؤمن بتعلم عدة لغات وأعلّم أطفالي ثلاث لغات، على رأسها العربية»، لافتاً إلى أن «فترة الطفولة حساسة جداً لكل ما يتلقاه دماغ الطفل خاصة فيما يتعلق بتعلم اللغة».
وعن قراره إنتاج جولة أميركية للفرقة الفلسطينية، قال شعلان «لقد أمضيت أكثر من عشرين عاماً في الولايات المتحدة، ولم أسمع خلالها بأي عمل مسرحي مخصص للأطفال باللغة العربية»، مشيراً إلى أنه عندما تعرف على فرقة «فوزي موزي وتوتي»، أدرك أهمية العمل الذي تقوم به وتأثيره على الأطفال، فقرر استقدامها إلى الولايات المتحدة مستهدفاً المناطق ذات الكثافة العربية.
وأضاف: «هي فرصة مهمة لأبنائنا.. فهي الفرقة الأشهر والأنجح في الوطن العربي… سواء على المسرح أو على شاشة اليوتيوب».
أما فيما يخص جمهور «فوزي موزي وتوتي» في أميركا فيشدد على أن للفرقة متابعين في كل أنحاء العالم، غير أنه لاحظ أنّ نسبة المشاهدة «ضعيفة جداً» في أميركا الشمالية، «فأحببت ردم هذه الفجوة وتعريف أطفال جاليتنا على هذه الفرقة سواء من خلال اليوتيوب أو العرض المباشر».
ووصف شعلان، الجولة الأميركية القادمة لـ«فوزي موزي وتوتي» والتي تمتد من 4 إلى 8 أبريل المقبل، بأنها «مجرد بداية» لشركته الجديدة Nano Productions، التي سيعمل من خلالها على تقديم أعمال فنية تستهدف أبناء الجالية العربية، صغاراً وكباراً، سواء عبر المسرح أو الكوميديا أو الموسيقى أو التراث الشعبي.
كذلك يعمل شعلان على التواصل مع العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتعريفهم على ما تقدمه الفرقة وعروضها المقررة في الولايات الأربع، واصفاً الفرقة بأنها صلة وصل تربوية بين الأهل والأطفال «لأن عروضها تثير اهتمام وبهجة البالغين مثل الأطفال وأكثر».
من حيفا إلى العالمية
تأسست الفرقة على يد فوزي سعيد (فوزي موزي)، حيث كان يقدم عروضاً فردية في حفلات عيد الميلاد وفي المدارس قبل أن تنضم إليه شقيقتاه سماهر بشخصية «توتي» (الفراولة)، ومجدليون بشخصية «المندلينا» (البرتقالة)، إضافة إلى شخصية «التيتا فوزية» (رنين اسكندر) و«عامل النظافة» (أسامة مصري) وآخرين، ليقدموا معاً عروضاً مسرحية غنائية باللغة العربية تهدف لتربية الأطفال وتهذيب الأخلاق والتشجيع على الاكتشاف والتعلم.
غير أن انطلاقة الفرقة الحقيقية من الأحياء العربية في مدينة حيفا إلى الشهرة العالمية، كانت مع إطلاق قناة Fozi Mozi على «يوتيوب» في خريف 2009، حيث نمت شعبية القناة خلال العقد الماضي حتى باتت تعتبر اليوم بين الأكثر مشاهدة بين قنوات الأطفال العربية على «يوتيوب» بأكثر من خمسة ملايين مشترك وأكثر من مليون متابع يومياً، فيما بلغ العدد الإجمالي لمشاهدات برامج القناة أكثر من 4.4 مليار، عدا عن القنوات المدبلجة للإنكليزية والروسية والتركية والإسبانية، والتي تستقطب أيضاً ملايين المشاهدات.
ويعتبر السلوك العفوي والمرح للشخصيات الرئيسية إلى جانب اللباس المميز والأنغام الطفولية السهلة من أبرز عوامل نجاح الفرقة، التي تعمل تحت شعار: «الترفيه وسيلة فضلى للتعليم» فيما تقوم استراتيجية المحتوى على تقديم برامج ترفيهية تعليمية عالية الجودة، مع المحافظة على الثقافة العربية والتراث العربي.
وتحت عناوين متعددة –كالعلاقات مع الأهل، الرفق بالحيوان، القراءة والقصص، التغذية السليمة، نظافة جسم الإنسان، المغامرات والتعلم من الأخطاء، وحماية البيئة وغيرها– تتنوع المواد التثقيفية الموجهة للأطفال بتنوع الأغاني والأنغام الناجحة مثل «بابا جبلي كلب» و«البطة البطبوطة» وغيرها من تأليف الفنان أسامة مصري.
وتتنقل عروض الفرقة من فلسطين إلى الأردن والعراق والإمارات وصولاً إلى النمسا والسويد وبلدان أوروبية أخرى، في حين ستكون جولة «فوزي موزي وتوتي» الأولى من نوعها في الولايات المتحدة بمبادرة من «نانو برودكشنز»، والدكتور شعلان الذي يدعو أبناء الجالية إلى التعرف على الفرقة عن كثب، مؤكداً أن «هذه العروض تشكل فرصة رائعة لأطفالكم لمشاهدة أشهر فرقة للأطفال في الوطن العربي».
تقام مسرحية «فوزي موزي وتوتي» في ديربورن عند الساعة السابعة من مساء 5 نيسان (أبريل) القادم، على مسرح فورد للفنون، وهي المحطة الثانية للجولة التي ستنطلق في هيوستن وتختتم في الثامن من أبريل بمدينة أنانديل حيث تتركز الجالية العربية في ضواحي العاصمة واشنطن، في حين تقام حفلة باترسون في السادس منه.
للحجز في ديربورن، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: Dearborntheater.com
أو الاتصال على 313.943.2354
Leave a Reply