حسن عباس – «صدى الوطن»
في مهرجان خطابي حاشد شارك فيه سياسيون بارزون في الحزب الديمقراطي وممثلو العديد من المنظمات والمؤسسات غير الربحية المحلية، أطلق رئيس بلدية ديترويت مايك داغن الاثنين الماضي، حملة لتشجيع سكان المدينة على المشاركة في التعداد الوطني لعام 2020، بعدما سجلت ديترويت في تعداد 2010 أدنى نسبة مشاركة بين المدن الأميركية الكبرى.
وأقيم التجمع في مقر منظمة «فوكس هوب» بمشاركة عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور الديمقراطي غاري بيترز، وعضو مجلس النواب الأميركي عن ديترويت رشيدة طليب، إلى جانب حشد من المسؤولين والناشطين وممثلي نحو 100 مؤسسة محلية انضمت إلى الحملة الهادفة إلى جمع ثلاثة ملايين دولار من أجل زيادة نسبة المشاركة في ديترويت لتصل إلى 70 بالمئة أو أكثر.
وقال داغن في كلمته إن كل شخص لا يتم إحصاؤه في ديترويت يعني فقدان المدينة لحوالي 1800 دولار سنوياً من الأموال الفدرالية المخصصة لمختلف البرامج الحكومية مثل المدارس وإصلاح الطرق والرعاية الصحية وغيرها.
وتعتمد الحكومة الأميركية على بيانات التعداد السكاني الذي يجرى كل 10 سنوات، لتحديد مخصصات الولايات والمدن من الأموال الفدرالية، إلى جانب تحديد نصيب كل ولاية من مقاعد الكونغرس والمجمع الانتخابي للرئاسة الأميركية. إضافة إلى ترسيم الدوائر الانتخابية المحلية.
وقد انضمت إلى الحملة التعبوية، عشرات المنظمات غير الربحية والكنائس والشركات إضافة إلى منطقة ديترويت التعليمية، للمساعدة في زيادة نسبة مشاركة سكان المدينة في إحصاء 2020 الذي سيقام مطلع نيسان (أبريل) العام القادم، علماً أن نسبة المشاركة في إحصاء 2010، لم تتجاوز 64 بالمئة في ديترويت.
ويتميز إحصاء 2020 كذلك، بالاعتماد لأول مرة على الردود عبر الإنترنت، وهي خطوة يخشى البعض أن تشكل عقبة أخرى أمام بعض السكان فيما يرى آخرون أنها تشجيعية لجيل الشباب.
وتخللت إطلاق الحملة مشاركات خطابية وإلقاء قصائد ومواعظ لرجال دين محليين حثوا السكان على ملء استبيانات الإحصاء الوطني.
وأشار السناتور بيترز وعدد من المتحدثين إلى أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب وضعت مزيداً من العراقيل التي تحول دون احتساب جميع السكان في مدن محسوبة على الديمقراطيين مثل ديترويت.
وأوضح قائلاً «هناك البعض في واشنطن لا يرغب بإحصاء الجميع، وسوف يفعل هؤلاء كل ما بوسعهم لكي لا يتم إحصاء البعض. ولقد تصدينا لهؤلاء وأعلمناهم بأنه لا يمكنهم إضافة أسئلة إلى الإحصاء تجعل الناس أقل رغبة بالاستجابة».
وقالت النائبة طليب إن «السناتور بيترز محق، إنه (ترامب) لا يريد إحصاءنا»، وأضافت «في 2010 كان هناك 540 مكتباً إقليمياً للتعداد الوطني. أما في 2020 فسيكون هنالك 248 مكتباً فقط»، داعية سكان ديترويت إلى المشاركة بكثافة في التعداد «للتغلب على الكراهية والسياسات غير الأميركية التي لا تريد احتسابنا»، لافتة إلى أنه تاريخياً يقلل الإحصاء الوطني من الأحجام الحقيقية للأقليات والملونين والفقراء.
وقالت طليب لـ«صدى الوطن» إنها ستقوم بكل ما هو ممكن لمنع إدراج سؤال الجنسية في تعداد 2020.
وإضافة إلى الأفراد الذين سيوظفهم مكتب الإحصاء الوطني، كشف داغن أن البلدية ستقوم أيضاً –بالتعاون مع منظمات غير ربحية وشركاء محليين– بتوظيف نحو ألفي شخص لمساعدة سكان ديترويت على ملء استبيان التعداد الوطني، وإجراء تعدادٍ موازٍ تحسباً «لإدارة ترامب في حال لم تكن شاملة كما نودها أن تكون».
سؤال الجنسية
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكماً بنهاية شهر حزيران (يونيو) القادم حول دستورية قرار وزير التجارة ويلبر روس بإضافة سؤال حول الجنسية الأميركية إلى استبيان التعداد الوطني.
ويرى معارضو الخطوة أنها ستثني مجتمعات المهاجرين عن المشاركة في الإحصاء. إلا أن الرئيس دونالد ترامب غرد عبر «تويتر» الاثنين الماضي، قائلاً إن إحصاء 2020 سيكون «بلا معنى» دون إضافة سؤال المواطنة إلى الاستبيان.
وكتب متسائلاً: «هل بإمكانكم أن تصدقوا أن الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين يريدوننا أن نجري التعداد الجديد والهام للغاية من دون سؤال الجنسية الأهم»، وتابع: «سيكون التعداد بلا معنى وإهداراً لمليارات الدولارات التي سننفقها لإنجازه!»، في إشارة إلى دور التعداد في ترسيم الدوائر والحصص الانتخابية للولايات، في حين أن المهاجرين غير المواطنين، لا يحق لهم التصويت في الانتخابات.
وفي تصريح لـ«صدى الوطن»، أكد دييغو بونيساتي، مدير الخدمات القانونية في مؤسسة «ميشيغن يونايتد» غير الربحية على سرية التعداد الوطني. وقال «إن الأشخاص القلقين بشأن «آيس» أو غيرهم من سلطات إنفاذ القانون عليهم أن يكونوا مطمئنين»، مؤكداً أنه لا لأحد الحصول على معلومات فردية محددة من الإحصاء إلا بعد مرور 72 عاماً».
وأفادت جوان غوستافسون، مسؤولة الشؤون الخارجية في جمعية المنظمات غير الربحية في ميشيغن (MNA)، عن تكثيف جهود التعبئة على مستوى الولاية لحث السكان على المشاركة في التعداد القادم. وأضافت في تصريح لـ«صدى الوطن»: «لقد تدخلنا في وقت مبكر جداً لتفعيل المنظمات غير الربحية ومساعدة الولاية للحصول على تعداد كامل»، مشيرة إلى أن 13 منظمة غير ربحية كبرى ستقوم بتطوير حملات مماثلة على المستوى المحلي في أماكن تواجدها بأنحاء متفرقة من الولاية.
Leave a Reply