الحانتان قصدهما السائق المخمور قبل تسببه بالحادث المروّع
لكسينغتون
رفع أقارب أسرة عربية أميركية قضت بأكملها في حادث سير مروع، دعوى قضائية –الأسبوع الماضي– ضد حانتين بولاية كنتاكي لإسرافهما في تقديم المسكرات للسائق الذي تسبب بالحادث الأليم مطلع العام الجاري.
وطالبت الدعوى الحانتين، وكذلك ورثة السائق الذي قضى بدوره في الحادث، بتعويضات مالية لم يكشف عن قيمتها، لتخصيص جزء منها في تمويل صندوق خيري أنشئ باسم العائلة اللبنانية الأصل، لتقديم خدمات صحية وتعليمية للفقراء والمهمشين.
دعوى «القتل غير المقصود»، رفعها أقارب عائلة عباس أمام محكمة مقاطعة فاييت في مدينة لكسينغتون بولاية كنتاكي، ضد بار «هورس شوز غريل آند صالون» في لكسينغتون، وبار «روسترز وينغز» في ضاحية جورجتاون.
وشملت الدعوى، الادعاء ضد ورثة السائق جوي لي بايلي، الذي بينت التحقيقات أن مستوى الكحول في دمه بلغ 0.306 عند وقوع الحادث المميت، وهو يمثل أربعة أضعاف الحد المسموح به قانونياً بولاية كنتاكي (0.08).
وكانت أسرة المحامي عصام عباس في طريق العودة إلى منزلها في مدينة نورثفيل بولاية ميشيغن، بعد قضاء عطلة نهاية السنة في ولاية فلوريدا، عندما اصطدمت سيارتهم وجهاً لوجه بسيارة دفع رباعي كانت منطلقة بسرعة جنونية –عكس اتجاه السير– على الطريق السريع «75».
ونجم عن التصادم المروع اشتعال النيران بالسيارتين ومصرع كل من بداخلهما، وهم: المحامي عصام عباس (42 عاماً) وزوجته الدكتورة ريما (38 عاماً) وأطفالهما الثلاثة: علي (14 عاماً) وإيزابيل (13 عاماً) وجيزيل (7 أعوام)، إضافة إلى بايلي (41 عاماً) الذي تم تحميله مسؤولية الحادث المروع، وفقاً لتحقيقات مقاطعة فاييت.
وتنص الدعوى على أن الحانتين استمرتا في تقديم المشروبات الكحولية لبايلي بالرغم من ظهور علامات واضحة على سكره المفرط.
ووفقاً لتقرير الشرطة، فقد احتسى بايلي ما لا يقل عن 22 أونصة من البيرة وثلاثة أقداح مضاعفة (دبل) من الفودكا في بار «روسترز وينغز»، ثم قاد سيارته إلى بار «هورس شوز» حيث شرب زجاجة واحدة من البيرة، وأربعة أقداح مضاعفة من الفودكا، على الأقل. ومن بعدها قاد السائق الثمل سيارته عكس السير على الطريق السريع «75»، بسرعة جنونية، ولمدة 6 أميال، قبل أن يصطدم بسيارة العائلة اللبنانية المتحدرة من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر السادس من كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأشار غريغ بوبالو، محامي عائلة عباس، إلى أن الحادث المميت هو الثاني من نوعه بسبب الإفراط في تناول الكحول في حانة «هورس شوز».
وقال: «إن الحزن والكوابيس الناجمة عن ذلك الحادث لن تختفي أبداً من نفوس أقارب الضحايا وأصدقائهم». وأضاف: «من خلال رفع الدعوى، فإن أقارب عائلة عباس يأملون في محاسبة المسؤولين، وضمان أن هذا النوع من المآسي لن يصيب عائلة أخرى».
وفي تصريح لصحيفة «ديترويت نيوز»، قال آندي مايوراس، وهو أحد محامي أقارب عائلة عباس، إن موكليه «شعروا بأن الطريقة الوحيدة لاتخاذ إجراء ضد الحادث، هي رفع دعوى قضائية بالقتل الخطأ، لافتاً إلى أن «الأمر بالنسبة لهم، لا يتعلق بالمال، وإنما هم يفعلون كل ما بوسعهم قانونياً لمنع تكرار تلك المأساة مع عائلات أخرى».
وأضاف: «ليست لديهم القدرة القانونية لمنع الحانات من الانخراط في هذا النوع من السلوكيات (الإسراف في خدمة الزبائن)» مؤكداً أن فريق المحامين سيبذل كل جهد ممكن لمكافحة القيادة تحت تأثير الكحول بولاية كنتاكي».
وبعد بضعة أيام فقط من رفع الدعوى القضائية، اعترفت إدارة بار «هورس شوز» بتهمة الإسراف في تقديم الكحول لبايلي، ووافقت على تسوية مع مكتب السيطرة على الكحول في بلدية لكسينغتون بدفع غرامة مالية بقيمة عشرة آلاف دولار وتعليق خدمة الكحول خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 26 أيار (مايو) المقبل، وفق بيان أصدرته شرطة المدينة الثلاثاء الماضي.
Leave a Reply