بيرنسفيل – بالتزامن مع زيارة الرئيس دونالد ترامب لولاية مينيسوتا الاثنين الماضي، نظم أنصار عضو مجلس النواب الأميركي إلهان عمر، تظاهرة احتجاجية ضد تصريحات الرئيس التي وصفت بالتحريضية ضد المشرعة المسلمة التي تعرضت خلال الأيام الماضية إلى سلسلة تهديدات بالقتل.
ودعا بعض أنصار النائبة الذين تجمعوا أمام شركة في مدينة بيرنسفيل، الزعماء الديمقراطيين في واشنطن إلى اتخاذ موقف داعم لها.
وقال عبدالله فرح –وهو أميركي من أصل صومالي شارك في التجمع الذي دعت إليه منظمة «كير»– «بعض كلام إلهان انتزع من سياقه. أعلم أنها تلتزم بالدستور. ربما يكون لها بعض الآراء، لكن ينبغي ألا يجعلها هذا عرضة للهجوم».
وانتخبت إلهان لعضوية مجلس النواب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كأول مشرعة مسلمة في الكونغرس إلى جانب النائبة الفلسطينية الأصل عن ديترويت، رشيدة طليب.
وفي وقت سابق يوم الاثنين المنصرم، انتقد ترامب على «تويتر» إلهان عمر ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لدفاعها عنها بعدما نشر يوم الجمعة الماضية لقطات مصورة تلمح إلى أن إلهان لا تكترث بهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
ويعرض الفيديو لقطات إخبارية للهجمات مصحوبة بمقتطف من حديث لإلهان عمر، الشهر الماضي قالت فيه «بعض الناس فعلوا شيئاً ما» في إشارة إلى الهجمات.
وقال ترامب على تويتر «قبل أن تقرر نانسي، التي فقدت تماماً السيطرة على الكونغرس ولا تُنجز أي شيء، الدفاع عن زعيمتها النائبة إلهان عمر، ينبغي لها أن تنظر إلى التصريحات المعادية للسامية والمناهضة لإسرائيل والجاحدة والكارهة للولايات المتحدة التي أدلت بها». وأضاف «إنها خارج السيطرة، باستثناء سيطرتها على نانسي»، في إشارة إلى صعود التيار اليساري في الحزب الديمقراطي.
ومن جانبها، طلبت بيلوسي من رئيس قسم الأمن في الكونغرس تعزيز الحماية الأمنية للنائبة عمر وأفراد عائلتها وموظفي مكتبها، كما حذرت من أن «خطابات ترامب المليئة بالكراهية والتحريض تنشئ مناخاً خطيراً» داعية الرئيس لحذف تغريدته «التحريضية».
أما النائبة عمر فردّت على انتقادات الرئيس الأميركي بحقها، بأنها لن تصمت.
وحول تزايد وتيرة التهديد بالقتل التي تتلقاها، أشارت عمر إلى أن خطاب العنف الذي ينتهجه ترامب وكل أشكال خطاب الكراهية ليس لهما مكان في المجتمع، لافتة إلى أن نسبة جرائم الكراهية في المقاطعات التي استضافت ترامب خلال حملته الانتخابية ارتفعت بشكل كبير.
وتابعت عمر في بيان عبر حسابها على تويتر الاثنين الفائت: «تعرضت لعدد متزايد من التهديدات المباشرة لحياتي منذ تغريدة الرئيس يوم الجمعة».
وأضافت: «جرائم العنف وغيرها من أعمال الكراهية من جانب المتطرفين اليمينيين والقوميين البيض في ازدياد بهذا البلد وفي جميع أنحاء العالم». وأردفت: «لم يعد بإمكاننا تجاهل التشجيع الذي يتلقاه هؤلاء من جانب من يشغلون المنصب الأعلى في البلاد».
ويستهدف ترامب ومنظمات اللوبي الإسرائيلية في أميركا، وعلى رأسها لجنة العلاقات العامة الأميركية–الإسرائيلية (آيباك)، النائبة عمر، منذ أن انتقدت دور اللجنة في التأثير على سياسات الإدارة في واشنطن.
وتتهم هذه الجهات، النائبة بمعاداة السامية، الأمر الذي تنفيه عمر بشدة.
وخالف العديد من الزعماء والنشطاء والجماعات الدينية بما فيها اليهودية والمسيحية، ترامب و«آيباك» الرأي، ويعتبرون حملات التشويه التي تستهدفها، عملية ممنهجة لإسكات الأصوات الناقدة لإسرائيل وسياسات ترامب المثيرة للجدل.
من جانبها، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إلى أن ترامب لم يقصد أيّة إساءة أو تحريض على العنف عندما انتقد عبر تويتر تعليقات عضو الكونغرس. وفي حديث إلى محطة «أي بي سي نيوز» التلفزيونيّة قالت إنه كان على الرئيس مخاطبة عضو الكونغرس بسبب تاريخ من تعليقاتها المعادية للساميّة وليس لمرة واحدة فحسب.
Leave a Reply