«من بيع الكشّة إلى النبوءة: كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل»
عباس الحاج أحمد – «صدى الوطن»
استضافت القنصلية اللبنانية العامة في ديترويت يوم الجمعة 12 نيسان (أبريل) الجاري، معرضاً خاصاً بالصحافة المهجرية والرابطة القلمية تحت عنوان: «من بيع الكشّة إلى النبوءة، كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل»، من تنظيم الصحافية في الأمم المتحدة سمر نادر بالتعاون مع جامعتي «الروح القدس–الكسليك» و«سيدة اللويزة» اللبنانيتين.
وأقيم المعرض في مقر القنصلية اللبنانية بمدينة ساوثفيلد بحضور حشد من فعاليات الجالية، في سياق إعلان مجلس ميشيغن التشريعي شهر أبريل شهراً للاحتفال بالتراث العربي الأميركي اعترافاً بالإسهامات الكبيرة التي يقدمها العرب الأميركيون في مجتمعاتهم المحلية.
افتتحت المعرض الذي تضمن وثائق وصوراً لصحف قديمة يعود إصدارها الى أكثر من قرن، القنصل العام سوزان موزي ياسين في كلمة تناولت فيها دور المهاجرين الأوائل وإبداعاتهم التي خلقت «جسراً ما بين الشرق والغرب». وأضافت «المهاجرين الأوائل كان أكثرهم من لبنان وسوريا وفلسطين وقد هاجروا بحثاً عن فرص أفضل للحياة… أكثرهم كانوا بائعين متجولين ومنهم من عمل بمجال الزراعة والصناعة، ومنهم من ساعد ببناء الثقافة من خلال الكتابة فساهموا بالحفاظ على اللغة والهوية العربية».
وأضاءت موزي ياسين على «الرابطة القلمية» والمجتمع الأدبي العربي في المهجر الأميركي، قائلة «قبل العام 1980 تم نشر 135 صحيفة عربية. الأولى كان اسمها «كوكب أميركا» وتم إصدارها عام 1892، وأولى المجلات كان اسمها «الفنون» (1913) ونشرها نسيب عريضة، فيما شكل عبد المسيح حداد نقطة جذب لمجموعة من الكتاب فولدت الرابطة القلمية».
وحول تأثير الصحافة المهجرية على الصحافة في الوطن العربي قالت: «نلحظ أن الحركة المهجرية الصحفية، ابتكرت تقنيات جديدة بكتابة ونقل الاخبار أثرت بتقنيات الصحافة الأم في بلادنا العربية». وتوجهت إلى الحضور بالقول: «افتخروا بكونكم حاملي رسالة على طريقة الأنبياء وبرؤية جبران خليل جبران… وأنا بنفسي افتخر بحمل هذه الرسالة الإنسانية».
وفي كلمتها تحدثت الصحافية سمر نادر عن المعرض وأعمالها الخاصة بأرشفة تاريخ الصحافة والأدب المهجري بالتعاون مع جامعتي «الروح القدس» و«سيدة اللويزة» حيث افتتح في العام 2005، «متحف لبنان والهجرة»، ويجري منذ ذلك الحين بناء أرشيف مختص بالهجرة اللبنانية يتضمّن كل المواد الثقافية التي توثق تاريخها مثل الطقوس والقصص الشعبية والموسيقى واللغة والرسم والنحت ومنمنمات الديكور وصولاً إلى أبسط الأشياء المستعملة في منازل المغتربين.
أما «مركز فينيكس للدراسات اللبنانية» في «جامعة الروح القدس» فيضمّ العديد من اللوحات التي رسمها المهاجرون اللبنانيون، ويسعى إلى التواصل معهم والحصول على مواد تؤرخ لرحلتهم من لبنان إلى أقصى العالم.
تحدث في افتتاح المعرض أيضاً ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، مشيراً إلى تأثير الصحيفة واحتضانها لقضايا العرب الأميركيين وحفاظها على الهوية العربية. وأكد السبلاني على أن «صدى الوطن» تواصل لعب دور الجسر الرابط ما بين الوطن الأم والاغتراب خاصة وأنها تواظب منذ 35 سنة على الصدور أسبوعياً باللغتين العربية والإنكليزية.
واختتم الكلمات مدير الأبحاث والمحتويات في «المتحف العربي الأميركي الوطني» في ديربورن، البروفسور ماتيو ستيفلر، متحدثاً عن تجربة المتحف ككيان مكرس للتاريخ والثقافة العربية، وتطرق إلى تاريخ الهجرة اللبنانية إلى الولايات المتحدة ذاكراً معروضات المتحف الخاصة بهذا الشان.
وتجول الحضور في أرجاء المعرض على أنغام عازف العود الفنان زياد نصر الذي قدم مقطوعات باسم «فيروزيات».
وتضمّن المعرض، الذي أقيم للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وثائق جُمعت خلال السنوات الثماني الماضية، تمحورت حول الصحافة المهجرية اللبنانية والعربية، بالإضافة إلى صور لصحف صادرة منذ أكثر من قرن، وأخرى لأعضاء «الرابطة القلمية» التي تأسّست في نيويورك عام 1920، بينهم جبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وعبد المسيح حداد، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي وآخرون.
كذلك تضمن المعرض معلومات عن الجرائد والمجلات التي نشرها أعضاء الرابطة والتي تشمل: مجلة «الفنون» وتعنى بالأدب وناشرها نسيب عريضة، جريدة «السائح» وتعنى بشؤون المهاجرين وناشرها عبد المسيح حداد و مجلة «السمير» وناشرها إيليا أبو ماضي والتي كانت تعنى بشؤون العرب في أميركا قبل أن تتوقف عن الصدور عام 1957.
وعُرضت أيضاً صورة الطبيب نجيب عربيلي، الدمشقي الأصل، ناشر «كوكب أميركا»، أول صحيفة عربية في أميركا عام 1893، بالإضافة لأول كتاب عربي صدر في القارة الأميركية عام 1906 بعنوان «بديعة وفؤاد» للكاتبة عفيفة كرم (1924–1883)، وهو رواية تتناول العادات والتقاليد الاجتماعية التي سيطرت في أوائل القرن العشرين والحرية والجهل والعلم، والتفاوت في النظرة إلى الإنسان بين المجتمعين العربي والغربي.
Leave a Reply