عباس الحاج أحمد – «صدى الوطن»
على الرغم من غياب دعم الدولة اللبنانية للمواهب التكنولوجية الناشئة، سجل لبنان حضوراً لافتاً في بطولة FIRST العالمية لمنافسات الروبوت، التي أقيمت على مدى أربعة أيام في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، بين 17 و20 نيسان (أبريل) الجاري.
فريق الروبوت اللبناني فاز بجائزة المركز الأول عن فئة عرض البحث العلمي FLL ضمن بطولة الروبوتات المنظمة من قبل مؤسسة FIRST في مدينة هيوستن بولاية تكساس.
تألف الفريق اللبناني المشارك في البطولة، من 34 فرداً مثلوا «مؤسسات أمل التربوية»، 20 من «ثانوية الشهيد حسن قصير» و14 من «ثانوية الشهيد بلال فحص». وقد أظهر الفريق اللبناني الذي حمل اسم «تيك تاك توك» قدرة تنافسية عالية بين الفرق الـ108 المشاركة في بطولة FIRST وهي اختصار «للإلهام والاعتراف بالعلم والتكنولوجيا» بالإنكليزية.
وتنافست الفرق القادمة من مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم في عدة فئات بحسب المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وقد شارك الفريق اللبناني في منافسات فئتي FTC وFLL اللتين تتطلبان تصميم وإنشاء وبرمجة روبوتات للتنافس مع الفرق الأخرى على حلبة مشتركة.
فيما يخص الروبوت بحد ذاته، تتنافس الفرق على ذات التجهيزات مما يمنح كافة المشاركين حظوظاً متساوية للفوز.
طريق التميّز
أستاذة الفيزياء في «ثانوية بلال فحص» زينب عطوي مغربل، التي رافقت البعثة الطلابية اللبنانية في ولاية تكساس، أوضحت لـ«صدى الوطن» بأن «مؤسسات أمل» بدأت في تعليم علم الروبوت منذ حوالي 10 سنوات حيث كان المدرب محمد بيروتي من الأوائل الذين أدخلوا علوم الروبوت إلى لبنان وأصبح اليوم حكماً دولياً لعلوم الروبوت، أما «ثانوية بلال فحص» فبدأت بتعليم الروبوت منذ سنتين.
ولدى سؤالها عن أهمية علم الروبوت والذكاء الاصطناعي للأجيال أجابت: «تبرز أهمية تعليم الروبوت على الصعيد الفردي في اكتساب مهارات التصميم والبرمجة والبحث العلمي، وعلى صعيد العمل الجماعي وتطوير مهارات التواصل ومواجهة الجمهور والعمل الجماعي والاحترافية، هنا يتضح أن العمل كنادي روبوت يكون ضمن منهج مدروس ومتقن لما فيه من صقل شخصية المتدرب حتى يصبح قادراً على استكمال مشواره العلمي بثقة وتميز».
أما فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه المعلم صاحب الرؤية التكنولوجية الحديثة في لبنان، أوضحت عطوي: «لا يُخفى على أحد أنه في بلد يعاني من أزمات اقتصادية أولاً، وغياب التخطيط ثانياً، من أول المعوقات هي المعوقات المادية، حيث يقع على عاتق مؤسساتنا تجهيز الفرق في الوقت الذي يجب على الدولة تخصيص ميزانية لتمويل أندية الروبوت والبعثات المسافرة لتمثيل لبنان، هنا تجدر الإشارة إلى الدور الذي لعبه رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وعقيلته في دعم النادي.
وفيما خص التعليم التلقيني المستشري في بلداننا الأم أضافت: «أما ثاني المعوقات فهو عدم الاستعداد للخروج من دائرة التعليم التلقيني التي تستحوذ على المناهج، حيث أن تعليم الروبوت يُعد تغييراً في أسلوب حياة الفرد وليس مجرد تكنولوجيا حديثة».
وعن المقومات التي دعمت تميزهم بالرغم من التنافس مع فرق قادمة من دول متطورة تكنولوجياً، أكدت معلمة الفيزياء إيمانها بأن بناء الإنسان المُبدع يتطلب كسر كافة الحواجز المحيطة به، «ومن هنا رسالتي ليس فقط لطلابي وطلاب لبنان بل لكل من يفكر بأنه أقل شأناً ولا يستطيع فعل شيئ: أطلق العنان للمارد المسجون في داخلك».
وأشارت عطوي إلى أنه مع انطلاق بطولة هيوستن، كان أعضاء الفريق اللبناني يرون نفسهم بعيدين عن دائرة المنافسة «مبهورين بقدرات الآخرين وتطورهم، ولكن بعد المشاركة في البطولة والاحتكاك بفرق من جنسيات مختلفة تبين لهم أنهم لا يقلون شأناً عنهم سواءً بالتفكير أو الذكاء أو القدرة على التواصل، مما زاد من ثقتهم بأنفسهم وعملهم»، لافتة إلى الحماس الشديد الذي أبداه أعضاء الفريق الذين رفعوا الأعلام اللبنانية ولاقوا استحسان الحكام والجمهور.
وزار الوفد اللبناني في رحلته الأميركية مصانع شركة ARC في تكساس والتي تعتمد في مجال عملها على الروبوت وقد تعرف التلاميذ على طرق جديدة ومهمات عديدة لها.
يشار إلى أن FIRST أطلقت الأربعاء الماضي، بطولتها السنوية في ديترويت، للعام الثاني على التوالي، وتستمر المنافسات حتى يوم السبت 27 من الشهر الجاري بمشاركة فرق من 37 دولة و25 ولاية أميركية في «مركز كوبو» للمعارض وملعب «فورد فيلد» في وسط ديترويت.
Leave a Reply