للسنة الثانية على التوالي
ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
يحتفل المسلمون حول العالم بقدوم شهر رمضان الكريم، وتتنوع احتفالاتهم بالشهر الفضيل من بلد إلى آخر، فيما يبقى القاسم المشترك للأجواء الرمضانية طابعها الاجتماعي الآسر الذي يجتذب الأفراد والعائلات للتمتع بمختلف الطقوس المبهجة والمسامرات وتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والخلان.
وتفتقد العائلات المسلمة في المهاجر الغربية إلى الأجواء الروحانية والاجتماعية التي يضفيها الشهر المبارك، ولتدارك الأمر يسعى الكثير من المهاجرين المسلمين إلى استعادة تلك الأجواء في البلدان التي يقيمون فيها، من خلال الأفراد أو المنظمات التي تحاول خلق بيئة تجمع المغتربين وتزيل التحديات التي يفرضها طابع الحياة الغربية.
في هذا السياق، بادر العربي الأميركي حسن شامي، العام الماضي إلى إطلاق مشروع رمضاني مميز في مدينة ديربورن هايتس بإقامة خيم لتقديم وجبات السحور، وهو بصدد إعادة الكرة هذا العام من خلال تنظيم «مهرجان السحور الرمضاني» في «مركز هايب الرياضي» حيث من المتوقع مشاركة ما لا يقل عن 25 بائعاً سيقدمون مختلف أنواع المأكولات والمشروبات خلال عطلة نهاية الأسبوع طوال الشهر الكريم، بدءاً من الأطباق الشرق أوسطية وصولاً إلى الأطباق الأميركية التقليدية.
شامي، وهو شريك في ملكية صيدلية «هيلث برو» بمدينة ديربورن هايتس، أشار إلى أهمية استقطاب المستثمرين المحليين من أجل دعم الحركة التجارية في المدينة، وقال: «كصاحب عمل تجاري، أعتقد أنه من المهم جذب الأعمال إلى مجتمعنا، الأمر لا يتعلق بالمنافسة، بقدر ما يتعلق بالعمل والتضامن مع بعضنا البعض».
وقال شامي إن ما دفعه لتنظيم المهرجان للسنة الثانية على التوالي هو رغبته بإبعاد المراهقين والشباب عن متاهات الشوارع ليلاً خلال الشهر الفضيل، لافتاً إلى انتشار العديد من المطاعم المتنقلة –خلال السنوات السابقة– في محطات الوقود ومواقف السيارات على شارعي وورن وفورد، وقال: «كنت أرى الكثير من الأطفال والشبان وهم يقطعون الشوارع هنا وهناك، وفكرت لماذا لا نأتي بالجميع إلى مكان آمن واحد»، متابعاً «سيكون لدينا موظفون محترفون لمساعدة الناس على الدخول بسياراتهم إلى المكان، وكذلك عندما يغادرونه».
وأضاف: «لدينا أيضاً عقد مع شرطة ديربورن هايتس لضمان أمن وسلامة جميع المتواجدين»، لافتاً إلى أنه لن يتم خلال المهرجان تقديم الكحول أو إذاعة الموسيقى احتراماً للشهر الفضيل، ولخلق بيئة هادثة وصديقة للعائلات.
وأكد: «بالرغم من أن هذه الفعالية هي مهرجان للسحور الرمضاني، إلا أنها متاحة للجميع، وإنني أدعو كامل أفراد المجتمع لزيارة المهرجان للاحتفال بالتنوع الديني في المدينة».
وأضاف: «إنه من المهم بالنسبة لي أن تتعارف المجتمعات وأن نبني جسوراً بين بعضنا البعض للاحتفاء بالتنوع والوحدة».
وتابع: «المهرجان سيكون مساحة اجتماعية لخدمة التنوع وتعزيزه، تعالوا واحتفلوا وتذوقوا الأطعمة مع جيرانكم.. أعتقد أن مدينة ديربورن هايتس يمكن أن تكون مثالاً يحتذى في هذا المجال».
وأكد شامي على أهمية أن يستثمر الناس الأموال التي يجنونها، في مدينتهم، وقال: «باعة المأكولات من الشباب يتكاثرون، وأريد أن أنشئ لهم ثقافة تكافلية تساعدهم على كيفية إدارة أعمالهم بدل التنافس بين بعضهم البعض».
وأشار إلى أن العقود مع أصحاب الأعمال الغذائية المشاركة تشترط عليهم عدم بيع الأطعمة نفسها، وأضاف: «نريد تنوعاً في الخدمات لكي نستقطب أكبر عدد ممكن من الناس، ولهذا لن تقتصر الأطعمة على الأطباق الشرق أوسطية، وسوف تشمل العديد من الأطباق الأخرى»، لافتاً إلى أن جميع المتعاقدين سيكونون من سكان ديربورن وديربورن هايتس وأصحاب الأعمال التجارية فيهما.
وقال: «من المهم بالنسبة لي أن نستغل هذه الفرصة ونشجع بعضنا البعض، لا أريد للمهرجان أن يكون ساحة منافسة، بل أتمنى على الباعة أن يتعرفوا على بعضهم البعض وأن يعقدوا الصداقات فيما بينهم»، مؤكداً على أن معظم عائدات المهرجان سيتم التبرع بها لمؤسسات خيرية.
من جانبه، أشار عضو المجلس البلدي بديربورن هايتس دايف عبدالله، إلى أن منظم المهرجان قصد البلدية وتحدث مع المسؤولين في دوائر الشرطة والإطفاء والترفيه، مضيفاً: «أعتقد أن المهرجان سيكون رائعاً بالنسبة لسكان المدينة خلال شهر رمضان، ليس فقط من أجل تذوق الأطعمة الشهية، وإنما أيضاً من أجل التلاقي والسهر والتسامر».
وتابع: «إنه لأمر تقليدي في الشرق الأوسط أن يخرج الناس ويتسامرون ويلتقون على مآدب الإفطار والسحور خلال شهر رمضان، وهذا الشيء نفتقده في الولايات المتحدة، لكن هذا العام سيكون مختلفاً»، مؤكداً «نحاول أن نكون مجتمعاً أكثر تنوعاً، نحن منفتحون على جميع الثقافات ونحاول احتضان العرب الأميركيين في ديربورن هايتس، كما نحاول خلق الوئام بين سكان المدينة والوافدين إليها».
وأعرب عبد الله عن سعادته للمشاركة في تنسيق الفعالية، وقال: «أعتقد أنه (المهرجان) سيكون حدثاً رائعاً للمدينة، لقد كان لي شرف المساعدة على تنظيمه».
من جانبها، وصفت عضو المجلس البلدي ليزا هيكس–كلايتون، المهرجان بأنه «أمر عظيم بالنسبة للمدينة»، وقالت: «الجميع مدعوون للحضور.. سيكون هنالك ما يزيد عن 20 مكاناً لبيع الأطعمة إضافة إلى توفير خدمات أخرى».
وأضافت: «لقد أثار حماسي، أن المهرجان سيضم أيضاً ركناً لتسجيل الناخبين، أعتقد بأن هذه الفعالية ستجتذب الناس إلى مجتمعنا وهذا أمر حيوي.. لدعم وتطوير مدينتنا وتعزيز التنوع فيها».
سيقام المهرجان في «مركز هايب الرياضي»، على العنوان: 23302 وست وورن أفنيو. وسوف يستقبل الزوار مجاناً من منتصف الليل حتى الساعة الرابعة فجراً، يومي الجمعة والسبت طوال الشهر الكريم.
Leave a Reply