واشنطن – كشف مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الأربعاء الماضي، عن تحقيقات جارية حول 850 إرهابياً محتملاً في الداخل الأميركي، معظمهم نشطاء من اليمين المتطرّف أو مناهضين للحكومة.
وقال مايكل ماكغاريتي مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في الوكالة الفدرالية إنّ نصف التحقيقات الجارية تشمل أفراداً فوضويين يعارضون الحكومة الفدرالية.
وأضاف خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب أنّ 40 بالمئة من التحقيقات تشمل عنصريين لأسباب دينية أو عرقية، وأن «قسم كبير» منها يتعلّق بمتطرّفين يؤمنون بنظرية تفوّق العرق الأبيض.
وعزا المسؤول الأمني سبب ازدياد مخاطر التطرّف الداخلي إلى عاملي السهولة والسرعة اللذين توفّرهما الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وهو أمر مماثل لما يحصل في حالة التطرّف الإسلامي.
وأوضح ماكغاريتي أنّه بفضل الانترنت بات بإمكان الناشطين العثور على محتوى يدعم أيديولوجيتهم دون الحاجة إلى السفر أو مقابلة أشخاص آخرين، ما يتيح لهم «التطرّف والاستعداد للعنف بسرعة»، مشيراً على سبيل المثال إلى الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا وأسفر عن مصرع 51 مصلياً برصاص متطرف يميني، قام ببث المجزرة المروعة مباشرة عبر موقع فيسبوك.
وأضاف أن السلطات لا يمكنها ملاحقة الأفراد قانونياً لمجرد تبنيهم أفكاراً عنصرية والترويج لها عبر الإنترنت، إنما يمكن ذلك في حال أظهروا نية إيذاء الآخرين أو التحرش بهم.
وفي عامي 2017 و2018 حصد عنف اليمين المتطرّف في الولايات المتّحدة الأميركية عدداً من الأرواح أكبر ممّا حصدته الهجمات الجهادية، وفقاً لمركز «نيو أميركا» للأبحاث.
وأحصى مركز «ساذرن بوفرتي لو» المتخصّص في رصد الجماعات المتطرّفة مقتل 81 شخصاً في الولايات المتحدة على أيدي «أفراد متأثرين باليمين المتطرّف» منذ 2014، مشيراً إلى أنّ العام 2018 كان «الأكثر دموية» إذ سجّل لوحده مقتل حوالي 40 شخصاً، بينهم 11 شخصاً قتلوا برصاص متطرف يميني في كنيس يهودي بمدينة بيتسبرغ (بنسلفانيا)، في هجوم وصف بالأكثر دموية ضد اليهود في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال ماكغاريتي إن البلاد شهدت خلال العام 2018، ستة هجمات دموية نفذها إرهابيون محليون، مقابل خمس في العام 2017.
وفي آذار (مارس) الماضي، أطلق شاب متشدّد، النار داخل كنيس يهودي في كاليفورنيا، ما أدّى إلى مقتل مصلّ وجرح ثلاثة آخرين.
Leave a Reply