بعد تصريحاتها بشأن قيام إسرائيل كملاذ آمن لليهود على حساب الشعب الفلسطيني
واشنطن – رفضت عضو مجلس النواب الأميركي، رشيدة طليب، الإذعان أمام حملة انتقادات واسعة تعرضت لها الأسبوع الماضي بتهمة معاداة السامية على خلفية حديثها عن معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، مؤكدة أنها تتعرض لمحاولات إسكاتها من خلال تأويل تصريحات لها، وحرفها عن حقيقتها بدوافع عنصرية.
وجدد الرئيس دونالد ترامب، هجومه على النائبة الفلسطينية الأصل عن ديترويت، إثر تصريحات تطرقت فيها إلى الهولوكوست، وإنشاء وطن قومي لليهود على حساب الشعب الفلسطيني.
وقال ترامب في تغريدة، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «من الواضح أن لديها (طليب) كراهية مروعة، لإسرائيل وللشعب اليهودي». وتساءل: «هل يمكن أن نتخيل ماذا سيحدث لو أنني قلت ما قالت أو تقول؟».
وتعرضت النائبة الديمقراطية، لهجوم حاد من النواب الجمهوريين بسبب تعليقاتها على الهولوكوست وإسرائيل.
ففي مقابلة مع موقع «ياهو نيوز»، نشرت يوم السبت الماضي، قالت طليب إنها تشعر بنوع من «الهدوء» لدى التفكير بحقيقة أن أجدادها هم الذين عانوا من أجل إقامة ملاذ آمن لليهود بعد مأساة الهولوكوست.
وأضافت «أجدادي -الفلسطينيون- هم من فقدوا أرضهم وحياتهم وكرامتهم الإنسانية ووجودهم وتم محوهم ومحو جوازات سفرهم… أعني أن كل ذلك كان باسم محاولة إيجاد ملاذ آمن لليهود، في أعقاب المحرقة، في أعقاب المأساة والاضطهاد المروع لليهود في أنحاء العالم آنذاك، وأحب حقيقة أن أسلافي هم من قدموا هذا، حقاً، بطرق شتى. لكنهم فعلوا هذا بطريقة فُرضت عليهم وسلبتهم كرامتهم البشرية».
وساند زعماء ديمقراطيون في الكونغرس، طليب بوجه انتقادات ترامب والجمهوريين. ونشرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في المجلس ستيني هوير تغريدات على موقع «تويتر» تقول إن ترامب وجمهوريين آخرين يجب أن يعتذروا للنائبة طليب لاتهامهم لها بمعاداة السامية بعد تحريف تصريحاتها.
وكتبت بيلوسي أنه يجب عليهم «الاعتذار للنائبة رشيدة طليب والشعب الأميركي عن تحريفهم الجسيم».
كذلك انضم المرشح الرئاسي السناتور بيرني ساندرز لداعمي النائبة العربية.
في المقابل، ادعى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن تصريحات رشيدة «معادية للسامية وناشئة عن جهل شديد»، وكتب على «تويتر»: «يجب عليك أن تقضي بعض الوقت في تعلم التاريخ قبل محاولة إعادة كتابته».
وردّت طليب على حملة الانتقادات، عبر حسابها الرسمي في «تويتر»، قائلة: «إن تأويل كلماتي وحرفها من أجل إشعال الهجمات الشريرة عليّ لن ينجح».
ووجهت رسالة إلى من قالت إنهم يحاولون إسكاتها: «جميعكم أنتم الذين تحاولون إسكاتي ستفشلون فشلاً ذريعاً. لن أسمح لكم أبداً بتحريف كلامي وإخراجه عن سياقه خدمة لأجندتكم العنصرية التي تنم عن الكراهية. الحقيقة سوف تفوز دائماً».
هذا وتتعرض المشرعتان في مجلس النواب الأميركي، رشيدة طليب وإلهان عمر، أول مسلمتين في تاريخ الكونغرس، إلى هجمات متكررة وانتقادات بسبب نشاطهما السياسي والحقوقي، لا سيما في الشأن الفلسطيني، وإدانة جرائم الاحتلال، إذ تتعرضان بشكل مستمر لاتهامات بمعاداة السامية.
ومساء الاثنين الماضي، أطلت طليب عبر برنامج «ليت نايت» مع الكوميدي سث مايرز، مدافعة عن موقفها المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني وموضحة تصريحاتها بشأن الهولوكوست.
وأكدت طليب التي لمع نجمها سريعاً في واشنطن بعد مطالبتها بعزل الرئيس، أنها «ستستمر بقول الحقيقة في وجه القوة»، وتواصل رفع معنويات جدتها التي تعيش في الضفة الغربية، «من خلال الحب وهذا كل ما يمكنني فعله».
وشددت على أنها ستستمر في الحديث عن «الأثر الإنساني لما يعنيه أن تكون فلسطينياً في الأراضي المحتلة».
أما عن إحساسها بـ«الهدوء» عند التفكير في التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني لإنشاء ملاذ آمن لليهود، فأوضحت طليب بالقول، «هذا أمر مهم لأنني أريد أن يجد الشعب الفلسطيني أيضاً نوعاً من الأمل في كل ما يحدث… جميعنا نريد أن نشعر بالأمان. كلنا يستحق الكرامة الإنسانية، بغض النظر عن خلفياتنا، بغض النظر عن عرقيتنا… نحن جميعاً نستحق المساواة والعدالة».
Leave a Reply