بعد إطلاق سراح مطلق النار .. وتملّص إدارة المركز الإسلامي من المسؤولية
تامبا، فلوريدا
أودت رصاصتان بحياة شاب عراقي إثر خلاف مع حارس متطوع في أحد مساجد منطقة تامبا بولاية فلوريدا، الاثنين الماضي. وقد أثارت الحادثة غضب أصدقاء الضحية ومعارفه الذين اتهموا إدارة المركز الإسلامي بالتستر على الجاني، وطالبوا السلطات باعتقال مطلق النار الذي لم توجه له أية اتهامات بعد.
وأفاد بيان للشرطة المحلية بأن إطلاقاً للرصاص وقع في موقف السيارات التابع لمسجد «الجمعية الإسلامية في خليج تامبا»، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (في أعقاب صلاة التراويح)، وأن أحد ضباط الشرطة كان خارج دوامه الرسمي حين وصل إلى مكان الحادث، ووجد الضحية مضرجاً بدمائه، والقاتل مايزال ممسكاً بسلاحه بالقرب منه.
وتم على الفور نقل الضحية رأفت سعيد (36 عاماً) إلى أحد المستشفيات المحلية، حيث أعلن عن وفاته متأثراً بطلق ناري قاتل.
وأفاد معارف الضحية، بأن سعيد من أصل عراقي يعيش في تامبا منذ نحو عشر سنوات، وأنه حصل على الجنسية الأميركية قبل أيام قليلة من مقتله، وأنه كان يخطط للسفر في القريب العاجل، لزيارة والديه اللاجئين في تركيا. أما مطلق النار فهو من أصول باكستانية، بحسب شهود.
وقال أصدقاء الراحل لوسائل الإعلام المحلية إن سعيد كان يعمل سائق شاحنة ثقيلة، وإنه يكدح بجد لإعالة زوجته وطفلتيها من زواج سابق، وهما في عمر 12 و15 عاماً.
وكان مكتب شريف مقاطعة هيلزبورو قد أطلق سراح مطلق النار، بعد وقت قليل من توقيفه، بحسب معارف وأصدقاء الضحية الذين أقاموا اعتصاماً في أعقاب مراسم الجنازة بـ«مسجد القسام» بالمدينة، يوم الثلاثاء الماضي، ورفعوا لافتات كتب عليها: «نريد العدالة».
واتهم المتظاهرون إدارة «الجمعية الإسلامية في خليج تامبا» بالتستر على الحادثة، والتهرب من مسؤولياتها. وقال ريان حمود، وهو صديق للضحية: «إنهم لا يريدون دفع التعويض لعائلة القتيل. إنه (المسجد) مؤسسة تجارية، لديهم تأمين (إنشورنس) ولكنهم لا يريدون الاعتراف بالمسؤولية.. إنه سلوك مثير للشبهات». وأضاف: «سعيد لم يذهب للمسجد لإثارة المشاكل، لقد ذهب لأداء الصلاة، أما مطلق النار، فقد كان يبحث عن المشاكل، وكان ينتظر سعيد وهو في طريقه للعودة إلى منزله».
وأشار بعض المعتصمين إلى اطلاعهم على العديد من الشكاوى ضد مطلق النار وسلوكه العدائي في المسجد. وأنحوا باللوم على إدارة المركز لتوظيفها حارساً مسلحاً خلال شهر رمضان، وقال منور الشمري: «إنهم مسؤولون عن موظفيهم وعن المتطوعين لديهم».
ورداً على تأكيد إدارة المركز بأن مطلق النار لم يكن يزاول عمله ليلة وقوع الحادث، أكد أن «الجميع يعرفون عكس ذلك، ويعرفون أن مطلق النار يعمل في المسجد منذ سنوات».
وتساءل: «كيف يمكن لمكتب شريف مقاطعة هيلزبورو إطلاق سراح شخص ثبت أنه خطر على المجتمع، خاصة في مكان للعبادة؟». وأضاف: «كيف لا يوجهون له التهم؟ لقد أطلقوا سراحه بعد ساعات قليلة، أو ربما في اليوم التالي، ما هو السبب؟ نريد أن نعرف».
وأشارت إدارة الجمعية الإسلامية بأن «خلافاً شخصياً وقع بين الجاني والضحية في موقف السيارات، وليس داخل المسجد»، وقالت: «نحن لا نتستر على الحادثة، أو على مطلق النار. ومن لديه شك في ذلك، فعليه التواصل مع سلطات إنفاذ القانون».
وأشار بعض من حضروا جنازة سعيد، إلى أنهم سوف يتوجهون إلى مكتب الادعاء العام بولاية فلوريدا، إذا لم يقم المسؤولون في مقاطعة هيلزبورو بتوجيه التهم لمطلق النار، في القريب العاجل.
وأفاد المحققون في مكتب شريف المقاطعة بأنهم تحرزوا على السلاح الناري في مكان الحادث، وأن المتشبه به قد تعاون مع المحققين، وفيما لايزال التحقيق مستمراً لم يتم توجيه أية تهم لمطلق النار.
ومع تصاعد الانتقادات والدعوات إلى مقاطعة مسجد الجمعية الإسلامية في خليج تامبا، قال المتحدث باسم المسجد، أحمد بدير، إن غياب الإجابات الشافية حول الحادثة يجعل الانقسامات تظهر في الجالية لاسيما مع تداول «المؤامرات» و«الشائعات» على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن ذلك «ستترتب عليها عواقب تطال أسراً بأكملها في مجتمعنا».
وأضاف متسائلاً «الآن لدينا بعض الناس يقولون إنهم لن يذهبوا إلى الصلاة لأنهم يشعرون بعدم الأمان، لكن هل يمكننا لومهم؟».
وعبر بدير عن استيائه قائلاً «لا أعرف ما حدث ولا يمكنني التفكير في أي شيء يبرر ارتكاب عمل عنف مثل هذا، ولكن أياً كان ما حدث فإنه يجعل مجتمعنا يبدو سيئاً للغاية وهذا عار»، نافياً بشدة أن يكون المسجد ضالعاً في أي نوع من «التستر» لحماية مطلق النار.
Leave a Reply