حسن عباس – «صدى الوطن»
خلال اجتماع مجلس ديربورن هايتس البلدي، في 28 أيار (مايو) المنصرم، أعرب عدد من جيران «المنتدى الإسلامي في أميركا» عن غضبهم واستيائهم من الضجيج والازدحام الذي رافق ليالي الاحتفال بليلة القدر، في 19 و21 و23 رمضان الماضي. وطالب المحتجون، الذين تناوبوا على التقدم بشكاواهم، شرطة المدينة ومجلسها البلدي باتخاذ إجراءات صارمة للحد من ركن السيارات غير القانوني في شوارع أحيائهم السكنية، بحسب زعمهم.
وقالت فريدة مكي بري إن مرتادي المسجد أغلقوا ممر منزلها (درايف واي) المحاذي لـ«المنتدى الإسلامي»، وإنهم أقاموا تجمعات صاخبة وبعضهم تشاجروا في وقت متأخر من الليل، مضيفة «ما حصل في نهاية ذلك الأسبوع، غير مقبول على الإطلاق».
وأشارت إلى أن دائرة شرطة المدينة على علم بما جرى، وأنها تلقت اتصالات متكررة من السكان الواقعة منازلهم على شوارع دوكستاتور وكينلوك وسيسل. وقالت: «لقد انتهكت حقوقنا الأساسية في الإقامة الهادئة في منازلنا»، لافتة إلى أن الأحياء المجاورة لـ«المنتدى الإسلامي» قد اكتظت بسيارات ما يزيد عن خمسة آلاف شخص أمّوا المسجد خلال الليالي الرمضانية الثلاث.
أضافت أنه كان بإمكانها سماع الخطبة والابتهالات التي بثت عبر مكبرات الصوت، والتي تجاوز ضجيجها مستويات الضوضاء المسموح بها في الأحياء السكنية، وفق تعبيرها. وتابعت: «إذا حدث أي مكروه لأطفالي، فإنني أحمّل بلدية ديربورن، ورئيس البلدية شخصياً، المسؤولية الكاملة».
من جانبها، أكدت عضو مجلس أمناء المنتدى دانييل الزيات أن «المسجد ليس لديه ميكروفونات خارجية»، وأفادت في حديث لـ«صدى الوطن» بالقول: «في تلك الليالي الحارة نسبياً، فتحنا بعض النوافذ في القاعة المخصصة للصلاة، وربما كان ذلك هو سبب الضجة التي أثارت انزعاج جارتنا»، لافتة إلى أن «ثانوية كريستوود» القريبة من المكان، تستخدم مكبرات الصوت خلال الفعاليات الرياضية، «دون أن يثير ذلك حفيظة أحد»، على حد تعبيرها.
بري، أكدت على أنها تعرضت وجيرانها للمضايقات والشتائم بشكل متكرر من قبل مرتادي المنتدى الذين طُولبوا بنقل سياراتهم المركونة أمام المنازل.
وفي السياق ذاته، أدلى ثلاثة من سكان الأحياء المجاورة للمنتدى الإسلامي بتصريحات مماثلة، وقالت إحدى المتحدثات إنها اتصلت بالشرطة واشتكت من المركبات المركونة في الشارع، بالمناطق المخصصة لسيارات أسرتها، مشيرة إلى أن أحد عناصر الشرطة أخبرها بأن الدائرة لا يمكنها مطالبة الناس بنقل سياراتهم المركونة بشكل قانوني، وفي مناطق التوقف العمومية بالشوارع.
شخص آخر، يعيش في منزل على شارع فنتون، على بعد ميل واحد من المنتدى الإسلامي، أكد على أن القلق انتابه بسبب حركة المرور الكثيفة على شارعي فورد وتلغراف خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تصادفت مع إحياء ليالي القدر. وأشار إلى أن بعض السائقين كانوا يقودون مركباتهم بسرعة 70 ميلاً في الساعة، في الشوارع الداخلية، وأن عطلة نهاية الأسبوع التالية شهدت –أيضاً– الكثير من حالات الازدحام والقيادة المتهورة.
وقال: «عندما عدت للسكن في هذه المنطقة، عام 1999، كان المكان هادئاً وجميلاً.. لا أعرف لماذا لا يمكننا القيام بشيء حيال هؤلاء الناس الذين لا يتقيدون بقوانيننا».
قائد شرطة ديربورن هايتس، دان فولتاتورني أكد لـ«صدى الوطن» على أن «دائرته لم تتلق إلا القليل من مكالمات المشتكين حول ذلك الأمر»، منوهاً إلى أن «الاتصالات وردت من الشخص نفسه، خلال الأيام الثلاثة». وأشار إلى أنه قام بمراجعة الأشرطة المسجلة خلال نهاية عطلة الأسبوع، ورأى بضعة سيارات فقط مركونة قريباً من إشارات التوقف (ستوب ساين)، وليس أمام الممرات الأمامية للمنازل، كما ادعى بعض المشتكين في اجتماع المجلس البلدي.
وقال إن عناصر الشرطة طلبوا من بعض الأشخاص نقل سياراتهم إلى أمكنة أخرى، كما قاموا بمخالفة مركبة كانت مركونة على الرصيف الجانبي.
وخلال الاجتماع، تطرق فولتاتورني للقضايا التي أثارها بعض جيران «المنتدى الإسلامي»، وقال: «لن أجادل حول الهواجس التي أثيرت هنا، ولكنني أستطيع الجدال حول الادعاء بأن البعض كانوا يقودون سياراتهم بسرعة 70 ميلاً في الشوارع الداخلية، ولكنني لن أفعل ذلك»، مؤكداً: «من الصعب التصديق أن الوضع كان سيئاً إلى هذه الدرجة، كما زُعم. ومع ذلك، تواجد الكثير من عناصر الشرطة في تلك المنطقة لعلمنا بوجود مجاميع كبيرة من الناس الذي قصدوا المسجد خلال تلك الليالي الثلاث».
وقال إنه منح أصحاب السيارات فرصة لنقل سياراتهم إلى أماكن أخرى في حال كانت مركونة بشكل غير صحيح في شارع كينلوك، أو في حال وقوفها في المناطق غير المخصصة لوقوف السيارات.
مشتكية أخرى، قالت إن الكثير من السيارات تم ركنها على جانبي الشارع في حيها السكني، وإن ذلك أعاق مرور سيارات الإسعاف لأحد السكان الذي عانى من ظروف صحية سيئة.
وقد رد فولتاتورني، على هذه الشكوى بالقول: «لقد أجرينا دراسة مرورية، ووجدنا أن سيارات الطوارئ ومركبات الإطفاء يمكنها العبور في حال كانت السيارات متوقفة على جانبي الشارع».
وأكدت الزيات على أن إدارة «المنتدى الإسلامي» تتمنى إقامة علاقات طيبة مع الجيران، وقالت: «جاءتنا جارة وأخبرتنا بأن شخصاً أوقف سيارته في ممر منزلها (درايف واي)، في الوقت الذي كانت فيه خارج بيتها، خلال عطلة نهاية الأسبوع». وأضافت: «لقد انخرطت تلك المرأة في جدال مع بعض رواد المسجد، وقد أخبرناها بأننا لن نتغاضى عن أي نوع من المضايقات وأننا على استعداد لمعالجة الأوضاع بقدر استطاعتنا». وتابعت: «في تلك الليلة، كانت السماء تمطر، وقد عرضتُ على جارتنا إيصالها إلى المنزل، وطلبت منها التعرف على السيارة بين السيارات المركونة، ولكنها لم تستطع التأكيد أن أياً منها كانت متوقفة في ممر منزلها».
وأشارت إلى أن إدارة «المنتدى الإسلامي» تجاوبت مع جهود الشرطة وطلبت من المصلين الذين ركنوا سياراتهم بطريقة غير قانونية أن يقوموا بنقل مركباتهم تفادياً لإزعاج الجيران وإقلاق راحتهم.
وأكدت على أن بعض الجيران الآخرين أعربوا عن سعادتهم واستعدادهم لتوفير أماكن لركن سيارات المصلين، وقالت: «لقد اتصلوا بنا وأعلمونا بأنه يمكن لمرتادي المسجد ركن سياراتهم في ممرات منازلهم الخاصة، إذا احتاجوا لذلك».
وعلى عكس ادعاءات بري، فإن الطاقة الاستيعابية للمسجد تبلغ 505 أشخاص بحسب الزيات التي أشارت إلى أن المنتدى لديه 213 موقفاً للسيارات، وهي مواقف تزيد عن الحاجة، بحسب القواعد الهندسية. وقالت: «بالنسبة للسرعة التي يقود بها الناس مركباتهم، فلا يمكننا التحكم بذلك، كما أنه لا يمكننا التحكم بالطريقة التي يركنون بها سياراتهم».
وأضافت: «المنتدى الإسلامي يبذل ما بوسعه في مجمل القضايا، لقد تلقينا شكاوى من وجود نفايات متناثرة على المساحات العشبية الأمامية، وقد قمت بنفسي بإزالتها». وأكدت أنها لم ترَ أية سيارة تسد مداخل المنازل، خلال قيامها بتوصيل الجارة المشتكية إلى منزلها.
وأشارت إلى أن «المنتدى الإسلامي» يعمل على إعداد رسالة لإبراقها للجيران، يدعوهم فيها للحوار حول الفعاليات المستقبلية واستشارتهم في صياغة خطط لركن سيارات مرتادي المسجد.
Leave a Reply